(( أنت تعرف مدى خطورتها . أنا ملك لأخيك.))
(( من قمة راسك إلى أخمص قدميك يا امرأة أخي؟ .))
(( اجل ))
اعترفت بذلك وهي تشعر بان هذا الامتلاك أثمن شيء لديها.
(( تابعي حياتك هكذا وستصبحين أمّاً في فترة وجيزة ))
(( أحقا ماتقول؟ )).
(( هذا واقع زوجات اليونانيين . هل هذا ما ترغبين فيه أكثر من أي شيء آخر؟ )).
لا ليس أكثر من أي شيء آخر! هل تريد ولدا يفصلها عن زوجها إلى الأبد؟ وضعت يدها على بطنها ، كان الشيء الذي سيفصلها عن ليون موجودا هناك ينمو يوما بعد يوم وانه جزء لا يتجزأ منها ويبقى لها إذا هي تخلت عن زوجها باختيارها وإلا سينتزعه منها إذا بقيت. هي تعلم أن جنينها صبي لان رجال مفراكيس لا ينجبون إلا صبيانا على شاكلتهم عصاميين وأشداء.
(( تعالي يا ساحرتي الحزينة. دعيني أرافقك إلى القصر))
تأبط ذراعها ولم تسحبها منه . لقد صنع هراكليون من أخويه رجلين مهذبين يعرفان انه سيقتلهما إذا فقد ثقته بهما . وتجد متعة في الحديث مع زونار لأنه الوحيد الذي لم يحكم عليها بأنها دخيلة .
(( يعتبر اليوناني ابنه مشعلا يضيء طريقه عندما تنطفئ شعلة حياته ، ومن الأهمية بمكان أن تكون الزوجة أمّا لولد زوجها ، وأنا على يقين من أن هراكليون سينسى تحايلك عليه لتتزوجيه... هل هذا ما تريدين؟ )).
زوجها ينسى ؟! ارتعشت عندما وضعت قدمها على عتبة القصر ودخلت البهو الكبير الذي يضيئه المصباح البرونزي كما يضيء أقواس منافذه .
(( أسرعي وغيري ملابس الحمام . أسرعي! )).
كان زونار يراقبها وهي تصعد السلم . وفجأة توقفت والتفتت إليه . وابتسمت له ابتسامة امتنان لأنه كان يجد في صحبتها بهجة له ، وأرفقت ابتسامتها له بكلمة لطيفة :
((أنت ترفع من معنوياتي))
(( لا من مسلكك ))
بادلها ابتسامة جذابة لها معنى وهو ينظر إلى جسمها الذي لم يختلف لونه عن لون العسل الأشقر.
وفيما هما كذلك سمعا صوت المربية تنادي سيدها زونار . ففوجئا بظهورها قريبا منهما بلباسها الأسود الأنيق وياقته البيضاء المنشّاة . وشعرا بالذنب عندما تحولا بنظرهما إليها . فتوجهت بالكلام إلى زونار متجاهلة كلام فنّي قالت المربية :
(( سيدي . إن ابنك أليكو لا يرغب في الأكل ... ربما كان ذلك بسبب موجة الحر . ولكن من جهة أخرى ....))
قاطعها زونار وسألها منفعلا :
(( ومن جهة أخرى ؟ معرفة الأطفال إحدى مسؤلياتك ولهذا استخدمناك)).
أنت تقرأ
دمية خلف القضبان
Romanceاكذوبة واحدة تكفي احيانا لتفتح ثغرة بحجم المرارة في حياة اثنين .... والمرارة طريق شائكة بلا عودة والدافع هو الحب الجنوني.... ولكن النتيجة غالبا ما تكون القسوة أوالإحتقار, أو الاثنين معا ...... هذا ما اكتشفه هراكليون مفراكيس الثري اليوناني الذي يتحك...