الجزء الرابع عشر:(قهوة تركية)

2.2K 61 11
                                    

(( سأموت إذا عشت في بلد بارد . أحب التردد على بيوت الأزياء ولكنني أفضل العيش على هذه الجزيرة ))

وأردفت تقول بالفعل عندما تمطت باسترخاء بينما قالت فنّي مبتسمه :

(( جزيرة الفراشات ))

(( أحب هذا الوصف . أتركك في تأملات العروس . وأنا سعيدة بخروج هراكليون سليما ومعافى من الحادث. ليلة سعيدة ))

خرجت ادلينا وهي تدندن لحنا يونانيا . قانعه تماما بحياتها على جزيرة بتالدوس . وبقيت فنّي إلى ان تسرب البرد إلى الغرفه فذهبت إلى غرفة هراكليون ودخلتها بهدوء لتتأكد من انه على مايرام .

كان ضوء المصباح باهتا ، وفوجئت كثيرا عندما انحنت فوقه ورأته مفتوح العينين ينظر إليها.

(( هراكليون.... أوه !))

(( أهلا . اشعر بان الوقت يتباطأ. منذ كم وأنا نائم؟ ))

(( منذ ساعات . كيف حالك؟ ))

كان قلبها يخفق بسرعة عندما نظرت إليها تلك العينان المخمليتان .

(( لا اشعر باني إنا نفسي . كل ما اتذكرهو ميض قوي وضربة على راسي . ماذا حدث؟ ))

(( انفجار قنبله وضعها إرهابي حيث كنت. كنت محظوظا ...))

(( أي ان غيري قتل؟ وزونار؟ ))

(( كان يتناول طعام الغداء مع احدهم في مكان ما ))

(( صحيح . تذكرت انه قال سيزور صديقا حميما جامعيا قديما. وأظن ان هذا الصديق فتاة ))

بانت اسنانه في ابتسامه بسيطه ثم عبس وقال:

(( انه من سخرية القدر ان يموت الناس وهم يحاولون ان يجلبوا السلام إلى قبرص . إذن أرجعوني جوا واناموني في الفراش كالطفل . شيء من هذا لم يحصل لي من قبل !))

(( هل تشعر بشهية للأكل؟ لم تتناول شيئا منذ ساعات ولن يضيرك ان تطلب ما تشتهي ))

((حقا انت زوجه قلقه ومهتمة بي . هل تفجرت عواطفك وتبدلت طباعك يا عزيزتي؟ ))

(( لا تكن فظا !))

(( آه . كم تتألم هاتان العينان ))

دس أصابعه في القفطان العريض وضغط على جلدها وقال :

(( لك ابتسامه لطيفه وحلوة كالملائكة . الست ملاكا ؟ والان ، انا متأكد ان املك قد خاب عندما أخبرك زونار بانك لم تترملي . يا للخسارة ! سيبهر جمالك الناس وأنت في ثوب اسود يزيد من فتنة جلدك الأبيض وبهاء شعرك الذهبي ))

(( انت بهيم يا هراكليون ، ولا أريد ان افقد أعصابي بسببك . هل تريد شيئا من الطعام ؟ ))

(( فنجان قهوة تركية يا ملاكي الحارس . خبز اسمر مقمر مع طبق ساخن من الحلزون بالزبدة مطبوخ بالحشائش والخل ))

دمية خلف القضبان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن