١١

39K 3.4K 486
                                    

مرت بضعة أسابيع، كنت ألتزم غرفتي حقاً وأطلب منهم أن يجلبوا الطعام إليها فأنا لا أريد رؤية أحد أو إثارة المشاكل، أريد فقط العودة سريعاً، وعندما ينتهي هذا اليوم سأكون قد قضيت الثلاثة أشهر بسلام

"بيرل عزيزتي… انهضي"

فتحت عيني بتكاسل على صوت روزلي، كانت مبتسمة رغم ذلك تحسست الحزن بوجهها

تحدثت بهدوء "صباح الخير بيرل… أخي قال أن هاتفكِ جاهز… كنت أتمنى أن تبقي هنا أكثر لكن هذا ليس من شأني… إنه قرارك"

لم أستطع الرد، ليس لأنني لست معتادة عليها كمستذئبة، في الحقيقة هناك أشخاص سأفتقدهم بشدة عندما أرحل فتابعت بدعابة "حسناً أنا حمقاء لا يُقال كلام كهذا لشخص استيقظ للتو… هيا انهضي لأجلي… أريد أن تتناولي معنا الفطور… لهذا اليوم على الأقل"

أومأت لأتفوه "سأنهض… فقط لأجلك"

تنهدت لتتلفظ بصوت منخفض "آسفة نيابة عن أخي… لا تحملي الضغينة تجاهه أرجوكِ… هو ليس بوعيه"

نهضت هامسة "لم أفهم حتى الآن ما سبب كل ذلك الغضب والتجهم"

وبعدها اغتسلت وارتديت الملابس المُستعارة من روزلي، تناولت معهم الإفطار وكان كل شيء طبيعي حتى بعدما عرفت حقيقتهم

وبعد ساعات من الوحدة في الغرفة… جاء هيوغو الصغير وأخبرني أن كارل يريد التحدث إلي، ذهبت لغرفته فلم أجده هناك فدخلت وجلست على الأريكة أنتظره بتوتر بينما أهز قدمي

ثم رأيته قادم من الخارج والهاتف في قبضته، لا أعلم لمَ بدأ قلبي بالخفقان وانقبضت معدتي

لم يتحدث أبداً ولم يظهر أي تعبير غير ضيق حدقتيه، مددت يدي لا إرادياً أنتظره أن يعطيني إياه، وقبل أن أمسكه رفعه مجدداً قائلاً "تذكري… كنتِ هنا بإرادتك"

أومأت متنفسة الصعداء ليضعه في راحة يدي بهدوء، ازدردت ريقي وأخذت أتفحصه بنظري وقلبي لا يتوقف عن النبض بعنف

ضغطت على زر التشغيل لتضيء الشاشة وأرى صورة لي مع رجل وامرأة فدمعت عيني دون إرادتي، شعرت ببعض الدوار واختلطت مشاعري لأتلفظ "هذان… بالتأكيد والدي! لقد تذكرتهما" زفرت أنفاسي بقوة وجسدي أُنهِك بلا سبب، فقط لأني شعرت بالخوف من المجهول، من المستقبل

"أتحتاجين لمساعدة ما؟"

نظرت نحو كارل الذي لم يتحرك من مكانه لأتفوه "هناك ذكريات تقتحم عقلي… ذكريات مع هذان الذان في الصورة… أشعر… بالخوف"

همهم ليجلس بجانبي ويضم ذراعيه إلى صدره ليتلفظ دون النظر إلي "رغم أنكِ تتوقين للعودة"

أخذت نفساً عميقاً وأعدت تشغيل الشاشة لتظهر لي لوحة مفاتيح تطالبني بأن أضع كلمة المرور، تبسمت بجانبية مع بعض الحزن لأكتب سريعاً "أمطار" ففُتح الهاتف لتُقبض معدتي

|| كارنيليوس ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن