قاب وطنين أو أدنى

مُهمة مُستحيلة

تلميح:انهزم.

لم يكن أحمد سيصدق، على الأقل ليس الآن وهو يرى عجوز قد مضى عليه الدهر فخلّف وراءه تجاعيد الوجه واليدين، مع الثياب البالية الرثة، والعصا الي يستخدمها كعكّاز لحركته...
ابتلع ريقه في محاولة هضم المعلومة وتساءل بغباء/ ازا كان هاد وطن... طيب مين أبو القسام؟
نظر لعمر/ اووووف تخربشششت عمر! انت لمين جايبني!!

أمّا عمر الذي كان يقبض على الهاتف، يقف وينقل نظره بين أحمد وذاك العجوز ليقول بشكلٍ حاسم لا يدع لهم مجال للمناقشة/ الحقوني!

وقطع المسافة ليخرج من المصلى، لم يتكلم أحمد وتبعه بينما مشى العجوز معه فنظر له أحمد بتردد وهمس بغباء/ بدك مساعدة بالمشي عمي؟!

.
.
.

منزل الجدة

كان الجوّ متوترا حين وصل الأخوة الأربعة: سالم وفهد ورضا وتأخّر أبو مارس حتى لحق بهم، وحين دخل كان رجل غريب يجلس بينهم والجدة تبتسم وتضحك معه بينما أبو عمر يجلس جانباً ولم يتكلم بحرف...
سالم يجامل، وأبو حسن الذي يعرفه على ما يبدو كان يسأله عن أخبار أهله، وخمّن أنه زوج ريم الذي أخبره عنه حسن حين رآه عند اللّحام.

/ السلام عليكم
/ وعليكم السلام
سالم/ اهلاا ابو مارسيل... تعال
أبو مارسيل/ كيفكم؟
تقدّم الرجل ليسلّم عليه/ اهلا عمي كيفك؟
نظر له أبو مارس بفراسة، فرأى قسمات وجه صلبة ووجه أسمر يغلب عليه الشّدة والجدية.
بينما جسده كان طويلا وعريضا وكفّ يده لوحدها كانت أكبر من كفّ أبي مارسيل/ الحمدلله...
الرجل/ أنا سند

سالم/ زوج ريم.. بنت أختنا
قال آخر كلمتين عمداً حتى يذكّر الجميع أنّها في آخر الأمر ابنة أختهم من لحمهم ودمهم، وأن الوقت ليس مناسباً لفتح الجراح.

اومأ أبو مارس/ اهلا وسهلا.. تفضل، زارتنا البركة
سند عاد لمكانه بجانب الجدة وسالم/ تسلم عمي
جلس أبو مارس بجانب فهد وقال/ شو هالمفاجئة الحلوة!!

قالها بتردد وهو ينظر لفهد من رؤوس عينيه يراقب تجهم وجهه كأنه مجبور على الجلوس هنا.

سند وهو يمرر مسبحته بين أصابعه/ والله صار كل شي بسرعة... كنت على أساس اقعد بمكان برا القدس لإنو ما بزبط ادخل هون... لكن شفتلي واسطة لحتى يقبلو تصريح الزيارة لجوا القدس ووافقو الحمدلله
ابتسم بمجاملة/ زارتنا البركة والله... ووين ريم
سند/ بتعمل بشاي جوا
الجدة/ والله انو احلا اشي عملتوه جيتو عنا يا ابني لنشوفك ونتعرف عليك.. ولحتى اشوف ريم الي اشتقتلها
سالم/ الحمدلله المهم انكم بخير

تنهد سند وقال/ الحمدلله... عمي انا عارف انو في مشاكل صارت بيناتكو.. صح ما بعرف ايش هي بالزبط بس أنا ضامنلكو ياها طول فترة قعدتنا هون ما رح يطلع منها أي كلمة تزعلكو وحقكو بتاخدوه من هالشوارب... وان شا الله ما بنرجع عالأردن الا والنفوس صافية
اومأ سالم برضى/ أصلي يا سند