٦

45.8K 3.6K 880
                                    

بيرل:

حظيت ببعض الأيام الجيدة هنا، أعتقد أنني بدأت أتكيف مع هؤلاء الناس، لربما كان من الجيد أن أحكي لروزلي عن انزعاجي من شقيقها، كان لطيف معي هذه الأيام وجلب لي القليل من الكتب كي لا أشعر بالملل، أما عن تلك القبلة لم أرغب بالتفكير فيها على الأقل لشدة إحراجي

هذه الليلة، لم يحدث شيء جديد، ربما نمت لساعتين، ثم استيقظت مجدداً من شدة البرد، كانت شرايين رقبتي ترتجف وكل هذا لأن النافذة مفتوحة

كنت أشعر بالظمأ، إلا أني خشيت من الظلمة في الردهة، لكني لن أبقى عطشى وهذا ما دفعني للخروج، نزلت السلالم بهدوء كي لا أزعج النائمين وكانت تراودني بعض التخيلات كأن يظهر أحد فجأة في وجهي أو أن يكون هناك مخلوق خلفي يتبعني

لكن عندما وصلت للمطبخ شعرت بسخافتي وفتحت الثلاجة لتضيء المكان بعض الشيء، شربت الكثير من الماء وأنا أنظر للباب الآخر الذي يطل على حديقة القصر

لا أدري لمَ جاءت في عقلي صورة الرجل المظلم ذو الأعين المضيئة الذي رأيته في الأمس فاتجهت لذلك الباب لأتأكد إن كان مغلق بإحكام لكنه لم يكن كذلك، وقبل أن أغلقه سمعت صوت من خلفي ليُصعق جسدي ويطلق قلبي خفقة قوية

استدرت سريعاً فرأيت الرجل المظلم واقف في مدخل المطبخ بينما يخدش الباب بمخالبه الطويلة وينظر إلي بأعينه المتوهجة المخيفة، اصفرّ وجهي وجف الدم في عروقي

كانت قد شُلّت أطرافي لكن سرعانما تحرك الرجل فجأة نحوي اندفعت مني صرخة مذعورة وارتَجَفَت ركبتي لأفتح الباب وألوذ بالفرار جرياً دون توقف بين الأشجار والصخور المدببة التي لا تُغرس إلا في جرح ساقي غير آبهة لأي شيء عدى الهروب من ذلك الرجل، وأحاول اختراق تلك الأشجار الكثيفة والأشواك التي تقوم بوخز قدمي وتخدشها وكأن هذه الغابة تريد سد الطريق علي

ركضت وركضت ولم أتوقف إلا عندما أوشكت على التعثر بالصخور وإصابتي لم تعد تحتمل أكثر رغم أنها لا تؤلمني لكن علي التوقف فأعلم ما تأثير الأدرينالين علي، فتوقفت مكاني محاولة التوازن لأنظر حولي والرعب قابضاً قلبي وانا أخشى أن يجدني من صوت لهاثي

لم أكن أعلم أين وصلت أو أين سأذهب، لكني بالتأكيد لن أعود للقصر إلا بعدما تشرق الشمس، إلتقطت غصن شجرة مكسور لأمسكه جيداً وأسير بحذر وكل جزء من جسدي يرتجف

ظهر شخص أمامي فجأة ليعلو صوت صراخي فاستعددت لضربه بقوة بالغصن وعيني لا تستطيعان تمييز شيء لكنه سلبه مني بقوة ورماه بعيداً ليصرخ بي "ما خطبكِ بحق الله!"

أخذت شهقة قوية لأذرف دموعي الحارقة بلا توقف محملقة بهذا الرجل الأشقر لأستطرد بنشيج "أرجوك ساعدني! هناك شخص يطاردني ويحاول قتلي أرجوك لا تتركني!"

جحظت عيناه ليصيح "ماذا!؟… حسناً حسناً إهدأي" قال بينما يشير لي بالتوقف بيديه

"لا يستطيع أحد قتلكِ إهدأي! أنتِ بأمان الآن"

|| كارنيليوس ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن