تكسّرات روح

3.4K 105 60
                                    

تلميح: طعن


تمسك بيده وهي تقول بانهيار/ جيبلي بنتي يااا فراس...جيب اختك لااا يصيرلها اشي والله ما بقدر اتحمل...
انعصر قلبه داخل ضلوعه، نزل لأسفل قدميها ليجلس أمامها ويقول يخفي تمزّقه خلف قوة هشة/ وحياااتك لأجبلك ياها... والله رح الاقيها بس انتي اصبري وادعيلها، وعد مني لأمسكها من ايدها واحطها بحضنك تمام يا عمري؟

ازداد بكاء أمه وهي تضع يدها على قلبها/ رجعلي قلبي... يااا ويلي عليكي يا حوووور... الحق علي انا سمحتلها تطلع... انا حكيتلها روحي!!
جلست بجانبها أم كرم/ طولي بالك اكيد شوي وما بتلاقيها غير قدامك الحارة ضيقة والكل بعرفها...
أم فراس/ لا...لا والله حاسة صايرلها اشي
أم حسن/ هااد كلو من الشيطان استغفري ربك وادعيلها انتي مؤمنة... اذكري الله

أما الجدة التي تجلس في كنبة منفردة قالت في نبرةٍ قاسية/ ابكي ابكي... في حدا بطلع بنتو لحالهاا بهالأجوااء... الله اعلم بين ايدين ميييين واقعة الحين وشو صايرلهااا

ازداد بكاء أم فراس وهي تلوم نفسها، وتجمّد فراس في مكانه من قول جدته،  ثم خرج من صالة منزلهم بعدما تحطمت قوته الهشة ووقف في الممر يأخذ نفساً ويفرك صدره بخوف...
/ فراس؟
أعطاها ظهره واتجه للباب يخفي دموعه/ نعم؟
تقدمت زين منه بألم، ووضعت يدها على كتفه وهي تذرف الدموع/ انت منيح؟

فتح الباب وقال بنبرة باردة لا تشرح ما يعانيه/ ادخلي عند امي

وغادر، وقفت تراقبه بحزن ودخلت للداخل... جلست بجانب رسل وجنين وهمست بضياع/ كيف هيك صااار؟
جنين ازدادت بالبكاء/ معقول... معقول صارلها اشي؟
رسل/ لا تفي من تمك... اكيد فصل من فصولها الغبية... بتعرفيها متهورة وما بهمها اشي... اكيد رح تيجي .. رح يلاقوها

وقفت زين بتوتر وخرجت للمطبخ وهي تفتح هاتفها وتضع على رقم عمر... رفعته الى أذنها بتوتر/ ردّ يلا.... ردّ تعال شوف المصاايب الي صايرة!
شهقت بألم حين انقطع الخط، كتبت له رسالة وعادت للداخل.

أما إسراء دخلت وهي تحمل كأس الماء وتتجه الى أمّ فراس/ خدي خالتي اشربي شوي هدي حالك...
أخذته منها أم كرم وقالت/ هاتيها...
ابتعدت عنهم للنافذة تمسح دموعها ورأت هناك حسن يقف مقابل فراس وأعمامه... لقد لفّوا جميع حارة السعدية ولم يجدوا لها أثراً واحدا ! كأنّ الأرض انشقت وابتلعتها... الجميع خائف من فكرة تدور برأس كلّ واحد منهم ولكنهم لم يواجهوا بعضهم فيها.. الجميع خائف من فكرة اختطافها من المستوطنين!

تنهد حسن وهو يغلق هاتفه وقال/ خبرت صاحبي بالشرطة رح يبلشو بحث...
أبو فراس بقلق/ وشو حكالك في أمل يلاقوها؟
حسن/ اهدى يا عمي واستودعها ربك... الي بأمان الله ماا بضيع.. والناس ولاد الحلال كثااار
نظر للجانب ليرى جود يجلس على كرسي الحديقة سارحاً في نقطة معينة.. الجميع انشغل بحور ونسوه، اتجه نحوه بحذر وهتف/ جود كيفك؟
لم يردّ عليه... فقال مجددا وهو يجلس أمامه/ خليك رجال قوي... لا تخاف اختك رح ترجع بإذن الله بدون ولا خدش. تمام؟
نظر جود لحسن كأنّه انتبه على وجوده للتو.. ثم رفع رأسه على صوت فراس/ ليه قاعد لحالك قوم...

قاب وطنين أو أدنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن