الجزء السابع:(الاخوة الثلاثة٢)

2.7K 78 0
                                    

عندما سمعا جرس المدخل يدق ، أحست فنّي بتوتر، ولما نهض هراكليون عرفت انه سيدخل أخويه إلى غرفة الجلوس فلملمت شجاعتها وتبعته . لا مهرب من مقابلتهما ولكن بدون الاعتماد على حب من ليون ليساندها أمامهما .

فتح هراكليون الباب الرئيسي وفي الحال طوّق احدهما الآخر بأذرع قوية وكان العناق حارا كما لو أنهم مفترقين عن بعضهم منذ شهر لا منذ يوم .

هتف زونار وهو يضحك مبتهجا :

((هذا هوعريسنا ، رأس بيتنا والزوج الجديد! كيف سارت الأمور يا شقيقي ؟ ))

دلت إجابته المقتضبة المكونة من كلمتين فقط على ناحيتين فيه ، ناحية رجل ذي سلطة يأمر وينهى وهوالوجه الذي تعيشه فنّي وناحية رجل عطوف لم تسعد به بعد .

دخل التوأمان إلى الغرفة وبدت فنّي قزمة أمام طولهما وشاحبة بالمقارنة مع لونهما . التشابه بينهما كبير ولكن ليس إلى الحد الذي لا يميز بينهما . أما عيونهما البنية فهي أكثر وداعة من عيني أخيهما هراكليون . طلعتهما بهية والنظر إليهما اخف وطأة من النظر إلى أخيهم ا.

اخذ الاثنان ينظران إليها ، وقال ديمتري:

((أنت تختلفين عنها. درجة اقل ؟ او درجةأكثر...؟ )).

أما زونار فقال بعد أن تفحص شعرها ووجده بلون الحنطة الذهبي :

((هذه فتاة مختلفة من النوع الجميل الهادئ )).

كانت فنّي واقفة لا تبدي حراكا لتدافع عن نفسها في وجه التوأمين ورأيهما فيها ، وتحت سطوة أربعة عيون تقيمها من الرأس إلى أخمص القدم. بينما بدا هراكليون وكأنه غير معني بما يجري حوله وهو يشعل سيكارا كما لو كانت فنّي ماثلة أمام محكمة .

وفجأة قال ديمتري وهو في حالة ذهول وغضب :

(( لابد أن خطأ ما قد وقع ، ماهو ؟ ))

أجابه زونار وهو يحدق في فنّي التي لاحظت أن نظرته إليها تختلف عن نظرة أخيه ديمتري وان في تلك النظرة شيئا من الكآبة :

((على العكس . أرى أن شيئا حسنا قد حصل)) .

تقدم نحوها ومد يده وقال مبتسما :

((هل تسمحين لي بتقبيل يدك وبالترحيب بك في عائلتنا ؟)) .

لم تتمكن فنّي من قول شيء او الإتيان بأي حركة لان زونار لم يمهلها فأسرع ورفع يدها إلى شفتيه وقال :

(( أنت جميلة جدا شعر ذهبي وجلد بلا عيب! شيء نادر في عصرنا هذا عندما تدخل المرأة عند المزين بشكل وتخرج بشكل احلي وأجمل))

ولكن ما أن لمست شفتا زونار يدها حتى سحبتها من يده لأنها أحست بتحول خطر فيه : تأكد لها أن زونارمفراكيس انجذب إليها.

نظر زونار إلى أخيه هراكليون الذي كان دخان سيكاره يغطي وجهه وقال:

(( انك رجل محظوظ يا هراكليون ))

دمية خلف القضبان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن