(16)

3K 145 9
                                    

(بقلم : نهال عبدالواحد)

انصرف ممدوح حزينًا، مكسور الخاطر، نظرت جميلة نحوهما، انسحبت من أمامهما، صعدت غرفتها و هي بنفس إحساس عمها، لقد علمت الآن سر ترددك يا حسن ولا زالت تعذرك.

ظلت جميلة في غرفتها لا تفارقها يومًا بعد يوم لا تريد الإحتكاك بوالديها إطلاقًا.

و ممدوح الآخر وحده مشغول في تجهيزاته الخاصة بالزفاف، هيئته المتغيرة تلك يقرأها حسن بدون تعليق.

جاء يوم الزفاف، استيقظت جميلة باكرًا، أبدلت ملابسها، أخرجت فستانًا جديدًا معه كل متعلقاته من حذاء، اكسسوار، خرجت متجهة نحو فيلا عمها و عندما وصلت وجدت فيها بعض إعدادات حفل الزفاف لكن لازال ينقصها بعض الأشياء، صعدت لأعلى فوجدت عمها لايزال نائمًا، تركت أشياءها و خرجت للحديقة، جلست على الأرجوحة ناظرة نحو هذه الأنوار، الزينات، الكراسي، هيئتها، الكوشة و شكلها، ظلت زرقاويتيها متمركزة عليها حتى غلبها النعاس وهي مكانها.

عندما استيقظ ممدوح و رأى أشياءها علم بوجودها، ابتهل فرحًا، هبط مسرعًا يبحث عنها، وجدها نائمة على الأرجوحة في الحديقة، أيقظها وفتحت عينيها وقالت مبتسمة: صباح الفل يا عريس.

اعتدلت، جلس ممدوح جوارها، قبلها بين عينيها، تسآل: نايمة هنا ليه؟ كنتِ نمتي جوة.

أردفت جميلة بلامبالاة: عادي مش مهم.

أطال ممدوح النظر إليها قائلًا: إنتِ كويسة!

- آه عادي.

- يووووه، طب جيتي إزاي؟

أجابت وهي تجسد بيدها: قمت لبست وفتحت الدولاب و خت هدومي وجيت.

إتسعت عينا ممدوح وصاح: هدوم إيه اللي ختيها وجيتي؟

ضحكت جميلة بتثاقل وأردفت: ما تتحمقش أوي كده، اللي هلبسها ف الفرح.

-واللي ف البيت يعرفوا؟

- زمانهم عرفوا، بص أنا إنهاردة عايزة أعيش اللحظة مش عايزة أفكر نهائي، أعمل أي حاجة ومش مهم عواقبها.

تحدثت بيأس ولهجة على وشك الإنهيار لم يعهدها منها، فتابع محاولًا المزاح: إيه! هتعملي دماغ!

- تصدق فكرة.

- عشان أتاويكِ أنا وحسن.

تنهدت قائلة: تبقى أحلى موتة.

- باقولك إيه مش طالبة أم النكد ده! تعالي أفرجك عل أوضة الجديدة والبدلة وكل حاجة، سبتيني بطولي يا ندلة، بس معلش يلا.

جذبها من يدها، ذهبت معه تشاهد كل شيء، مزح معها، داعبها بقصد ترويحها فهو يراها ليست على ما يرام أبدًا.

جاء الحلاق الخاص به وانشغل معه وهي كانت طلبت متخصصة التجميل تجيئها في بيت عمها و قد جاءت و انشغلت معها.

(حسن وست الحسن والجمال)     By: Noona AbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن