( بقلم: نهال عبدالواحد)
مرت الأيام وصارت جميلة توصل السيارت بينه وبين الزبائن و أحيانًا تقف معه كصبي يناوله بعض من الأدوات أو يقوم ببعض المهام البسيطة بل وإنها كانت أحيانًا تصدم سيارتها عن عمد ثم تأتيه بها على أنها سيارة لزبون.
استمر هذا الحال لعدة شهور، طوال هذه الفترة لم يكن بينهما أي أحاديث بعيدة عن العمل و الزبائن، توطدت العلاقة بينهما كما توطدت أيضًا مع فتحي.
لكن ظل ما بداخل القلوب بداخلها لكن لم يسلم الأمر من بعض النظرات الخاطفة بين جميلة و حسن وتلك الدقات المتلاحقة التي يشعران أنها كالطبول يسمعها الآتي و الذاهب.
كان فتحي يتابع كالعادة من بعيد، ثم يذهب ويحكي لزوجته وهي بدورها تحكي للجميع، و الجميع ينتظر الخطوة التالية خاصةً وأن ظروف حسن المادية بدأت تنتعش بعض الشيء.
لكنه الآن يركز في الورشة وينوي تطويرها شيئًا فشيئًا وإن كان ذلك الإنتعاش الذي حدث له قد حفذه أكثر علي الإستمرار في العمل والجد والتعب لكن مازال الطريق طويلًا.
لكن ماذا عن لهيب ذلك الحب إلى متى ينتظر؟
إلى متى يكتم إحساس؟ و إن باح لها بما يحاك في قلبه فإلى متى ستنتظر وتصبر؟ فالطريق حقًا طويل.و ذات يوم كان فتحي يعمل بسيارة بالخارج، حسن يعمل في سيارتها التي صارت تحضرها من حينٍ لآخر بعد أن تصدمها، كانت جميلة بجانبه تناوله بعض الأدوات و هو ينظر لما يعمل حينًا، ينظر نحوها حينًا أخرى، فتحي يتابعهما من بعيد كالعادة ربما يتجرأ حسن و يأخذ خطوة إليها.
قال حسن: مش ملاحظة إن العربية دي بتجيلي كتير؟!
تصنعت عدم الفهم: إممممممممم!
ضيق عينيه وتسآل: هو أنا ليه حاسس إنها مخبوطة بالقصد؟!
أبدت عدم الفهم مجددًا، تصنعت البراءة متسآلة: يعني إيه؟ صحبتها هتخبطها قاصدة يعني؟!
رفع أحد حاجبيه وتابع: الله أعلم! بس خبطاتها غبية ومفقوسة.
(و ود لو قال لها أنت الفاعلة لكن كيف لها أن تفعلها؟)
تابعت بطريقة مختلفة عن تلك الحدة التي اعتادتها في شخصية السائقة فقالت: ما تخلص وتنجز يا ابو علي.كان حسن أصلًا عندما تحدثه أو تنطق إسمه يذوب لكن هذه المرة نطقت إسمه بذلك الدلال و النعومة، إنه يفوق كل تحمله، إلتفت نحوها تاركًا ما في يده، اقترب منها كأنه كان مغيب، تجرأ جاذبًا النظارة من وجهها و تفاجأ بما رآه!
ما هذا الجمال؟!
لقد أحببتك و عشقتك دون أن أراكِ، مهما توقعت لم أتوقع هذا...
عشقتك بهيئتك العجيبة...
عشقت تلك الرائحة العطرة التي أشتمها عندما أقترب بجوارك...
ومهما حلمت بك لم أتخيل حتى في خيالي مثل هذا الجمال...
هل انت حقيقة أم خيال؟
أود لو أتلمس وجهك وملامحك بيدي...
أود لو تصفعيني حتى أتأكد أني مستيقظ وحيّ...
أود لو ظللت أقف هكذا طوال عمري...
هل ندمت أني رأيتك فلن أستطيع تحمل غيابك بعد الآن؟
أم ندمت أني لم أحاول رؤيتك طوال تلك الفترة؟
هل أتركك تخفي عيونك ثانيًا و تحرميني من النظر إليك؟
أم أتركك تخفيها فلا يراكِ غيري؟لقد سافر حسن وغاب في ملامحها و غاص في زرقة بحور عيونها، لكن لا يريد الخروج حتى لو غرق فيها،
ترى هل يمكن أن تكوني لي يومًا؟
هل يمكن لي يومًا أن ألمس جمالك هذا بيدي؟ و ارتوي من شهد هاتين الشفتين؟!مر بعض الوقت لم يشعرا به، لم يقدرا كم ظلا هكذا ثم عاد حسن من شروده، أخذت منه نظارتها و ارتدتها مرة أخرى.
حاول أن يكمل عمله لكن هيهات ثم قطع ذلك الصمت الطويل الذي لم يسمع فيه إلا أصوات أنفاس و دقات القلوب.
تسآل حسن: هو انت إسمك إيه؟
أجابت بتيه: هه!
-إسمك!
-جميلة.
-لازم طبعًا، ده إيه الغباء ده؟! أنا بسأل عن إيه أصلًا؟!
فابتسمت وقالت: مالك يا حسن؟
أهدر حسن بوله: يقطع حسن، هو في كده ف الدنيا؟!
-في إيه؟
-في إييييييه؟! عادي كده! يعني ما عندكمش مراية ف بيتكم؟!
فابتسمت وقالت على إستحياء: طب خلص العربية يا حسن.
-أول مرة أعرف إن إسمي حلو أوي كده.
أردفت محذرة: وبعدين!
تنهد حسن واستطرد: وبعدين دي عندك، آه صحيح، العربية دي ما تجيش هنا تاني، كفاية إستهبال.
وهنا ضحكت بتلقائية فالتفت إليها كما التفت فتحي للصوت أيضًا بسعادة بالغة ثم وضعت يدها على فمها ثم قالت: آسفة والله! طلعت غصب عني.
قال حسن بحنق: ده مكان أكل عيش هه! وكل الناس عارفين إنك جمال ولحد ما يعرفوا غير كده مش عايز حد يتكلم و لا حتى يكح عنك بينه وبين نفسه، خلصت العربية.
- حاضر، تسلم إيدك يا ابو علي.
- تسلمي يا ست الحسن والجمال.
كادت أن تضحك ثانيًا لكن كتمتها، ذهبت ركبت السيارة بعد أن أخرجها حسن لخارج الورشة أشارت له، انصرفت و هو يتابعها بعينه حتى اختفت من الشارع، بالطبع فتحي المتابع لكل شيء جاء ليطمئن على صاحبه، وتسآل بمكر: هه إيه النظام؟
-نعم!
-لا قصدي يا ترى أبو الهول نطق و لا إيه؟!
-إيه!
-كل ده وإيه! ده أنا كنت شايفك مقبل بالأوي، حسيت إنك هتبوس خلاص.
فرمقه له حسن لم يعقب، فأكمل فتحي: إحم، بعك ف الكلام، صح؟
-كالعادة.
-طب ما تريحني كده، الدنيا إيه؟! طب حلوة يعني؟ تستاهل دهولتك دي يعني؟
-ما تروح تعمل أي حاجة يا أخي.
-هو أنا مش صاحبك و أخوك! ده أنا ياما حكيتلك.
-عشان كانت أختي يا جزمة يا ابن ال... ماتنساش بأه، عايز أطلع ألاقيCNN شايفة شغلها كويس...هه!
- طب هجيب كوبايتين شاي بالنعناع كده، و تحكيلي.
-ييييييييييه ، اهج منك يا فتحي!
...................................
NehalAbdElWahed
أنت تقرأ
(حسن وست الحسن والجمال) By: Noona AbdElWahed
Romanceعندما يقابل أحدهما الآخر فلا يعرف الحب الفروق الطبقية خاصة عندما يكون حباً حقيقياً. | | | | | أحببتك وعشقتك دون أن أراكي ومهما توقعت لو أتوقع هذا....... عشقتك بهيئتك العجيبة.... هل ندمت إني رأيتك فلن أستطيع تحمل غيابك بعد الآن.... أم ندمت إني لم...