الفصل الرابع

6.8K 217 8
                                    

أفسحت ضحى ليدلف لغرفتها تنتظر حديثه .. و لكنه لم يقل شيء بل وقف أمامها ينظر إليها بهدوء قبل أن يمد يده ليحتويها بين ذراعيه بحنان و هو يقبل رأسها بقوة ..علمت أنه فقط يعتذر بطريقته عما حدث منه اليوم و إرعابها ..احتوت خصره تضمه برقة مخبره إياه أنها قد سامحته .. ابتعدت عنه قائلة .. " هل تناولت الطعام "

هز رأسه نافيا فلفت يدها بذراعه تخرجه من غرفتها قائلة بمرح ..

" سأعد لك طبق بيض كبير ستقسم أنك لم تتذوق مثله حتى من يد أمي "

ضحك باهر براحة و قد علم أنها صفت من ناحيته .. " سنرى ذلك و سيكون لك مكافأة إذا كان حديثك صحيح آنسة ضحى "

دلفت معه للمطبخ و أجلسته على المقعد أمام الطاولة الصغيرة التي تستخدمها والدتها في وضع الطعام الذي ستعده عليها و ذهبت لتخرج من الثلاجة عدة بيضات و بعض اللحم المجفف ..أوقدت النار لتعد له الطعام و هى تتسأل بنبرة صوت عادية .. " هل هناك ما يضايقك أبيه باهر "

سمعت صوته هادئا على غير العادة فهو دوماً يا أما يتحدث بعصبية أو يتحدث بجمود أجابها باهر قائلاً .." أنا بخير ضحى لا تشغلي عقلك ..لا شيء يضايقني "

كانت تود لو سألته ..لم إذن كان يقود السيارة بتهور حتى كاد يقتلهم .. ولكنها لم تشأ أن تعكر صفو مصالحتهم .. لطالما وجدت باهر الأصعب في أشقائها من ناحية فهم طريقة تفكيره باختصار تظنه شخصية غامضة معقدة و لا تعرف هل هذا له علاقة بوظيفته و طريقة حياته .. أعدت البيض باللحم الذي تصاعدت رائحته الشهية ..تشمم باهر الرائحة قائلاً بجدية .." رائحته جميلة و يبدوا شهيا تستحقين درجة خمسة و أربعون في المائة على الرائحة الشهية و الباقي عندما أتذوقه "

ابتسمت ضحى و وضعت أمامه طبق البيض و أخرجت من الثلاجة بعض الطماطم والفلفل الحلو و الخيار و قطعتهم شرائح و قطعة من الجبن الأبيض و الزيتون ثم أخرجت الخبز و قامت بتدفئته و أعطته إياه قائلة .." تفضل أخي و أخبرني هل ما زلت فاشلة في المطبخ كما يقول يزيد "

أمسك باهر بالخبز و قطع منه قطعة و تناول بعض البيض وضعه في فمه يلوكه ببطء مستمتعا بمذاقه أبتسم قائلاً لضحى بثقة .." بل هو الفاشل هذا الضخم .. إنه لذيذ للغاية ألذ بيض تناولته يوماً حتى من يد أمي و تستحقين المكافأة على ذلك أطلبي ما تريدينه و سأنفذه فوراً "

قبلته ضحى على وجنته قائلة .." لن أطلب شيء الآن و لكن تذكر حديثك عندما أطالب بمكافئتي "

عاد باهر ليتناول الطعام بسرعة كما تعود حتى لا يضيع وقته و سألها باهتمام .." هل أنت بخير في دراستك ..كم تبقى على الاختبار "

ردت ضحى باسمة .." ثلاثة أسابيع ليس وقت طويل "

هز رأسه صامتا فقالت بتردد .." أبيه باهر أنت ستكون موجوداً عندما يأتي ذلك الرجل في الغد أليس كذلك "

هى و أخوتها (الجزء الاول) للكاتبه صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن