(1)

7.2K 201 7
                                    

(بقلم : نهال عبد الواحد )

فيلا راقية في حي راقي تدخلها سيارة تاكسي، سارت قليلًا في ممرات حديقة الفيلا، ركنت ناحية باب خلفي، ترجّل شخص، لا تستطيع تحديد هيئته، ملامحه، ولا حتى نوعه، فلا تعرف إن كان شابًا أو فتاة حيث البنطال الجينز، قميص طويل واسع، نظارة شمسية كبيرة تخفي أغلب معالم الوجه، شال ملفوف حول الرأس يخفي بعضًا من الوجه أيضًا.

ترجل هذا الكائن من التاكسي، دخل من باب الفيلا و أثناء مروره نزع النظارة، شد ذلك الشال ليظهر تحته وجه فتاة رائعة الجمال ينسدل شعرها الحريري الطويل مع شدة الشال منه ذات بشرة بيضاء تظهر عيونا زرقاء واسعة يغرق فيها من يقترب منها ........ نعم إنها فتاة وليست أي فتاة.

قابلتها سيدة في الخمسين من عمرها، لكن تبدو أصغر من ذلك بهيئتها، طريقة لبسها، شعرها (العز حلو برضو)

صاحت المرأة: إده إيه التأخير ده! مش عارفة إن في ناس المفروض تقابليهم! الناس مستنياكِ من بدري.

أجابت الفتاة: معلش يا مامي كان عندي زحمة شغل.

- شغل... شغل... لازمته إيه مش فاهمة! إنتِ ناسية إنتِ بنت مين! طول عمرك ف مدارس لغات وخريجة الجامعة الألمانية، يعني برنسيس، سايبه كل ده وبتشتغلي سواقة تاكسي، ياااااااي! ومصرة تتعاملي مع ناس لوكال ولووستاندر.

تأففت الفتاة قائلة بفرغ صبر: خلصتي يا ديدي هانم!

- عارفة إني بكلم نفسي، أبوكِ مدلعك، المهم دلوقتي يا جميلة ياحبيبتي اطلعي خدي شاور وغيري الهباب ده، والبسي حاجة تليق بمقامك، وانزلي قابلي الضيوف.

عقدت جميلة ساعديها أمام صدرها قائلة: إممممممم!طبعًا واحدة صاحبتك وساحبة وراها المحروس ابنها عشان نقابل بعض وتوفقوا راسين ف الحلال والهري ده كله، ريحي نفسك، أنا-مش-هتجوز-بالطريقة-دي.

وضعت ديدي يديها على خصرها وأهدرت: يعني إيه؟

-اطمني هقابلهم...... وبس.

تركتها، صعدت لغرفتها تحدث نفسها: والله عارفة الأشكال اللي بتجبيهالي! مودي وكوكي وحاجة تموع النفس، أخرتها إيه يا درية هانم! سوري ياديدي هانم.

دخلت حمام غرفتها، تحممت جيدًا، ارتدت فستان ضيق (شانيل ) طوله في منتصف ساقيها، صففت شعرها بشكل مموج مع بعض مستحضرات التجميل وعطرها فتضاعف جمالها.
أهذه هي تلك منذ لحظات فقط؟!

هبطت للقاء الضيوف متقمصة شخصية أرستقراطية، سلمت على صديقة أمها فيفي وابنها تيمو.

أهدرت فيفي بإعجاب: لا يا ديدي ليكِ حق تخبيها عننا ونستناها كل ده.

قهقهت ديدي مردفة: جوجو، إنتِ عارفة البنات بأه يا فيفي و وقفتهم أدام المرايا...

وأكملت قهقهتها، فتابعت فيفي: ربنا يحميها يا ديدي!

قال تيمو: إزيك يا جوجو عاملة إيه؟

(حسن وست الحسن والجمال)     By: Noona AbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن