تمهيد

14.1K 217 1
                                    


قاد سيارته مسرعا ما أن علم أين يخفونها ..بعد أن أستمع (لباهر) يخبر رجله بمكان وجودها ليستعدوا للذهاب إليها ..

 لم ينتظر ليذهب معه .. أو يظل منتظرا كما أخبره و أن لا يتدخل و يتركه ليتصرف و يحضرها هو ..

كان المكان الذي توصلا إليه بتتبع إشارة هاتفها ليس بعيداً عن ذلك المكان الذي قتل فيه ذلك الرجل شقيق خاطفها ..لطالما حذر باهر من أخذ الحيطة و أن يأخذ تهديدات ذلك الرجل على محمل الجد ..و لكن غروره صور له أنه لا أحد يتجرأ و يصل لحرمة بيته و ماذا كانت النتيجة ..خطفت زوجته لتقع بين يدي خاطف يريد أن ينتقم لمقتل شقيقه فقط ..

 كان المكان مقفر لا حياة فيه أو شيء يدل على أنه يمكن وجود أي أحد يحيا هنا ..أوقف سيارته على مقربة من المكان المنشود ليهبط مسرعا و يغلق بابها بهدوء حتى لا يثير ضجة فينتبه أحدهم لوصوله ..تحرك بخفة و هو يتلفت حوله يدرس المكان و دقات قلبه تهدر بدوي من شدة الخوف ..الخوف على صغيرته الضعيفة التي يعلم أنها لا قبل لها بما تواجهه الآن ..يعلم أنها تكاد تموت رعبا و هلعا و هى في قبضتهم. فبعد كل تلك الحماية التي كان يحيطها بها الجميع .. تسقط هكذا بسبب هفوة منه و من أشقائها الحمقى .. كان المكان حوله ساكنا لا صوت و لا حتى وجود لحشرات الليل ..وجد بعد عدة خطوات للأمام بيت صغير مهدم لا شيء غيره في المكان .. كان ينبعث منه ضوء خافت ناتج عن ضوء عدة شموع أو مصباح غاز صغير .. 

علم أنه المكان الذي يخفونها به .. داعياً الله أن لا يكتشف أحدهم هاتفها الصغير المخفي تحت ملابسها وسيلتهم للوصول إليها بعد أن كسرت ساعة يدها التي بها جهاز التتبع الذي وضعه ( باهر )بها للأمان.. دار ( جواد ) حول المنزل أولا ليطمئن أن لا أحد يراقب الطريق ..تعجب من ذلك كيف لخاطفين أن لا يقومون بتأمين أنفسهم بوضع أحدهم يراقب المكان ليبلغهم عن أي خطر محدق بهم ..ربما لتأكدهم أن وسيلة الوصول إليها قد تحطمت ..توقف عند ثقب صغير في جدار المنزل فانحنى ( جواد ) لينظر من خلاله لداخل المنزل لم يتبين شيء فأغلق عينه و فتحها مرة أخرى لينتبه أن أحدهم يقف أمامه يحجب الرؤية عنه و من في الغرفة ..

 زفر بضيق منتظرا أن يتحرك الرجل ..أبتعد أيها الوغد أبتعد .. بعد ثوان تحرك الرجل ..ليزفر غاضبا و هو يراها جالسة هناك جوار الحائط مكممه الفم و مقيدة اليدين و القدمين ..لم يتبين تعابيرها لضعف الإضاءة في الغرفة ..و لكنه يعلم أنها خائفة و مرتعبة نظر لمحتوى الغرفة فلم يجد غير هؤلاء الثلاثة الذين يحتجزونها .. رأى أحدهم يتحرك نحوها ليجلس أمامها على ركبتيه و هو يمد يده ليلامس وجنتها و تمر على حجابها يمسكه يريد نزعه من على رأسها ..سمع صوتها الخائف المكتوم و هى تنكمش على نفسها تحاول الإبتعاد عن يد الرجل ..لم يشعر ( جواد ) إلا و هو داخل المنزل بعد أن دار حوله ليصل لمكان الباب الذي لم يكن متواجد و سهل عليه الدخول ..هجم على أقربهم إليه قبل أن يفيق من صدمة تواجده ليلكمه في وجهه و هو يسبه ويلعنه ..

سمع صوتها المكتوم و الخائف ليستدير إليها بعد أن أسقط الرجل من شدة لكماته الغاضبة ..و لكن لم تكمل استدارته حتى هجم عليه الرجلين الباقيين و أحدهما يلف ذراعيه حوله من الخلف و الآخر يلكمه على وجهه لتفجر الدماء من أنفه و شعر بأنها قد كسرت و لم يستطع التنفس جيداً إلا بفتح فمه ..أستغل الرجل الممسك به ليرفع قدميه و يدفع الرجل الذي أمامه في صدره ليسقط على الأرض ..سمع صوت سيارة فعلم أنها سيارة باهر و قد وصل إليهم .. أعتدل الرجل الذي أسقطه ليهجم عليه مرة أخرى فيلكمه في معدته لينثني من شدة الألم و قد شعر بمعدته تنقلب و شعور بالقيئ يداهمه ..

أصدرت صوت مرتعب ليعلم أنه لا مجال له ليضعف و أنها تنظر إليه كطوق النجاة الوحيد ..كل شئ حدث بعدها بسرعة حتى أن عقله لم يستوعب ما فعله بيديه .. رفع قدمه مرة أخرى و ركل الرجل على وجهه و دفعه في معدته ..ليندفع بجسده ليسقط مع الرجل الآخر الذي تركه ليعتدل و لكنه التفت إليه ليرفعه بذراعيه و يلقى به نحو الحائط و قبل أن يستعيد توازنه كان يناوله عدة لكمات من يده ليركل الآخر في معدته و وجهه لتهمد حركتهم .. نظر إليهم بذهول غير مصدق و كأنه تحول لرجل خارق يضرب هذا و يلقي ذاك ..وقف يتنفس بتعب و عيناه تستدير إليها يرى انكماشها المرتعب ..

تقدم منها و جلس أمامها ليزيل كمامة فمها لتشهق بالبكاء قائلة .." جواد ..أنت .. أنت وجدتني لقد وجدتني حبيبي "

أمسك وجهها بين راحتيه قائلاً بهمس ." كفى حبيبتي أنت بأمان يا ضحى و أخيك أيضاً أتى لا تخافي ثوان و سيأتي "

بكت بهستيريا و هو يساعدها على النهوض محتويا كتفيها ..و لكنها يبدوا لم تتحمل كل هذا الخوف و الرعب الذي تعرضت له في اليومين الماضيين ..فسقطت بين ذراعيه فاقدة للوعي ..شعر ( جواد ) بالرعب ليتشبث بها قائلاً بخوف .." ضحى حبيبتي أفيقي "

لم تستجب لإفاقته فحملها ( جواد ) ليخرج من المنزل المهدم مسرعا وجد (باهر ) أتيا ركضا إليه و سأله بخوف .." ما بها ضحى جواد ماذا حدث لها هل أذاها أحد "

أجابه ( جواد ) بحدة .." لا شيء باهر لقد فقدت وعيها من الخوف ..تفضل من اختطفوها بالداخل تستطيع أن تقبض عليهم يا سيادة الرائد و مرة أخرى لا تقول أني لا أستطيع حماية زوجتي "

تركه ( جواد ) لينصرف حاملاً (ضحى ) بين ذراعيه متجها لسيارته المتوقفة على مقربة ليأخذها معه بعيداً عن كل هذا الشر .

هى و أخوتها (الجزء الاول) للكاتبه صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن