عُمر... الفدائيّ عُمر؟

4.4K 120 390
                                    

تلميح: مثل سُنبلة، لا يغرّك الالتواء.

الماء ينهمر فوق رأسه كالضباب، أفكاره تتضارب بعنف والأيام كلها تمرّ عليه بسرعة مخيفة...
كم لبث بعد الانفجار الأخير؟

سلسلة عمليات لم تتوقف، تفجير، اطلاق رصاص، اشتباكات، ترهيب، جمع غنائم.
لثلاث ليالي لم ينم ولم يغمض له جفن
لإنه يعرف حساسية هذه المرحلة، الضربة الأولى أوجعتهم جداً لكنه لم يكن سيترك لهم وقتا ليتعافوا فسدّد لهم الباقي.
وحان الآن الوقت كي يعرف النتائج ويدرسها.

أطفأ المياه وخرج ليرتدي ثيابه الجديدة، عليه الذهاب للبلدة القديمة حتى يطمئنّ على أهله وخاصة قصي الذي لم يعرف أخباره منذ تركهم حتى اللحظة.

قاد سيارته نحو البلدة، وهو يرى في الشوارع تلك اللافتات والعبارات التي تحرّض التجار والمقدسيين على الامتناع عن دفع الضرائب والوقوف باحتجاجات ومظاهرات ليساندوا العمليات الأخيرة.

الحراسة في القدس أصبحت أقوى أكثر من أيّ وقتٍ مضى، ضربتهم في تل أبيب امتدّ خوفها ورُعبها نحو المستوطنات الأخرى بسهولة.

أوقف السيارة أمام منزل أهله، طرق الباب لإنه كان قد نسي المفتاح وانتظر هناك لكن لا أحد أجابه.

خرج مجددا وكانت الحارة مليئة بالناس
هاتفه كان قد تركه مع حور، عليه الذهاب لمنزل عمّه للاطمئنان.
لكن قبل أن يمشي استوقفه صوت امرأة/ عمر
نظر لها / اه خالتي
/ الحمدلله على سلامتهم الله لا يورجيك فيهم شرّ...
رمش باستغراب وعقد حاجبيه بخوف حقيقي
المرأة/ كنا بدنا نروح بس حكولنا الزيارة ممنوعة ، ان شا الله لما يطلعوها للبيت بنيجي نطمن عليها، امانة سلملي ع امك ومرة عمك بطلنا نشوفهم... شدة وبتمرق

وذهبت. بشكلٍ غريب... أكملت طريقها بعد أن أثارت فيه مئات الأسئلة!
ارتجف وهو يقود سيارته نحو المستشفى... وحين وصل العناية المكثفة كان يحيى هناك يجلس مع عبدالله ومارسيل
/ يحيى

نظروا له جميعا بدهشة، وقف الأخير بقهر وقال
/ وين كاين!
عمر تجاهله/ شو صار؟
يحيى رفع يده وأشار للطريق خلفه بقهر/ مررتك الها يومييين مريضة وانت مختفي... ما كلفت حالك تمرق تشوف شو صار فينا !!
بنصحك تبعد من قدام عمي وفراس عشان ما يكسروك.

مارسيل تقدم منهم حين رأى صدمة عمر/ طول بالك يحيى... تعال معي عمر
مشى بجانبه وهو يسوقه لغرفة ما وقال/ ادخل هيها جوا

فتح عمر الباب كأنه لحدّ الآن لم يصدق الذي يقوله يحيى !
لكنه حين رآها على السرير نائمة... وقف بعجز وهو يستند على الباب ويغمض عينيه يخفي ارتجاف روحه.
ومشى نحوها، دون أن ينتبه لأم فراس التي كانت في نفس الغرفة تراقبه بصدمة وبجانبها زين وأمه النائمة على الكرسي، اقترب منها بخوف
جلس على الأرض ينظر لها لوجهها الشاحب لرموشها الطويلة الذابلة
بعدم تصديق...

قاب وطنين أو أدنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن