تلميح: الهدف الأوّل ليس الشهادة، إنّما إثبات الوجود والدفاع عن أولئك الأطهار الذين لا أحد يراهم.
.
.
.هناك لحظات، لا تعرف ماذا تفعل أمامها...
هل تكذّب ما سمعته أذنيك؟
لن ينفع!
وهذا لن ينفع مع حور!آخر ما توقعته هو سماع تلك الكلمة عن عمر ... أن يكون مقاوم كالذي تسمع عنهم في التلفاز...
شيء بأعماقها هوى... سقط واندثر!" كان رح يستشهد! "
" لإنو كان رح يعمل عملية استشهادية "كأنّ عقلها الصغير لم يعرف غير هذا الكلام، لم يحفظ غيره...
استقرّت الكلمة بروحها كالوشم، بلحظة واحدة فقط مرّ من أمامها شريط حياتها معه، منذ أن أغلقت الباب بوجهه إلى نوبة الجيوب بسببه ثمّ إلى كلامه معها البارحة!نطقت بصوتٍ عميق/ وهو؟ عمر بعرف؟
ريم انكمشت في زاوية غرفتها وهي تبكي وتقول/ لا... ما حدا بعرف!
نزلت دموع حور بانتظام على خديها، جلست على السرير بعجز وقالت/ كيييف قدرتي؟ كيف؟لم تردّ ريم، بل زاد بكاؤها، أمّا حور خرجت من غرفتها وعقلها المُغيّب لم يسعفها، هي غير مرئية الآن...
خطواتها تكاد تكون لا تشبه الخطوات...
خرجت من المنزل ببقايا روح، بقايا جسد!
وبقايا هذيان...مسحت على وجهها ووضعت يديها على رأسها...
همست وهي تستند على شجرة الزيتون/ يا ليتني ما جيت...
ليتني ما سألت عمر، ولا اتطفلت عليييه
ليتني ما سألت إسراااء
ليتني ما دخلت هالموضوووع
يا ريت امي او فراس منعوني آجي لهوون...يا ريت ما جمعني القدر معك...
ياريت لو ما قابلتك!! ما حكيت معك ولا أخدت دور بصاارتك... لو أبعدت عنك بعد السماا عن الأرض!
ولا وصلت لهالنقطة الي كانت حصيلة فضولي وطمعي بماضيك.شهقت ودموعها ما تزال تجري على خديها، قالت بهستيريا
/استشهااااد؟!
كيف صارت؟ كيييف أصدق وانا الي ضليت أرسملك ببالي صورة بتعاكس واقعك...
انا الي كنت أضل احكي عنك اجنبي...
انا عاندت حالي! انااااتوقفت سيارة أمام المنزل ونزل عمر منها وهو يرتب قميص عمله، نزع نظاراته الشمسية ومشى باتجاه الباب بملامح متجهمة.
وحين فتحه رآها تستند على الشجرة في منظرٍ تكاد تهوي على الأرض..
تحركت قدماه نحوها بسرعة لا إراديّاً وهو يقول/ حووور...نظرت له بضياع... لا ... ليس الآن!
لم تكن مستعدة لتقابلك! لماذا أتيت؟!
زاد بكاؤها وهي تقول/ رووووح عمر.. روح!!
عمر بجنون/ ويييين اروح؟! شو فيييه؟ حد صايرلو شي؟!
أنت تقرأ
قاب وطنين أو أدنى
Genel Kurguاقترب منها مؤنّباً وقال بصوته الرجولي/ حور... قاطعته بنبرة مهزوزة وهي ترتجف وتبكي/ شششش... بس جاوبني! مين بتحب أكثر؟ أنا ولا فلسطين؟ هزّ رأسه بالنفي، باستحالة ما ترمي إليه/ انتو التنتين معقودات بقلبي، هي بتشد وانتي بتشدي! بحبك قد ما بحب فلسطين. لاح...