كان البحر يضاهي السماء صفاءً وزرقة . وبعد ان اعطى هراكليون فنّي مهلة كافيه للتأمل قال :
(( هذه هي كرينيا . خرجت لتوها من المشغل البحري لتوها عروساً جميله لتقوم برحلتها الأولى . هل تحبينها؟ ))
(( هل السفينه لك ؟ لم ارا أبدا سفينه بهذا الجمال . تذكرني بصور لسفن القراصنة . سفينةً كهذه لا تخص غيرك ))
(( هل تشتهين ان تكوني على ظهرها في جولة على بحر ايجه؟ ))
لم تصدق ما سمعت من حلو الكلام . هل صحيح ان هراكليون يدعوها لترافقه الى مكان ما... أي مكان . الى السماء؟
(( هل أنت بحارة ماهرة ؟ ))
(( لا اعلم . لم يختبرني احد بعد ))
لا تصدق حقيقة انها سترافقه في رحلة بحريه على ظهر سفينته التي يزين مقدمتها رأس كرينيا العاشقة الاسطوريه ، وأشرعتها تشبه أجنحة الطيور. اجل. انها تتوق الى هذه الجوله . فهناك العديد من الجزر تحلم باستكشافها.
ولكن مهلا... فقد حدث مرة في السابق ان أرادت الحصول على شيء. وعندما كادت تناله نظر هراكليون إليها باحتقار وزمجر بصوته الخشن قائلا بان عليها ان تعطيه ولدا أولا...
كلا . لا تستطيع مرافقته ... لا تستطيع التمتع بهذه الرحله وهي تنتظر مصيرها المجهول . ولكن بدا ان الأمور تسير حسب أمانيها عندما قال :
(( سأختبرك انا . سنبحر على ظهرالسفينة هذا الصباح ))
التفت إليها ولما رآها غارقة في حال تفكير عميق سألها :
((ما الأمر؟ الا تتلهفين لتكوني وحدك معي على متن السفينه ؟ وهل عنايتك بي وأنا على الفراش الليلة الماضية تتوقف ونحن في البحر؟ إذا كنت لا تحبذين فكرة الرحله لن أجبرك على مرافقتي . لن افعل ما كان يفعله القراصنة عندما يأخذون فتيات الجزيرة ويحملونهن على سفنهم . استعملي حريتك لن اضغط عليك . هل اتفقنا؟ ))
(( نعم . يمكنك اخذ زونار ))
كان ممسكاً يديها فضغط عليها بشدة الى ان آلمها وقال :
(( آخذ أخي ؟ هل تعتقدين انك المرأة الوحيدة في حياتي ؟ إذا كانت الرحله لا تروق لكي فساجد من هي أكثر لهفة لتحل محلك في السرير. ربما ندمت على خدمتك لي البارحة.... والان تبتعدين عني بينما انا على وشك تحريرك تماماً وتحويلك إلى امرأة ثرية ))
جفلت فنّي كما لو انه صفعها على وجهها .
((سأفعل ما تريد يا هراكليون. سأرافقك في رحلتك كما تقول....))
(( إليك عني !!))
دفعها عنه فجأه فارتطم صدرها بسياج الشرفة وصرخت من الم شعرت به في أضلاعها . تشبثت بكلتا يديها كيلا تسقط ولكنه لم يتحرك من مكانه.
أنت تقرأ
دمية خلف القضبان
Romanceاكذوبة واحدة تكفي احيانا لتفتح ثغرة بحجم المرارة في حياة اثنين .... والمرارة طريق شائكة بلا عودة والدافع هو الحب الجنوني.... ولكن النتيجة غالبا ما تكون القسوة أوالإحتقار, أو الاثنين معا ...... هذا ما اكتشفه هراكليون مفراكيس الثري اليوناني الذي يتحك...