في ذلك المكان ذو الطرقات المتشققة والأفعوانية بوديانه العميقة ومنحدراته الخطِرة وأشجاره الكثيفة المتماسكة، ليلة ظلماء أنار قمرها طريقي المتكسّر
لم تكن هذه الليلة كما توقعت، كل شيء ساء واِختلطت الأمور فجأة وظَهرتُ كالشخصية الشريرة بينهم
صعدت سيارتي بسرعة وغضب لكني خشيت على نفسي من السقوط في تلك الوديان السحيقة لذلك قدتها بهدوء، كان الطريق مظلم فهذه الأماكن مهملة ومهجورة تقريباً
لا يسعني التوقف عن التفكير بالأمر ورأسي ينبض فيه الألم نبضاً ساحقاً، وهاتفي الذي أمامي أخذ يرن دون توقف لكني لم أجرؤ على النظر فيه، رغم أني لست الملامة
لو أنني علمت بالأمر منذ البداية لتحركت، لخرجت من البلاد لفعلت أي شيء عدا أن أتحمل فكرة أنني السبب في حزن أحدهم
وبينما كنت أقود بحذر على ذلك الطريق المتشقق بأفكاري المشتتة مر من أمامي فجأة حيوان يشبه الجرو وقفز في الوادي وبالكاد تمكنت من رؤيته، ما جعلني أوقف السيارة سريعاً وقد جف حلقي من الذعر، خرجت منها آخذة أنفاسي لألقي نظرة على الوادي الذي قفز إليه من أعلى الجرف الذي أقف فوقه
كان منظره مخيفاً لشدة عمقه واِنخفاضه وهو في الحقيقة أوهد مكان رأيته، رغم الظلمة والأشجار الكثيفة التي تشكل بساطاً طويلاً على مد النظر، أبصرت بعض الأضواء المتباعدة عن بعضها كأنه تتواجد قرية هناك في الأسفل، أستغرب أمر من يسكنون هناك... بالتأكيد لا تمر عليهم سنة دون أن يجدوا جثة مُنتحر على أراضيهم
وهنا قطع سلسلة أفكاري صوت رنين هاتفي مجدداً لأندفع نحو السيارة وأجيب "ماذا تريد الآن!؟"بقي صامتاً طويلاً فوقفت مجدداً أراقب أضواء منازل تلك القرية في الأسفل إلى أن تحدث "آسف بيرل ... الأمر ليس بيدي"
"حقاً!؟ ليس بيدك! أتعلم... أنا لا أصدق أنك ماثيو الذي عشت معه كل طفولتي ونصف حياتي"، أنهيت الإتصال وأطفأت الهاتف ومازلت واقفة على الحافة بشرود ويدي الأخرى ممسكة بغصن الشجرة التي بجانبي بإحكام
كان المكان هادئ لدرجة أنه أتاح لي سماع نبضاتي المضطربة، بعض نسمات الهواء كانت كفيلة بأن تنفخ الغبار في كل مكان فكمشت جفنيّ وأنا أفرك عيني بكلتا يدي
أخذت نفس عميق والحزن يزداد مع كل زفرة وإذ... شعرت بتلك الدفعة القوية على ظهري، لم أُدرك الوضع بعد وكأن سم اِنتشر في دمي، وجسدي يمر بين الهواء البارد ويخترقه، كل ما تمكنت من معرفته هو أنني أهوي في ذلك الوادي السحيق، لم يكن لدي مُتّسع من الوقت لأخاف من الموت حينها... لأني سقطت أسرع مما ينبغي......
أنت تقرأ
|| كارنيليوس ||
Werewolfحياتكِ يا حُبّي سيئة وأعلم أن وجودي فيها أسوأ لكن... إبقي بجانبي... ولا أريد أكثر من ذلك... 1# في المستذئب 1# في الخوارق 2019/6/22 (نقية)