الفصل الثالث والرابع قتلتني عيناها بقلمي حنين أحمد (ياسمين)

4.2K 118 7
                                    

الفصل الثالث
عادت إلى غرفتها وهي تشعر بالبهجة تمتزج ببعض الحزن أو لنقل خيبة الأمل! بهجة لرؤيته بعدما فقدت الأمل بذلك طوال الأشهرالمنصرمة وخيبة أمل من عدم تعرفه عليها..نهرت نفسها بسخرية: (كفى رُسُل، كُفِّي عن حماقتك الآن، كيف سيتعرف عليكِ؟! لقد كان لقاءا عابرا حتى إنه ليس لقاء بالمعنى المعروف، فهل سيتذكركل أنثى اصطدم بها؟! ليس ذنبه أنكِ حمقاء رومانسية تغرقين بأحلام اليقظة كالمراهقات حولشخص اصطدم بكِ دون قصد)زفرت بحنق وهي تستلقي على الفراش مغمضة عينيها تحاول النوم لتغرق بسباتٍ عميق مع أولى خيوط الفجر.
 **** 
 استلقى على فراشه حائرا..
على الرغم أنه لم يرَ ملاحها جيدا بسبب الإضاءة الخافتة إلا أنه يشعر أنه رآها من قبل.. أين ومتى لا يعرف! ولكنه يشعر بذلك عميقا بداخله.. حتى نبرة صوتها يشعر أنها مألوفة لأذنه.. سخر من نفسه وهو يفكر ومنذ متى لأنثى نبرة مألوفة لديك؟ طوال حياتك لم تلتفت لأنثى ولم تفكر بإحداهن فما الذي يجعلك تفكر بفتاة لا تعلم شيئا عنها سوى أنها صديقة لابنة عمك؟! نفض رأسه بعنف وهو ينفض أفكاره غير المرغوبة معها وهو يغمض عينيه ليتسلل النوم لأجفانه ويستغرق بالنوم لتطارده عيناه بلون غريب غير مألوف بأحلامه. *** 
 "رُسُل دا قومي كافي نوم يا كسوله، كلهم ينتظرونا على الريوق"
تململت بنومها وهي تفتح عينيها ببطء حتى لا يؤذي الضوء عينيها ثم تثاءبت بكسل وهي تقول:"كم الساعة؟"
 "صارت عشره" 
 انتفضت وهي تلقي بالشرشف بعيدا قائلة بالانجليزية: "يا إلهي، لقد تأخرت كثيرا"
حرّكت خولة رأسها بيأس قائلة:"ماكو فايدة، ماعرف ليش تتعلمين عربي وانتي دوم تتكلمي انجليزي طول الوقت؟ "
"هل تعرفي خولة.. أنتِ محبطة حقا" 
 قالتها رُسُل بنزق وهي تخرج من الغرفة متجهة للحمام ناسية أنها ليست بمنزلها لتقف حائرة بالممر وهي لا تعلم إلى أين تتجه فكل الممرات
تشبه بعضها بهذا المنزل الكبير..استدارت بإحباط عائدة من حيث أتت يبدو أنه لا مفر من طلب مساعدة تلك الحمقاء لتصطدم بقوة بشيء قاسٍ علمت بعد ذلك أنه شخص وليس أي شخص! "على كيفچ، وين رايحه بهالسرعه؟"
 رفعت بصرها له غير قادرة على إشاحة بصرها عنه هل هكذا يبدو بالصباح؟!
 علقت أنفاسها بحلقها غير قادرة على التحرك، غير منتبهة أنها لازالت بمنامتها وخصلاتها الحرة تحيط بوجهها ممثلة لوحة فنية بديعة لعين الواقف أمامها.. حدّق بوجهها متناسيا العالم حوله ونبضات غريبة عليه تطرق صدره بعنف حتى شعر أن قلبه سيقفز من صدره من عنف الطرقات ماذا يحدث معه؟ ما هذا الشعور؟! حاول التنفس فلم يستطع.. أنفاسه عالقة بمكان ما ورائحة خفيفةتتسلل إليه من الواقفة أمامه رائحة زهرة الياسمين بقطرات الندى.. عقد حاجبيه هامسا بدهشة: "الياسمين!"
 وكأن همسته ما كانت تنتظره لتنتبه لما يحدث فانتفضت بقوة وهي تبتعد عنه تنظر لنفسها إنها بملابس النوم وبشعرها حرا دون حجاب أمام رجل، تقف كالحمقاء محدقة به وكأنها المرة الأولى التي ترى بها رجلا! 
 توسلت لقدميها حتى يحملاها للغرفة التي تقطنها مع خولة فاستجابت لها أخيرا وابتعدت بها عنه دون كلمة واحدة.
تابعها بعينيه متجمدا مكانه وهو يلتقط أنفاسه كأنه كان يركض لساعات ويده ترتفع لا إراديا إلى قلبه يضغط عليه بقوة وكأنه يريد إيقاف نبضاته عن القفز الذي آلم صدره.. ابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتي المراقب لهما من بعيد وكل مايدور بخلده أنه آن الأوان لينبض قلب كرار كباقي البشر.
 **** 
 دلفت إلى الغرفة لتغلق الباب خلفها وتستند عليه تلتقط أنفاسها لتقابلها عينا خولة المتسائلتين فأشاحت ببصرها عنها غير قادرة على التفوه بكلمة "شنو صار رُسُل؟ كأنك شفتي شبح" 
ابتسمت بارتجاف وهي تقول:"لقد ضللت الطريق" 
 ضحكت بخفة قائلة:"تعالي ويايه"
أرشدتها لمكان للحمام وهي تتساءل عما ألمّ بصديقتها!
ليس الأمر فقط أنها ضلّت الطريق هناك شيء قد حدث معها ولكن ما هو؟
قاطعها اتصال من العمل لتتأفف وهي تجيب وسرعان ما انعقدحاجبيها وهي تزفر بضيق.. لقد رتّبت أمرها أنها ستقضي اليوم مع صديقتها ولكن العمل لايتركها تهنأ بشيء فقد تم استدعاؤها للمشفى بحالة طارئة.
عادت للغرفة لتجدها تتأفف بضيق ومعها نبأ "ايه حصل؟" قالتها رُسُل بتساؤل لتخبرها نبأ:"استدعوها للشغل وفسدت كل مخططاتها"
 ابتسمت رُسُل بتسامح وهي تخبرها:"عادي" 
 رمقتها خولة بضيق غير موجّه لها وهي تقول: "أعتذر رُسُل، بس آني حعوضها إلج، ولا تقلقي نبأ حتكون وياج، حخلص شغلي وآجي بعدكم"
 أومأت بابتسامة تحاول محو تجهم صديقتها لتغادر خولة تاركة إياها مع نبأ. 
 "دا ياللا على الريوق حتسمعني امي كلام لانه اتأخرنا عليها"
 ابتسمت بتوتر وهي تتبعها لتزفر براحة وهي ترى المائدة خالية إلا من والدة خولة.. 
"تفضلي بنتي، نوّر البيت بوجودچ" 
 ابتسمت لها بحب وهي ترى نموذج جديد عليها لأم تمنّت لو حظيت بمثيلتها.. قالت تشرح لها هدوء المنزل:"الكل راح ع الشغل ومبقى الا احنا وزوجته لاخ زوجي، وهي راحت ترتاح لانها مانامت زين البارحة"
 غمزتها بشقاوة محببة متابعة:"وسر بيني وبينج هذا احسن جزء باليوم" 
 ضحكت رُسُل بمرح ونبأ تهتف:"حبلغ بابا"
ضربتها على رأسها بخفة موبخة لتضحك نبأ بقوة وتتسلل دمعة غادرة من عيني رُسُل وهي تتساءل بداخلها..(لِمَ لم تحظَ بأم كهذه؟) 
*** 
(الماضي) 
 "ألا تمل جون؟! حقا لقد اكتفيت هذا الكلام يوميا، كيف أجعلك تفهم أني لا أهتم؟"
 هتفت بها كارين بنزق ليجيبها جون بحنق: "ألن تكفّي عن أنانيتك كارين؟! أنتِ لم ترِ الطفلة ولو مرة واحدة! حتى عند مولدها رفضتِ رؤيتها.. حتى لو كنتِ تكرهين والدها –وهذا ما أشك فيه- ما ذنبها هي حتى لا تهتمي بها بهذه الطريقة؟! فقط لمرة واحدة اسمعي لي دون جدال.. اذهبي إليها، ضمّيها إليكِ، استنشقي رائحتها المحببة وستجدي نفسكِ تقعين بحبها على الفور كما حدث معي"
"هل ذهبت لرؤيتها؟"
سألته كارين بصدمة ليومئ قائلا:"أجل، ذهبت ورأيتها بل ولاعبتها كذلك إنها كالملاك كارين" زفرت بحنق وهي تهتف:"حسنا جون سأذهب ولكن لا أريد أن أسمع باسمها مرة أخرى بعد ذلك هل فهمت؟" 
"حسنا" وافق وبداخله يعلم أنها ما إن تراها حتى تتغير كل مشاعرها وأفكارها تجاه الطفلة. 
****
 فتح الباب ليتجمّد رامقا إياها بتوتر ليبادره جون: "كيف حالك نور؟! هل تسمح لنا برؤية رُسُل؟"
 أومأ نور مفسحا لهما المجال ليدلفا للداخل وهي تكاد تقتل جون لوضعها بهذا الموقف وإصراره عليه..
سمعا صوت خطوات صغيرة وغمغمة طفولية وسرعان ما ظهرت رُسُل تمشي ببطء وهي تصدر صوتا مرحا ويبدو أنها تنادي والدها.. التقطها نور بحب وهو يقبل وجنتها والتفت لهما ليرى جون ينظر لهما مبتسما وكارين متجمدة تماما.. سخر بداخله.. يبدو أنها تفكر أن رُسُل كبرت سريعا.. هل فكرت أنها لازالت تلك الطفلة الصغيرة التي تركتها منذ أربعة سنوات؟!
التقطها جون من بين يديه وهو يقول:"هل تسمح لي؟" 
 حسنا هو يقدّر الرجل كثيرا فقط كان يأتي لرؤية رُسُل منذ ولادتها ورُسُل تحبه كثيرا ومعتادة عليه.. حملها جون مقربا إياها لكارين ملاحظا جمودها وكأنها تفكر كيف مرّت تلك السنوات؟!
حملتها بين يديها وهي تلاحظ شبهها الكبير بوالدها، ملامحه الشرقية التي سحرتها يوما ما.. لم ترث منها سوى بشرتها البيضاء وخصلات شعرها الداكنة.. حدّقت بعينيها لتلاحظ لونهما الغريب حدقتان بلون السماء تحيطهما غيمة بنية بلون الشوكولا الذائبة ولا تفهم كيف للونين متناقضين أن يجتمعا بهذا المزيج الساحر؟ وجدت نفسها تبتسم لها تلقائيا وهي تقرّبها من صدرها تستنشق رائحتها وتشعر بشيء غريب يتغلغل بداخلها.. شيء انتفض بقوة ما إن تحدث نور مخبرا إياهما: "سأعود لبلدي خلال عدة أيام" 
"لماذا؟" هتفت بها دون وعي لتتسع عيناه بدهشة متسائلا: "سؤال غريب! سأعود لأنه يجدر بي العودة بعد كل هذا الغياب، سأعود لأنني لم أخطط للبقاء هنا من الأساس، سأعود لأني أريد أن تنشأ ابنتي ببلدي وبين عائلتي"
 هتفت بحدة:"وهل ستتقبلها عائلتك؟! هل سيتقبلها والدك؟! هل ستكون آمنة هناك؟" 
 ناظرها ببرود:"لا أظنك ستخافين على ابنتي أكثر مني"
"بالطبع سأخاف"
هتفت بها بقوة وحنق ليلوي شفتيه بسخرية وهي تتابع: "لا أريدها أن تبتعد عني، إذا أردت السفر فاذهب بمفردك وابنتي ستظل معي"
 "ابنتك!"
 قالها نور بسخرية مريرة ثم تابع:"هل تمزحين كارين؟! ابنتك التي تركتيها لأربعة سنوات لا تعلمين عنها شيئا! ابنتك التي أردتِ إجهاضها بمنتهى القسوة هاتفة أنكِ لا تريدينها! هي ابنتي أنا فقط كارين ولا دخل لكِ بها على الإطلاق"
 اقتربت منه وهي تشير له بقسوة:"حاول أن تغادر بها نور وسترى وجها لم تعرفه من قبل".
 ***
 كانت المواجهة الأولى ولكنها لم تكن الأخيرة فقد طاردته يوميا بحجة رؤية ابنتها ليندم أنه أخبرها أنه مسافر، كان عليه السفر فقط دون كلمة واحدة ولكنه مازال مصرّا على السفر فخطط للأمر بهدوء ولم يجعلها تشعر بشيء حتى تحين اللحظة الحاسمة فيغادر هو وابنته انجلترا بأكملها دون عودة ولكنه لم يعلم أنها تعرف كل مخططاته ليأتي تهديدها له فيكون القشةالتي قسمت ظهر البعير كما يقولون.. يعلم أنها قادرة على فعل ذلك، قادرة على اتهامه زورا وتشويه سمعته بل وسجنه فماذا يفعل؟
التقط هاتفه ووصّى أحمد ونورية عليها لا يعلم لِمَ ولكنه شعر بدنو أجله..هل كان شعوره نتيجة تهديده أم كان لشيء آخر؟! لا يعلم فقط يشعر أنها ربما المرة الأخيرة التي يرى بها ابنته!
التقط هاتفه مرة أخرى ليحدّث صديقه الوحيد بالغربة وما إن وصله صوته حتى هتف:"محمود تقدر تجيلي امتى؟"
"نور! ماله صوتك؟!" تساءل محمود بدهشة فصوت صديقه لا ينبئ بخير أبدا..
أجابه نور:"مفيش انا كويس، بس عايزة تجيلي بأسرع وقت"
"أكيد مفيش مشاكل.. بكرة الصبح هكون عندك إن شاء الله..بس طمني فيه ايه؟! صوتك مش مرتاحله خالص"
مسح على وجهه بقلق وهو يجيبه:"كارين عرفت اني راجع مصروهددتني لو حاولت اسافر برُسُل هتاخدها مني وتتهمني اني بأذيها..بس انا هسافر هرجع بلدي واربي بنتي في وسط اهلي مهما حصل" صمت قليلا قبل أن يضيف:"ولو مقدرتش ارجع انا، رجّعها انت يا محمود.. انت عارف عنوان أحمد ورقم تليفونه.. خد رُسُل لمصرووصّلها لأحمد مهما حصل.. فاهمني مهما حصل"
***
في اليوم التالي وصل أحمد ل لندن وما إن حط بقدمه على الأرض بالمطار حتى هاتَفَ نور ولكن... لا رد! انقبض قلبه وهو يعيد الاتصال به دون جدوى .. هاتَفَ محمودليخبره أنه يبحث عنه منذ الصباح فهو وصل باكرا لمكان سكنه ولكنه لم يجد أحدا!
تقابل كلاهما أمام منزل نور وكل منهما يبوح بخوفه للآخر "ده مكلمني امبارح ومأكّد عليا اكون هنا بدري، هيكون راح فين بدري كده؟!"
هتف محمود بقلق ليقول أحمد:"طيب مش انت عارف مكان شغله؟!ماتيجي نروح يمكن بالشغل" "النهاردة أجازة أصلا، وبعدين هو قالي مستنيني يعني يقولي تعال ويمشي هو! انا مش مرتاح للي بيحصل ده"
قبل أن يجيبه أحمد كانت جارة نور عائدة إلى منزلها لتراهما واقفين أمام منزل نور وسرعان ما تعرّفت على محمود فبادرته:"تبحث عن نور؟"
أوما بأمل وهو يقول:"أجل، أهاتفه لا يجيبني، ولا أحد بالمنزل..هل تعلمين مكانه او إلى أين يمكن أن يكون قد ذهب؟"
"ربما ذهب لإحضار طفلته من الروضة فهذا موعد عودتها"
سألها أحمد:"وهل تعرفين مكان روضة رُسُل؟" أومأت ثم أملتهما العنوان ليشكراها ويهرعان للروضة ليصدما هناك بخبر جعل قلقهما يزداد..
"لقد أخذتها والدتها سيدي منذ عدة ساعات ، إنها حتى لم تدعها تكمل اليوم بل أخذتها قائلة أنهم على سفر ولا يستطيعون التأخر أوالانتظار"
هذا ما قالته المسئولة عن الروضة ليعصف بهما القلق وهما يحاولانالوصول لنور بشتى الطرق وكل منهما تعصف برأسه الأفكارالسوداء.. على نهاية اليوم كان اليأس قد تملّك منهما فلا أثر لنور أو ابنته أوحتى طليقته! وكأنهم سراب لم يوجد مطلقا!
هبط محمود على المقعد بحدة وهو يهتف:"مش فاهم حاجة! نور راح فين؟! وكارين اخدت رُسُل ازاي؟ نور استسلم لتهديداتها؟"
رمقه أحمد بتساؤل ليخبره عما أخبره عنه نور لتتسع عينا أحمد باستنكار وهو يهتف:"ايه الست دي؟! يعني لا عايزة البنت ولاعايزاه ياخدها بلده مش كانت اتنازلت عنها وخلاص ايه اللي جد ف الموضوع"
زفر محمود بقوة وعقله يدور بسرعة يحاول أن يجد مكانا يمكنالبحث فيه دون جدوى..
طنين هاتفه جعله يلتقطه سريعا ويفتح الخط ليتجمد تماما عندما وصله صوت يخبره أن صاحب الهاتف قد أصيب بحادث ولا يبدو أنه سينجو منه! ***
(الحاضر)
انتبه من شروده على صوت زوجته:"أحمد! سرحان ف ايه؟! بقالي ساعة بكلمك وانت مش معايا خالص"
ربت على كتفها بحنو:"مفيش يا حبيبتي، شكلي عايز انام بس"
رمقته بعدم تصديق ثم قالت:"مش مصدقاك على فكرة"
ضحك وهو يحرّك حاجبيه بمكر:"طب ما تيجي جوّه وانا أخليكي تصدقيني"
نهرته بدلال:"أحمد.."
"عيون أحمد وقلبه وروحه"
نحنحة رجولية وصوت مشاغب اقتحم جلستهما: "ياللعار! بابا وماما مع بعض! لا لا مش قادر اتحمل اللي بيحصل! لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى إلا....."
قاطعه أحمد بحنق:"خلاص يا عم يوسف وهبي، بلاش الجلالة تاخدك بدل ما اقوملك"
ضحك عامر عاليا وهو يجلس بجوار نورية (والدته) وهو يقول:"جوزك مضطهدني يا نونو يرضيكي كده"
ضربته بخفة على رأسه وهي تضحك قائلة:"حبيبي يعمل ال هو عايزه"
"الله الله على الغزل الصريح، هو يقولك ياقلب احمد وانتي تقولي حبيبي وانا ايه! كيس جوافة هنا؟"
"لا ياحبيبي انت شوال بطاطس"
قالها أحمد مغيظا ليضم عامر والدته له ويقبّل وجنتها بقوة وهو يحرّك حاجبيه قائلا:"وحشتيني اوي يا نونو ياحبيبتي.. ووحشني حضنك..ايه رأيك انام بحضنك النهاردة؟"
جذبه أحمد من أذنه وهو يهتف بحنق:"تنام بحضن مين يا شحط انت؟ مش كفاية كنت حاشر نفسك بينا وانت صغير.. هتقرفناوانت كبير كمان"
تعالت ضحكات نورية وهو ترى زوجها وابنها يمزحان كعادتهما لتتضاءل ضحكاتها رويدا وهي تتمنى لو اكتملت فرحتهما ووجدوا رُسُل.. على الرغم من مخاوفها ألا تتقبلهم الفتاة وهذا حقها بالطبع فبعد كل تلك السنوات كيف ستستقبلهم؟ خاصة أن والدتها بكل تأكيد شوّهت صورة شقيقها والعائلة كلها أمامها.
لاحظا خفوت ضحكاتها وشرودها لينظرا لبعضهما بإحباط ليقترب منها عامر قائلا:"ياللا حبيبتي انا رايح الشغل، مش عايزة حاجة"
"لأ ياحبيبي سلامتك،خلّي بالك من نفسك بس" أومأ بحب ثم غادر ليزفر أحمد بقوة وهو يعاود الجلوس جوارها ويضمّها إليه بحنو:"هنلاقيها ياقلب أحمد، وهتاخديها بحضنك وهغير منها بس هفرح لفرحتك وراحة قلبك.. صدقيني هتلاقيها قريب اوي قلبي بيقولي كده وعمر قلبي ماخذلني"
****
طنين هاتفه أخرجه من استغراقه بالعمل ليجده شقيقه.. فأجابه ليصله صوته:"كرار، وين انت يارجال؟! شنو متجي على العشه؟"
تمطّى بجسده وهو يجيبه:"لا مقدر، حتاخر الليلة همين لان المندوبين من فرع لندن حيكونوا هنا الصبح من وقت لهذا لازم احضّر كلشي لباجر" وصلته تمتمة شقيقه الحانقة ليختصر الحديث: "ياللا زيد انت دا تعطلني عن الشغل اشوفك بعدين"
أغلق الهاتف وهو يزفر بقوة وذكرى عينين بلون غريب، فريد تغزو أفكاره كما لازمته بأحلامه.. أغمض عينيه يحاول إزاحتها من تفكيره فصدح صوت من داخله يتّهمه: (جبان)
ليدافع:"لا، انا لا أهرب من لقائها، أنا لدي عمل كثير ولابد من الانتهاء منه الليلة فقط"
حرّك رأسه بقوة وهو يلتقط الملف مرة أخرى ويحاول التركيز بالعمل.
***
"أنا لا أفهمك كارين! لا تريدين أخذ الطفلة، ولا تريدين تركه يعود لبلده بها"
هتف جون بدهشة لتقول ساخرة:"اين السؤال جون؟"
رمقها بحدة قائلا:"إذا لم يكن لديكِ نية لأخذ الطفلة فاتركيه يعود لبلده بها، لا يجوز ما تفعلينه معه"
"لا لن يذهب بها، إذا أراد العودة فليعد بدونها" قالت كارين بإصرار ليسألها بإلحاح: "لماذا كارين؟! لماذا هذا التمسك بها وانتِ لا تريديها؟! امنحيني سببا واحدا وأنا سأمنعه من السفر بها مهما حدث" رمقته بنظرة اخترقت قلبه المتيّم بها وهي تهمس: "أحببتها جون، أريد التقرّب منها.. أريدها بجانبي، لا اريد كلما أحببت رؤيتها اسافر لهذا البلد وارى عائلة رفضتني قبل أن تراني، لا أريد لابنتي أن تنشأ هناك.. برأيك كيف سيعاملونها؟! إنهم همج، متخلفين يرغمون أولادهم على الزواج بمَن يختارونه لهم دون الأخذ برأيهم بالاعتبار ثم هو سيتزوج بمَن يختارها والده حتى يتقرب منه وستصبخ رُسُل تحت رحمتهم جميعا دون سند ودون رادع لمن يريد أذيتها.. فهل تريد هذا المصير ل رُسُل؟"
حدّق بها غير مصدّق لما يسمع! هل حقا ستتأذى الصغيرة التي سحرته بحبها؟ إنه يظن أن لو منحه الله طفلا لن يحبه مثلما يحبها..
لمست ذراعيه برقة وهي تهمس:"هل ستساعدني جون؟! هل ستساعدني أن أحتفظ بابنتي بجانبي حتى تنشأ مع أخوتها"
رفع رأسه بقوة وهو يهتف:"هل أنتِ..؟"
ابتسمت له بسعادة قائلة:"أجل حبيبي، موافقة على الزواج، وأريد طفلا منك بأسرع وقت"
انتبه من شروده بالماضي على صوت ديانا المتذمر: "متى ستعود رُسُل؟ لقد افتقدتها كثيرا" أكمل أندي:"أجل على الرغم من هدوئها إلا أنها تمنح المنزل سعادة ونكهة مميزة"
ابتسم جون لهما وهو يقول:"لم يمضِ سوى يومين فقط على سفرها،ومازال الوقت مبكرا لتوقع عودتها"
زمّت شفتيها بحنق:"ولكني كنت أريدها بحفل التخرج، كما أريدها أن تذهب للتسوق معي فأمي تختار أشياء لا أحبها وتفرضها عليّ"
"مدللة، رُسُل لديها عمل ثم مازال الوقت مبكرا على التفكير بحفل التخرج"
"هذا لأنك ولد لا يهمك ما ترتدي مثلنا نحن البنات"
ابتسم جون وهو يربت على رأسها بحب قائلا:"أنا على يقين أن رُسُل تعلم موعد حفل التخرج ولن تفوّته أبدا، فلاتقلقي بهذا الشأن"
أومات بثقة قائلة:"بالطبع، رُسُل لا تنساني أبدا" رمقها أندي بسخرية ثم سأل والده:"ألم تتصل منذ ذلك الاتصال عند وصولها؟"
"لا، لابد أنها مشغولة كثيرا وانا لم أرد إزعاجها أكثر، سأهاتفها اليوم إذا لم تهاتفني"
قال جون لتهتف ديانا بحماس: "وأنا أبي أريد التحدث معها"
ابتسم جون قائلا:"سنهاتفها جميعا حبيبتي حتى نطمئن عليها"
تركه طفلاه وغادرا إلى مدرستهما ليشرد هو مرة أخرى مفكرا.. على الرغم من ندمه على مساعدة كارين بالاحتفاظ برُسُل إلا أنه لا يتخيل حياتهم بدونها، هي تمنحهم نكهة مميزة حقا كما قال ابنه هو يطمئن على أولاده طالما هي موجودة معهما، ربما لهذا صمّم على عدم تغيير ديانتها كما أرادت كارين وهددها لو فعلت سيمنح الطفلة لأهل والدها ربما من أجل شعوره بالندم جعلها تعرف كل شيء عن دينها وعاداتها وتقاليدها منذ الصغر وجعل صديقه وشريكه العربي يحتضنها بمنزله مع أولاده لتتعرف على دينها وعادات وتقاليد بلدها خاصة أن صديقه من نفس بلد نور والدها.. استغرق بالتفكير وهو يتساءل: (هل ستكرهه رُسُل لأنه كان سببا من أسباب تعاستها وبعدها عن أهل والدها؟! أم ستتفهم ما حدث بالماضي؟)
***
باليوم التال لوصولها كان عليها أن تتناول الإفطار مع الجميع فهي مستيقظة مبكرا وستذهب للعمل ولا حجة للتهرب من الأمر.
على الإفطار كان الجميع يتحلق حول المائدة ورُسُل تكاد تختفي من الإحراج والخجل.. هم أسرة فما دخلها بينهم؟!
"خولة، لا أستطيع"
قالتها بالانجليزية كعادتها كلما ارتبكت لتحرّك خولة رأسها بيأس لتهمس لها:"مراح يكلوج رُسُل اطمني، بس اذا مقعدنا وياهم حيعتبروها اهانة، هم يشوفوچ بنتهم مثلي بالضبط"
قبضت على ثوبها بقوة وهي تتقدم مع خولة للمائدة ليرحب بهاالجميع ويقول والد خولة:"شلونج اليوم رُسُل؟ نمتي زين؟"
أومأت وهي تبتسم برقة قائلة:"أيوة، شكرا"
ابتسم الجميع لطريقة كلامها ليقول والد زيد: "تعالي رُسُل حتى اعرفك على ابنائي إلُخْ (الآخرين) هذا ابني الكبير ضي، وهذا ابني الصغير كرار وهاي رُسُل صديقة خولة اللي دوم تكلمنا عنها"
إيماءة من رأسه مع شبه انفراجة بالشفتين هي كل ما حصلت عليه من كرار.. فيما ابتسم ضي بلطف وهو يقول:"مرحبه بيج رُسُل،انتي بعمر خولة؟" هتفت خولة بمرح:"لا ضي.. رُسُل اصغر مني بسنتين"
رفع حاجبه وهو يقول:"صغيرة هوايه!"
ابتسمت رُسُل وهي تقول بمرح:"صغيرة! لو سمعتك ديانا هتتصدم كتير"
"ومن هاي ديانا؟"
سألت والدة خولة وقبل أن تجيبها رُسُل هتفت نبأ وهي ترمق ضي بسخرية قائلة:"لا تخلين ببالك رُسُل ضي ابن عمي كل البنات بنظره صغيرة، معرف من وين نلقى بنت جبيرة ليتزوج بها"
نقلت رُسُل بصرها بينهما بدهشة ليتدخل زيد الذي لاحظ احتقان وجه شقيقه:"وليش ندوّر من الاساس؟ ضي مراح يتزوج بالوقت الحالي لهذا كدامنا العمر كله حتى ندور"
وكما يقول المثل(جه يكحّلها عماها!)
شهقة من والدة زيد تبعها قولها:"شنو تكول زيد؟ طبعا حيتزوج وآني وعمتك ندور له عروس تليق ببكري آل الحداد"
إلى هنا وشعرت رُسُل ان المائدة ستنقلب على رؤوسهم جميعا!
رمقت نبأ لتجد ابتسامتها المتحدية الساخرة قد اهتزت وبعينيها نظرة جريحة مزّقت قلبها على الفتاة.. هذه الفتاة عاشقة لابن عمها بكل تأكيد ولكن... ألا يراها هو؟! أم يراها صغيرة كما قالت قبل قليل!
***
"وأخيرا رُسُل وصلتِ؟! لقد فقدت الأمل بمجيئكِ اليوم"
قالها توم بضيق ظاهر لتتمتم خولة لاوية شفتيها: "ولو ما إجت! شنو دخلك، أجنبي مستفز"
زجرها زيد الذي رافقهما:"اسكتي خولة، شنو دخلك بيهم؟! ماعرف ليش تكرهي"
كادت ترد عليه برد مستفز كعادتها لتقاطعها رُسُل: "هي تمزح بس زيد"
ابتسم لها قائلا:" ماعرف شلون تتحمليها!"
همّت بالرد لتهتف خولة:"مثل متتحملني انت، وإذا ماتريد تتحملني اتركني، انت منو حتى تدخل ويانه بكولشي؟"
زجرتها رُسُل هذه المرة ولدهشتها ضحك زيد عاليا وهو يقول مشاكسا:"ماكدر ابعد عنج يا بنت عمي" ابتسمت رُسُل وهي تلاحظ احمرار وجنتي خولة وعدم استطاعتهاالرد ليهتف توم بضجر غاضب:"يا إلهي رُسُل! لم يمر سوى يوم واحد على وجودك هنا ونسيتيني بالكامل"
همّت خولة بالرد ليكممها زيد وهو يجرّها بعيدا عنهما قائلا:"دا كافي خولة اتركيهم، ماتشوفين شكد يحبها!"
رمقته بصدمة:"هو مو مسلم شلون اتركه؟! وهي همين متحبه بس تخجل تصارحه بهالشي"
رفع عينيه لأعلى بنفاذ صبر ولم يرد.. وقفا بجانبهما ولكنهما بعيدان عنهما ببضع خطوات ليجدا رُسُل تفرك يدها بتوتر: "لِمَ تقول ذلك توم؟! بالطبع لم أنسك! أنت تعلم جيدا أنك صديق جيد لي و.."
قاطعها بحزن:"صديق فقط رُسُل؟"
تلفتت حولها بتوتر تبحث عن كلمات لتتجمد تماما وهي تراه ماثلا أمامها يرمقها بطريقة غريبة وكأنه يحاول التعرّف عليها.. هل أصابه فقدان بالذاكرة؟! ألم تتناول معه الفطور منذ قليل؟شعرت بالحنق منه فأشاحت بوجهها غاضبة ليرفع حاجبيه لأعلى بدهشة وهو يحدّث نفسه ( ما بها هذه؟! لِمَ ترمقني بغضب؟!)
فجأة لمح شقيقه وابنة عمه فعقد حاجبيه وهو يشعر بالدهشة..ما الذي أتى بهم جميعا إلى مكان عمله؟! ولماذا يقفون مع توم مندوب الشركة بلندن؟
التفتت لتوم مرة أخرى قائلة:"توم من فضلك.. لقد أخبرتك من قبل أننا أصدقاء وشركاء بالعمل فقط و.."
قاطعها منهيا الحديث وهو يرى الجميع يقترب منه: "حسنا رُسُل لن أضغط عليكِ بمشاعري ولكن... قريبا ستعلمين إلى أي حد وصل حبكِ بقلبي"
احمرار وجهها وزوغان بصرها جعله يقبض على يديه بقوة لتبرزعروقه بطريقة مخيفة وهو يحاول الاحتفاظ بملامح وجهه المحايدة ولا يفهم لِمَ كل هذا الغضب الذي يجتاحه من الأساس!
توجّه لشقيقه الذي يشير إليه ليفهم ما سبب تواجدهم هنا وليرحب ب توم مندوب الشركة الذي ينتظره منذ فترة.
***
تتصل به منذ يومين ولا رد! هل يتهرب منها؟! ولكن لِمَ؟! هي تعلم جيدا أنه يحبها ربما أكثر مما تحبه ولكنها لم تفهمه بآخرمكالمة!
ما علاقة عودة ابنة خاله بزواجهما؟إنها ترفض العريس تلو الآخر وتضع الحجج التي لا تقنعها هي نفسها ولولا مساندة والدها لم تكن لتستطيع أن تتهرب من الزواج كل هذه الفترة ولا تستطيع إخباره بتهديد والدتها فمنذ لمّح خالها بطلب يدها لولده وهي تخشى أن ترغمها والدتها على الزواج به وهي لن تستطيع فعل شيء وقتها..لن تستطيع أن تخرب علاقة والدتها بشقيقها!
زفرت بحنق من موقفها الضعيف فحتى والدها ربما وقتها يقف معروالدتها فماذا ستفعل؟
هي تحب عامر ولا تريد الزواج بآخر فهل تصارح والدتها بذلك!
وهل ستتفهم والدتها موقف عامر؟
سخرت.. إذا كنت أنا لم أفهمه هي ستفهمه؟!
***
لمح شقيقه فابتسم للدهشة البادية عليه وهو يشير إليه ليقترب قبل أن يقتل خولة ويرتاح من نزقها الذي أزعجه.
اقترب منهم محيّيا ليلمح توم الذي هتف: "كيف حالك سيد كرار؟"
"مرحبا سيد توم؟! هل ارتحت من عناء السفر؟" قالها كرار بتكلّف واضح وهو يرى وقفة توم بجوار رُسُل التي تتجاهل النظر له.
"أجل كثيرا، وارتحت أكثر عندما جاءت رُسُل" هتفت خولة بعدما فاض بها الكيل من سماجته كما ترى:"ارتاحيت اكثر لجيّة رسل! شنو جانت مخطوفة وما اعرف!"
"خولة"
زجرتها رُسُل بغضب مصطنع وهي تحاول كبح ضحكاتها وزيد بجانبها يكاد يغشى عليه من الضحك أما المستفز فلم تهتز به شعرة ويبدو أنه مستمتع بالموقف.
التفتت لتوم مبتسمة عندما هتف:"صديقتك لا تحبني ولا أفهم لِمَ! ولماذا دوما تتحدث بالعربية التي لا أفهمها؟!"
"هي تغار منك فقط توم، فأنت معي بالعمل دوما أما هي فلا تراني كما تريد"
لوى شفتيه ساخرا:"لا تجمّلي الموقف رُسُل هي لا تحبني وحتى لو تحدثت بلغتها ولكن تعبيرات وجهها كافية لأفهم بغضها لي.. ثم أنتِ كنتِ نائمة لديها إذا أنا من يحق لي الغضب"
كادت خولة تهتف مرة أخرى ليسحبها زيد مكمما فمها وهو يقول:"سعدت بلقائك مرة أخرى توم، ولا تنسى ستتناول العشاء معنا اليوم"
أشار ل رُسُل التي ضحكت على مظهر خولة الغاضب وهو يجذبها بعيدا عنهم ليغادرا ثم التفتت ل كرار الذي قال:"هل نذهب؟"
وجدته يوجّه حديثه لتوم وكأن لا وجود لها فنفضت رأسها بكبرياء وهي تسير مبتعدة تفكر:لِمَ يعاملها بلامبالاة؟! حتى بالمنزل لم يوجّه لها كلمة واحدة!
من بعد (تلك الإيماءة) التي قابلها بها أمام الجميع عندما قام والده بالتعريف عنه وتظاهر الاثنان أنهما لم يلتقيا قبلا وكأنهما اتفقا دون حديث على ذلك.
"رُسُل! أين شردتِ؟!"
هتف بها توم بتساؤل لتنتبه أنها تحدّق ب كرار الذي يرمقها بنظرة غريبة لتشعر بالخجل من نفسها وهي تشيح بوجهها قائلة أول شيء خطر على بالها: "أفتقد چون والطفلين"
ابتسم بحنو وهو يقول:"هاتفيهم إذا واتبعينا للداخل حتى نبدأ العمل"
أومأت فدلف للمكتب وتركها لتتصل لتصدم بسؤال كرار الذي لم تنتبه أنه مازال واقفا ولم يتبع توم "إنتي متزوجة"
"لا"
قالتها بصدمة ليتابع بحدة:"لعد منو چون؟! هو صديقك! عندك صديق مثلهم؟!"
همّت بالحديث ليهتف بحدة:"لا.. لا.. ماريد أعرف" دلف للمكتب بغضب تاركا إياها فاغرة فاها من الصدمة وهي تهتف داخلها:"ما الذي حدث لتوّه؟"
 نهاية الفصل

رواية قتلتني عيناها بقلمي حنين أحمد (ياسمين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن