الفصل الخامس عشر قتلتني عيناها بقلمي حنين أحمد (ياسمين)

2.8K 88 2
                                    

الفصل الخامس عشر قتلتني عيناها
الماضي
طنين هاتفه من رقم دولي جعله يلتقطه بقلق ليصله الصوت الكريه:"مرحبا بك، أنا كارين.. أظنك تعرف الاسم جيدا وتعلم من أنا"
"وماذا تريدين؟!"
"امم تُرى كم ستدفع لقاء حفيدتك؟! هل أترك لك تقدير ثمنها؟"
"وهل ستتخلين عن ابنتك بهذه السهولة؟!"
ضحكة عالية كره نبرتها ثم قالت:"لا أهمية لها لدي ولكن.. أظن أنها مهمة لديك.. فكم ستدفع؟"
"لاشيء"
قالها بثبات ليصله فحيحها غاضبا:"لا أفهم!"
"ما الدليل أنها حفيدتي؟! إذا كان ابني غبيا ليصدقك فأنا لست كذلك لذا احتفظي بها أو أرسليها لوالدها الحقيقي وابتعدي عنا"
"سأرسل لك الدليل"
قالتها بجنون ليقول بجمود:"أنا لا أثق بكِ مقدار ذرة ولن أثق بما تقولينه أو ترسلينه.. إذا أردتِ أن أحتفظ بالفتاة وأصدقك تعالي معها وعندما أتأكد أنها حفيدتي وقتها سيكون لنا حديث آخر"
"أنا لن أخطو هذا البلد أبدا"
"وأنا لن أدفع لكِ دون أن أتأكد، إذا لم توافقي على الحضور.. أرسليها بمفردها وعندما أتأكد سأرسل لكِ ما تريدينه بشرط أن ترسلي معها إقرارا موقّعا ومسجلا منكِ أنكِ تتنازلين عن
حضانتها لوالدها والذي هو ابني حسب قولك.. وقتها فقط سأدفع لكِ كل ما تريدين لتبتعدي عن حياتنا للأبد"
نبرة غاضبة تمتمت بأشياء غير مفهومة ثم وصله صوتها:"أنا لا أثق بك أيضا ولن أفعل شيئا مما تقوله إذا أرسلت المال سأرسل الفتاة وإذا لم ترسله فلن تراها حتى تموت"
"أو ربما تموتين أنتِ ووقتها سأعلم إذا كانت حفيدتي كما تدّعين أم لا"
كان يحدّثها وهو واثق أن الفتاة لا تخصّه بشيء فهو لم يثق بأنها تستحق أن تحمل اسم ابنه وقد شعر بالراحة حينما علم أنه قد انفصل عنها قبل الحادث حتى أنه تساءل لِمَ لم يعد لوطنه وعائلته كل هذه السنوات؟!
أهو العِند والكبرياء اللذين ورثهما منه هما ما منعاه من العودة؟! أو ربما خوفه ألا يعترف بها؟!
لم يعلم حقا ما السبب وتلك المرأة لم تهاتفه مرة أخرى فافترض أنها كاذبة كما ظنّ بالبداية والآن يتساءل لو وثق بكلامها وأرسل لها المال الذي أرادته هل كانت رُسُل نشأت بينهم؟! أم كانت ستأخذ المال وتكمل اختفائها؟!
****
الحاضر
"ايه اللي بيحصل هنا؟"
انتزعها صاحب الصوت من أحضان جون الذي تشنّجت ذراعيه حولها بحمائية لتربت على ظهره برفق وهي تبتعد بهدوء مع الصوت الذي راهنت أن صاحبه سيأتي ولكنها لم تعلم أنه سيتأخر ليوم كامل بعد زيارتها وسيأتي بهذا الوقت الحَرِج.
وجدت نفسها تندس بأحضانه بشوق وهي تقول:
"جدي, وحشتني جدا"
رجفة مرّت بجسده وهو يضمها له ينظر لجون بحدة قابلها جون بنظرة متحدية .
"جدتي هتفرح كتير لما تشوفك"
ابتسم بحنو ليتجهم وجهه وهو يرفع نظراته لجون الذي لم يتحرك من مكانه في انتظار رُسُل ليهتف:
"مين ده يا رُسُل؟ وازاي تحضنيه كده؟!"
"ده جون.."
قالتها بخفوت وهي تحتار بكيفية تعريفه فلا تستطيع أن تقول له أبي ولا تستطيع أيضا أن تنكر مكانته لديها لينقذها نور الذي راقب الموقف للحظات قبل أن يتدخل:"اتفضل جوّه يا حاج وانا افهمك كل حاجة"
قاد والده وهو يبتسم لجون بتحفّظ علمت منه أن جون قابل والدها قبل حضوره للمنزل لرؤيتها وتساءلت بصمت عمّا دار بينهما وكيفية مقابلة والدها له!
وكان هناك آخر يراقب ما يحدث على مقربة منهم.. آخر اشتعلت عيناه بنيران حارقة أحرقت دواخله وهو يراها تندس بأحضان الرجلين الواحد تلو الآخر وهو.. لا حق له بمنعها، بل لا حق له حتى بتجربة ضمّها الذي يكاد يقسم أن له مذاقا خاصا جدا وحلوا يتوق لتجربته بعنف وشوق لم يتخيل وجودهما داخله!
إنه يهذي ويشتعل ويتألم شوقا بل يكاد يموت شوقا لتجربة قربها.. قلبه ينبض بعنف!
لا ليست هذه نبضات بل هي مطارق ضخمة تطرق صدره تكاد تحطمه وتصم أذنيه تجعله لا يرغب بشيء سوى زرعها داخله علّ شوقه يخف أو ربما تهدأ تلك المطارق قليلا.
ربتة على كتفه يرافقها صوت ساخر:
"مدام تحب بتنكر ليه ده اللي يحب يبان ف عنيه"
التفت بحدة ليجد عامر يرمقه بتساؤل ساخر وهو يقول:"الصراحة من وقت ما شوفتك اول مرة وطبعا اول مرة دي ماتتنسيش ابدا بالفضيحة اللي عملتها يومها، المهم يعني من المرة دي وانا نفسي اسألك، ليه دايما نظراتك لها مش نظرات حب بس؟!"
شعر بالبرودة تسري بجسده مع رعدة خفيفة وهو يرمق عامر بجمود وهو يقول:"شلون؟!"
"امم شلون دي يعني ازاي صح؟! طيب هفترض انك مش فاهم وهقولك.. يعني نظراتك لها نظرات حب ممزوجة بذنب بيظهر كل ما تبصلها! ياترى نظراتك المذنبة دي بسبب ايه؟ ولو اني ممكن اخمّن ماظنش انها صعبة"
ازداد تنفسه صعوبة وهو يتذكر ملامحها الباكية، حديثها بكرهه وأنها لن تسامحه أبدا عما اقترفه بحقها..
على كسر قلبها وكبريائها باعترافها له بمشاعرها وصدّه لها بكل جفاء على الرغم أن داخله يتمزّق, يتألم, يحترق من أجلها!
تابع عامر المشاعر التي ظهرت على وجهه بتفهّم.. ألم يكن مكانه يوما! ألم يكد يضيع حب عمره بحماقة لا مثيل لها؟!
من الواضح أن جميع الرجالة يشتركون بصفة الغباء العاطفي والحمق المشاعري!
ابتسم بمرارة والذكرى تعود له بقوة ليشارك كرار الحزن رغما عنه قبل أن ينفض عنه كل ذلك وهو يقول بمرح مصطنع:"عموما سيبك من اللي فات، احنا ولاد النهاردة زي ما بيقولوا.. المهم دلوقتي هل انت متمسك بيها فعلا؟! هل هتقدر تكسب حبها من تاني؟! ومش بس حبها لا.. هل هتقدر ترجع لها كرامتها وكبرياءها قدّام نفسها؟! والاهم من ده كله بقى هل هتقدر تقف قدّام الكل وتطالب بيها وال هتستسلم من أول قلم.. آآآ اقصد من اول رفض!"
"ماكو (لا يوجد) شي يمنعني عنه ماطول اكو بصدري نفس"
"إذا إنها الحرب يا فتى"
قالها عامر ضاحكا ليبتسم كرار رغما عنه وهو يتذكر زيد شقيقه فعامر يشبهه كثيرا بمرحه وشقاوته، يا الله كم اشتاق له!
وكأن المعنيّ بالأمر سمعه ليرن هاتفه وتنير شاشة هاتفه باسم شقيقه ففتحه بشوق وهو يقول: "اشتقتلج هوايه زيد".
****
قبل يوم
كان بمكتبه مع عامر عندما أخبره مساعده أن هناك من يريد مقابلته دون موعد مسبق.. وافق ليصدم بعدها أنه جون!
ظلّا للحظات واقفين أمام بعضهما وكل منهما لا يعلم ماذا يقول! حتى قطع جون الصمت وهو يقول:"أعتذر لحضوري دون موعد"
"كيف حالك جون؟ جيد أن أراك بعد كل هذه السنوات.. السنوات لم تؤثر بك يا رجل فقد ازدت وسامة"
ابتسم جون بمجاملة وهو يقول:"وأنت أيضا نور، سعيد لرؤيتك مرة أخرى"
أشار له بالجلوس وهو يقول:"لا أعلم إذا كنت سعيدا برؤيتك كذلك جون فأنا لم أستطع تجاوز خيانتك لي أبدا"
أطرق برأسه للحظات قبل أن يقول:"لا أظن أن اعتذاري لك سيجدي نفعا نور ولكن ما أستطيع قوله أنني لم أقصد أذيتك قط، حتى لم أكن أعلم بما تفعله كارين وعندما علمت كان الأوان قد فات ولم أستطع الوصول لك سوى من فترة قريبة وأخبرت رُسُل على الفور"
كان عامر يرمقهما بصمت وهو يفكر كم تعذّب كلاهما بسبب تلك المرأة الحية!
يتوق ليعلم كيف كانت حياة رُسُل معها؟! وكيف لم تتأثر بالمجتمع الذي عاشت به لتبقى بكل هذه البراءة والنقاء؟!
كيف ثبتت بمجتمع مليء بالفتن والحرية الزائدة عن الحد؟!
انتبه من تفكيره على صوت نور يقول:
"لقد انتهى كل شيء جون ولا أريد ذكره مرة أخرى.. ابنتي عادت لي ولا أريد شيئا من الدنيا سواها، ولكني بالتأكيد أحتاج لأن أعلم سبب حضورك! هل هي من أرسلتك؟"
"لقد انفصلت عنها نور وسبب حضوري ليس من أجلها بل من أجل رُسُل، أظن أن أبسط حقوقي أن أتأكد أن ابنتي تعيش جيدا ومستقرة"
هبّ نور من مكانه وهو يهتف بحدة:"ابنتي أنا جون وليست ابنتك! أم ادّعيت الكذبة وصدقتها؟!"
انتفض جون هاتفا بقوة:"رُسُل ابنتي مثلما هي ابنتك نور، رُسُل قطعة مني مثلما هي قطعة منك.. بل ربما لي فيها أكثر مما لك لن أسمح لك أن تبعدني معها أبدا"
همّ نور بالحديث وعروقه بارزة من الغضب ليتدخل عامر قائلا:"ايه يا جدعان ماتصلّوا على النبي كده.. اهدى يا خالي، اهدى يا عم جون"
رمقه نور بصدمة وهو يقول:"عم جون ايه ال هيهدا يا عامر على اساس انه فاهم انت بتقول ايه!"
حكّ ذقنه بطريقة مضحكة قبل أن يقول بحرج:
"احم, نسيت يا خالي معلش"
التفت لجون مبتسما وهو يقول:"تفضل بالجلوس سيدي"
جلس جون وهو يغمض عينيه يحاول تمالك أعصابه فما يحدث لا يخدم غرضه أبدا..
"نور افهمني من فضلك، أنا لا أريد أخذها منك أبدا صدقني أنا لازلت نادما على كل السنوات التي حُرِمَ منها وحُرِمَت منك.. أنا لا أريد سوى أن أتمكن من التواصل معها دون أن أشعر أنها تفعل ذلك دون علمك أو رغما عنك.. لا أحتاج سوى أن تظل رُسُل قريبة مني ومن أخوتها.. أخوتها يسألوني عنها
وأنا أحضرتهم حتى يظلّون معها لفترة، هم لا يستوعبون أنهم لن يروها مرة أخرى، أنها لن تظل معهم.. لن يجدوها عندما يحتاجونها.. أنا.... فقط لا أريدها أن تكرهني نور.. من فضلك"
أغمض عينيه بقوة يقاوم شعوره تجاه جون.. لن ينكر أنه حافظ على ابنته طوال سنوات، لن ينكر أن يدين له بالشكر لكون رُسُل كما هي عليه.. لن ينكر حتى أنه السبب بعودة رُسُل له مرة أخرى..
هتف بداخله (لابد أن أتقبله من أجلها، هو جزء منها ولن أستطيع أن أمنعها عنه وعن أخوتها, لن أفعل بها ما فعلت كارين.. هي تحتاجنا جميعا لتشعر بالاستقرار والسعادة)
فتح عينيه عندما شعر بربتة على ذراعه ليجده عامر يرمقه قلقا فابتسم له مطمئنا قبل أن يقول:
"وأنا لن أمنعك عنها جون، لن أمنعها عنك وعن أخوتها ولكن تلك المرأة لا ..."
قاطعه جون بلهفة:"لقد تركتها نور، تركتها ولن أعود لها مرة أخرى بل لن أعود ل لندن مرة أخرى.. سأستقر بجوار رُسُل ليس من أجلها فقط بل من أجلنا أيضا.. حياتنا بعيدا عن رُسُل لا معنى لها أبدا لذا أرجوك تقبل وجودنا بحياتها"
لم يصدق نور ما سمعه!
هل سيترك بلده من أجل رُسُل فقط؟! من أجل أن يكون بجوار رُسُل ولا يبتعد عنها؟!
صدح صوت بداخله يخبره.. (إنه أب وهي ابنته حتى ولو لم تكن من صلبه ولكن من قال أن الأبوة هي محض نطفة صماء تُنفَخ بها الروح فيتكون الجنين! الأبوة هي حياة تُمنَح..
هي نشأة وتربية وتضحية ومراعاة وحنو.. الأبوة شيء راقٍ، سامٍ وبالتأكيد تنطبق معانيها على جون الحنون)
لم يملك إلا أن يُقِر:"لن أحرمك منها أبدا جون.. رُسُل ابنتك كما هي ابنتي وأنت على حق بكل كلمة قلتها.. مرحبا بك وبأخوة رُسُل بيننا جون ومنزلنا مفتوح لك بأي وقت"
شدّ جون على يد نور وهو يقول بينما الدموع تكاد تطفر من عينيه وهو يقول بخفوت:"أشكرك نور, لازلت كريما وصالحا كما عهدتك دوما" .
راقبهما عامر وهو يشعر بالفخر بخاله الحنون وبالحب تجاه هذا الرجل الذي تخلّى عن كل شيء فقط ليكون بجانب ابنته ليفكر.. أين أنتَ يا جدي ترى ماذا يفعل الآباء الحقيقيون من أجل سعادة أبنائهم!
****
عودة لليوم
رافق نور والده للداخل وهو يلاحظ الشوق الذي طغى على ملامح والده وعينيه اللتين تبحثان عن زوجته لتفلت منه ابتسامة رغما عنه وهو يفكر أخيرا أبي أدركت أن مشاعرك ل نوّارة ليست سوى مشاعر مراهقة وكبرياء مجروح!
قال بهدوء:"أمي هدية فوق عند لين مِرات عامر, بتعلمها تعمل المحشي والرز المعمر اللي عامر بيحبهم على الطريقة المصرية وعازمينا كلنا عل الغدا"
بعد أن جلس نهض وهو يقول:"طيب أنا هطلع أبارك لعامر ومراته.. ماباركتش لهم في شقتهم لحد دلوقتي"
"هتطلع تبارك برضه يا حاج وال الحاجة وحشتك؟!"
قالها نور بشقاوة جعلت والده يرمقه بحنين..
حنين لذلك الطفل الذي طالما رجّ المنزل بضحكاتهم بسبب شقاوته وخفة دمه، حنين لابنه الذي لهف قلبه عليه من غيابه وسفره ليصدمه بتحديه وابتعاده التام عنه، ابنه الذي انتظر
عودته.. مكالمته.. سماع صوته كلما تحدّث ل نورية أو هدية!
ليعترف أخيرا أن الكبرياء هو من فرّقهما .
التقط نور نظرة والده ليجد نفسه يندس بحضنه دون كلمة واحدة ليضمه والده بقوة وهو يستنشق رائحته بحب وحنين هامسا:"سامحني يا نور، أنا.."
قاطعه نور وهو يحّرك رأسه برفض:"سامحني انت يا حاج، كل اللي حصلي بسبب عِندي وتهوري.. مهما حصل مكنش المفروض أعاندك وأقاطعك.. انت ابويا وانا من غيرك ماسواش حاجة"
وقفت رُسُل تراقبهما ودموعها تسيل على وجنتيها ليدلف عامر بصخبه المعتاد وهو يهتف بلهجة مجروحة مصطنعة:"خالي مع جدي! التار وال العار يا هريدي"
انفجرت رُسُل ضاحكة وهي ترى جدها يلكزه بعصاه ونور يركض خلفه ليضربه ليسود الصمت ما إن دلفت جدتها!
****
جالسة بغرفتها وهو معها تشعر بتوتر ربما كان أكثر مما شعرت به ليلة زفافها.. تفرك كفيها ببعضهما وتتحاشى النظر إليه تفكر أنه لولا رُسُل لكانت جالسة بين الجميع بارتباك..
يحدّق بها بشوق لم يعد يستطيع إخفائه، قلبه ينبض بقوة وهو يحاول بدء الحديث ويخشى أن يفشل بإقناعها بالعودة معه.. لم يعد يستطع الابتعاد عنها أكثر.. كل ما بالمنزل يشتاقها وأكثرهم هو!
جلس بجوارها بهدوء لا ينم عمّا يعتمل بداخله من ارتباك يشعر بنفسه عريس وكأنه عاد شابا مرة أخرى أمامها..
يشعر بالارتباك كليلته الأولى معها على الرغم أنه كان متزوجا قبلها إلا أنه يشعر دوما أنها الأولى!
تخيل وقتها أن هذا بسبب براءتها واختلاف شخصيتها عمّن سبقتها ولكنه أدرك بعد ذلك أن السبب هو مشاعره تجاهها.. مشاعر لم يعلم يوما أنها موجودة داخله سوى معها ولها فقط.
التقط كفها بين كفيه وهو يقول بخفوت: "وحشتيني يا هدية، البيت من غيرك وحش اوي"
ارتجفت ووجهها يحمر خجلا ليضحك بقوة وهو يقول:"ياااه يا هدية، رجعتيني سنين ورا، ايام ماكنت شاب وكل ما اجي جنبك تحمرّي وتخضّري وتخليني أحس بحاجات عمري ماحسيت بيها قبل كده"
رفعت بصرها ترمقه بعد تصديق ليبتسم بحزن وهو يقول:"قصّرت في حقك كتير أنا آسف..."
قاطعته بلهفة قائلة:"لا ياحاج ماتتأسفش انت ما...."
قاطعها يشد على كفها وهو يقول:"لا يا هدية أنا غلطت وآن الأوان عشان اعترف بكل غلط غلطته.. غلطت في حقك لما اتجوزتك وانتي لسه بنت وحمّلتك مسؤلية طفلين بكل أنانية،
غلطت لما معبرتلكيش عن حبي كل لحظة في حياتنا، غلطت لما ماقولتلكيش اد ايه انتي مهمة عندي.. لا انتي اهم عندي من الدنيا كلها وكان لازم اقولك واعرفك ده كل يوم، يمكن عذري الوحيد اني مبعرفش ازوّق الكلام أو...."
صمت للحظات وهي تستمع إليه بدون تصديق يزيد من عذابه ليتابع:"غلطت لما ماسمعتش كلامك وفضلت أضغط على نور لحد ما سابني وسافر ومارجعش الا وهو متحطم.. غلطت
لما ماحاولتش اتأكد من كلام الحرباية اللي كان متجوزها وسيبتلها حفيدتي كل السنين دي، غلطت في حق عامر ورُسُل لما حاولت اضغط عليهم عشان يتجوزوا بغض النظر عن مشاعرهم واللي هم عايزينه.. غلطت كتير اوي يا هدية
ياترى هتقدروا تسامحوني؟!"
نكس رأسه وهو يترك كفها يشعر بالخجل من الحال الذي وصل إليه بتعنته وإصراره على الخطأ لتمسك بكفه مرة أخرى وهي تقول:"مش هسامحك لو سيبت ايدي مرة تانية يا حاج"
رمقها بامتنان ممتزج بالحب وهو يقول:"انتي نسيتي اسمي وال ايه يا هدية؟ حاج.. حاج.. مفيش محمد!"
اقترب منها هامسا:"مفيش حبيب قلبي زي ماكنتي بتقوليلي زمان وانا نايم وفاكراني مش سامعك!"
شهقت بخجل وهي تخفي رأسها بصدره ليضمها له ضاحكا وهو يحمد الله أنا أفاق من غفلته قبل فوات الأوان .
****
كان عامر ورُسُل ولين جالسين بعد تناول الغداء جميعا لتُدخِل رُسُل جدها وجدتها إلى الغرفة وتعود لتجلس مع عامر ولين اللذين أصرّا على جلوسهما معا وعامر يقول بمرح: "يا رُسُل ماتسيبنيش مع الست دي لاحسن بتشربني حاجة
اصفره وتغرغر بيا ومبحسش الا بنفسي وانا قايم الصبح زي رايح الشغل زي المضروبين بال.. وال بلاش"
لكزته لين وهي تضحك بقوة تشير ل رُسُل التي ترمقهما ببراءة لا تفهم ما يرمي إليه ليهمس داخله: "واضح ان كرار هيتفقع يا قلب امه البت مش فاهمة يعني ايه حاجة اصفره، ياللا يمكن تفهمها بالعراقي"
صدحت ضحكة جده عاليا من داخل الغرفة لينفجروا جميعا بالضحك وعامر يقول:
"ايه قمة قلة الادب؟!"
ردت لين ضاحكة:"إننا نخبّط على جدي وجدتي دلوقتي"
ليضحك بقوة وهو يقول:"وايه قمة الدهشة؟"
لتجيبه لين من بين ضحكاتها:"انهم يفتحوا"
"يا جدي يا جامد"
صاح عامر بشقاوة لينفجرا ضاحكين ورُسُل ترمقهما بريبة لا تفهم ما يرميا إليه لتزداد ضحكاته وهو يقول لها:"لا ده موضوع كبير كده هتبقى لين تقولهولك لما تكبري"
وأكمل هامسا فلم تسمعه سوى لين التي سقطت عن الأريكة من الضحك حالما قال:"يا قلب امك ياكرار يابني ده انت هتتعب اوي مع البريئة دي.. البت دي اكيد بتضحك علينا ولا كانت في لندن ولا بتاع"
"عامر يا قلبي انت اللي قليل الأدب"
قالتها لين ضاحكة ليجيبها لاويا شفتيه:"حوشي يابت الأدب اللي بيقع منك، ده انتي كان هيجيلك سكتة قلبية لما عملت اني نايم يوم فرحنا"
ضحكت عاليا وهي تقول:"لايقين على بعض يا بيبي"
حرّكت رُسُل رأسها ضاحكة عليهما وهي تنهض لتستقبل مكالمة خولة التي تصر عليها أن تكون ببغداد قبل الزفاف بعدة أيام.
****
ليلة حنة (نبأ وخولة)
ابتسمت ترمق الجمع حولها بشوق وكأنها غابت عنهم سنوات وليس فقط شهرين أو ثلاثة.. مظاهرالحنة التي لم ترها من قبل والتي فهمت من لين أنها مشابهة لما يحدث بمصر..
لقد أوفى والدها بوعده لها ورافقها قبل أيام لزفاف صديقتيها الوحيدتين والتي انضمت لهما لين مؤخرا .. حتى أن جون وديانا وأندي رافقوها بالرحلة وهم يظهرون انبهارا بما يرونه كما انبهارهم بمصر..
ابتسمت وهي تعود بذاكرتها للحظة لقائها بأخوتها وشوقها لهم الذي تحول لدموع الفرح والتأثر عندما علمت أنهم سيستقرون بمصر ليكونوا فقط بجوراها.
"رُسُل!"
هتاف ديانا باسمها وركضها لها مع أندي لتضمهما بقوة وهي لا تصدق أنها تراهما مرة أخرى بخير وبعيدا عن تلك المرأة..
"يا إلهي اشتقت لكما كثيرا"
"وأنا رُسُل اشتقت لكِ بقوة, كيف حالك أختي؟"
مررت كفها على وجهه الحبيب وهي تقول:"بخير حبيبي، كيف حالك أنت؟ مفاجأة رائعة أن أراكما هنا"
"لماذ غادرتِ رُسُل؟ لماذا لك تأخذينا معكِ؟ أكنتِ ستنسينا لو لم نحضر إليكِ!"
قالتها ديانا بحزن فضمّتها لها بحب وهي تقول بهدوء:"وهل ينسى الإنسان إخوته ديانا؟! ألا تعلمي مقدار حبي لكما حبيبتي؟ أنتما روحي فكيف أستطيع نسيانكما؟ فقط انتظرت حتى أنظّم أموري هنا قبل أن آتِ لرؤيتكما"
ظلّا معها اليوم بكامله ليفاجئها نور أنه ساعدهم بالاستقرار قريبا منها حتى يتسنى لها أن تكون معهم دوما!
وقتها لم تصدق ما يحدث!
طالما تمنت أن تكون لها عائلة كبيرة، طالما غبطت خولة على عائلتها وتمنت لو كانت لها عائلة مثلها، ليكافئها الله بعائلة كبيرة رائعة.. لتشعر أنها لا ينقصها شيئا أبدا حتى....
أغمضت عينيها بقوة وهي تجبر نفسها على عدم التفكير به هو من استسلم وتركها، لا تظن أنها أحبها حقا وإلا ما كان استسلم سريعا هكذا.
أعادها من شرودها صوت خولة وهي تقول بمرح:
"وين صفنتي (شردتِ) رُسُل"
ابتسمت لها رُسُل وقد وجدت الإلهاء المناسب وهي تقول:"بتأمل بجمالك"
ضحكت خولة بمرح قبل أن تقول بشجن:
"مداصدق رُسُل اني راح اتزوج زيد، احس انو اني غبية هواي لان ضيعت كل هاي السنوات من عمرنا بالرفض وعذّبته وعذّبت نفسي وياه"
ابتسمت رُسُل قبل أن تقول بمرح حتى تخرجها من حالة الشجن التي خيّمت على الأجواء:"شاكة انك غبية يعني مش متأكدة؟!"
ضحكت عاليا وهي تستجيب لمزاح رُسُل ثم قالت:
"من الواضح انو لين اثّرت عليج هوايه وصرت ما اعرفك يابنت"
ابتسمت رُسُل وهي تقول:"حتى عامر بيقولي كده"
التفتت حولها وهي تبحث عن نبأ قائلة:"فين نبأ؟"
ابتسمت خولة ثم قالت ضاحكة:"أخذتها لين حتى تعطيها نصائح ليلة العرس الخاصة بيها واكيد راح تجي لين وعنده كدمة او كدمتين بسبب نبأ"
ضحكت رُسُل بقوة لتدخل لين بنفس اللحظة متذمرة:"هاي البت شنو! لك صرعتني وما رضيت تسمعني ابد، ثم عافتني بعده ماادري وين راحت!"
عقدت رُسُل حاجبيها وهي تقول:"انتي قلبتي عراقي ليه ماكنا حلوين! خليني احس ان حد معايا"
ضحكتا عليها لتقول خولة:"ماشاء الله لهجتك هواي اتحسنت، ولوما مخارج الحروف عندج لظنيت انج تعيشين بمصر طول عمرج"
ابتسمت وهي تشرد مرة أخرى تتذكر تذمّره منها وهو يصر عليها أن تتحدث بالعربية فقط وكما كانت تعانده وقتها.. نفضت رأسها ووالدة خولة تدلف مع نبأ وحماتها ليبدأوا الاستعدادات لطقوس الحناء .
ابتسمت رُسُل وهي تشاركهم بعجن الحناء ثم وضعها بأطباق على صينية فضية ومعها طبقين من السكاكر والشوكولاة وعدة شموع وأوراق ال ياس..
كانت مبهورة بكل ما يحدث أمامها وهي تشعر أنها بعالم آخر، عالم شرقي تغلغل بداخلها ربما قبل مولدها فهي لم تجد نفسها سوى به..
طالما كانت ضائعة بين هويتها العربية المسلمة وبين هويتها الغربية التي تصر والدتها على فرضها عليها ولكنها منذ جاءة للعراق المرة الأولى وهي علمت، علمت أن هويتها العربية لن يستطيع محوها أي شيء أو شخص حتى ولو ظلّت طوال عمرها بالخارج, حتى ولو لم تجد والدها أو حتى تقابل كرار!
زفرت بقوة وهي تنفض رأسها بحنق.. كل تفكير لها يعود لنقطة البداية.. كرار!
هي حتى لم تلمحه حتى الآن، لم يهتم بأن يقترب منها ولو مرة!
يشرح لها موقفه، يعيد عليها عرض الزواج الذي وافقت عليه عن طريق والدها.. وكأنه شعر بالراحة وصرف تفكيره عنها وعن الاعتذار لها عما بدر منه سابقا!
وكأنه يخبرها أن دورها انتهى ما إن وافقت على الزواج منه بكل حماقة.. ولكنها لم تستطع إلا أن توافق!
لم تستطع أن تحرم قلبها من لذة القرب منه، لم تستطع أن تعاند قلبها أكثر بعد أن رفضته مرة من قبل لتجد نفسها توافق عليه دون أي إرادة منها!
****
على الجانب الآخر كان يحترق.. يريد رؤيتها ولكنه لا يستطيع الاقتراب من المنزل فالرجال جميعا بالمنزل الآخر استعدادا للزفاف حتى كاد يفقد الأمل لولا تهور زيد وعامر اللذين تسللا بوقت متأخر بعد انتهاء طقوس الحناء كل إلى زوجته ليجد نفسه يقف مراقبا لهما الطريق !
التقط وجودها قلبه قبل عينيه ليقترب منها ببطء وكله شوق لنظرة من عينيها القاتلتين، اللتين ترديانه صريع عشقها حالما تقعان عليه.
اقترب هو يشكر حسن حظه الذي جعله يشارك بالتهور فها هو يكحل عينيه برؤيتها ويصبّر قلبه بقربها.. اقترب واقترب حتى وقف خلفها تماما وهو يراها شاردة وعلى وجهها ابتسامة جعلته يريد أن يقتنصها بشفتيه ليعض عليهما بقوة وهو يقول بصوت أجش:"اشتاقيت ضحكتج!" .
****
تنهيدة طويلة خرجت منها وهي تراقب نظرات زيد ل خولة قبل أن تستدير وتذهب لمكانها المفضّل.. ذاك الذي قابلته فيه لأول مرة بمنزله.. لم تكن تتخيل وهي مغادرة المرة السابقة أنها ستعود لهذا المنزل مرة أخرى ..
ابتسمت بمرح وهي تفكر أنها لم تأتِ بمفردها هذه المرة بل جاءت مع والديها (نور وجون) وأخوتها.. وهل هناك مَن هي أكثر سعادة منها بوالديها الحنونين؟!
"اشتاقيت ضحكتچ"
أجفلت على صوته ولكنها لم تلتفت له فمازالت مشاعرها مجروحة منه لما فعله من قبل، ليستدير هو ويقابلها وهو يتابع:"ماتريدين باوعي (تنظري لي) علي، انتي لسه زعلانه مني ولسه كلبچ مو مسامحني؟!"
لم ترد عليه فقط أشاحت بوجهها عنه بإنفة وقلبها يقرع بداخلها بقوة حتى أنها تخيّلت أنه يسمعه..
وقف أمامها مرة أخرى وهو يقول:"شسوي حتى تسامحيني رُسُل؟ گولي لي وماتعوفيني (تتركيني) هيچ بعد ما اعرف وشسوي!"
"لم أطلب منك فعل شيء كرار، فقط اتركني ولا تقترب مني أبدا"
صدح صوت بداخلها يهتف:(كاذبة رُسُل، لو ترككِ لكُسِرَ قلبك للمرة الثانية.. انتِ تريدينه أن يحارب من أجلك حتى لو اضطر أن يحاربك أنتِ نفسك)
نفضت رأسها تمنع أفكارها من الظهور على صفحة وجهها لتسمع همسته بجانب أذنها:"ما راح اعوفچ رُسُل، ما راح أعوفچ لا وانتي ببيتي، حبيبتي وزوجتي وام چهالي (أطفالي).. ما اعوف ايدچ لا أضمچ لصدري.. ما عوف عينچ لا أحچي ويه شفافچ، ما راح تگدرين تبعديني عنچ مهما
سويتي"
شهقت بخجل وهي تبتعد عنه:"وقح!"
لم تكد تخطو خطوة واحدة حتى وجدت نفسها تطير بالهواء محمولة بين ذراعيه وهو يهمس لها بمكر وقد عيل صبره من بُعدها عنه:"بعد ماشفتي الوقاحه رُسُل.. بس اصبري حتى نتزوج وراح اوريكي شنو الوقاحة من صدك، بس (بل) ما يفوق الوقاحة بمراحل"
هتفت من بين أسنانها وهي تشعر أنها تحترق من الخجل والغيظ:"اتركني كرار!"
"ما اعوفچ إلا لو سمعتها منچ وبالعربي رُسُل"
عقدت حاجبيها بحيرة وهي تقول:"اتركني وسأخبرك ما تريد.. ما تفعله لا يصح أبدا سأقول لأبي.. لا بل سأقول لعامر على ما تفعله وتجاوزاتك هذه"
ضحك باستمتاع وهو يقول:"گولي لمن تريدين رُسُل حتى يسرعون بزواجنا بدل ها الانتظار اللي بيگتلني، فحالتي صارت گلش ميؤس منه رُسَل.. گولي أحبچ كرار واعوفچ هسّه"
شهقت وهي تتملص منه بقوة:"يا إلهي أنت مجنون"
زمجر بغضب قائلا بالانجليزية:"لو تحدثتِ أمامي بالانجليزية مرة أخرى سأقبّلك حتى تكفّي عن ذلك.. والآن هيا قولي.. أحبك كرار وسأتزوج بك وإلا سأحملك هكذا إلى كلا والديك وأخبرهما أنكِ من طلبتِ"
هتفت بغضب:"أكرهك كرار ولن أتزوج بك ابدا وسأتحدث بالانجليزية طوال الوقت وأريني ماذا بإمكانك أن تفعل"
قهقه ضاحكا وهو يغمزها بينما يسير باتجاه مجلس الرجال الخالي بهذا الوقت خوفا من أن يستيقظ أحد ويراهما قبل أن يقنعها:"أويلي احببت اختيارك حبيبتي، چنت اتمنى صدك انچ
تتحديني، حتى تعرفي شلون اني مجنون وجنوني بيچ ماله حدود"
شعرت بالضعف يتسلل إليها وهي تحاول التملص بين ذراعيه مشاعرها مرتبكة!
مزيج من الغضب والخجل والحرج لو رآهما أحد هكذا، مزيج من الذنب لقربه منها بهذا الشكل..
مزيج من السعادة لأنه يحاول إقناعها بشتى الطرق، مزيج من الغرور وهي تراه يتخلى عن وقاره ورزانته المشهور بهما فقط من أجلها ..
تنهيدة طويلة فلتت من بين شفتيها ليغمض عينيه وهو يعض شفتيه بقوة كادت تدميها وهو يمنعهما مما يتوق إليه.. يصبّر نفسه أنه حالما يحصل على الموافقة لن يمهلهم سوى عدة أيام قبل الزفاف فهو لم يعد له طاقة على رؤيتها دون أن يتهور،
لم يعد له طاقة لسماع صوتها دون أن يُصمِتها بأكثر الطرق وقاحة لديه..
تكالبت عليه أفكاره ليهتف بها بقوة حتى تكف عن التملص فهو لم يعد قادرا على السيطرة على مشاعره.. هو فقط يريد سماع موافقتها على الزواج قبل عقد القران .
"كافي عاد تتحركين رُسُل، تره والله أسوّي شي متهور وبعدين راح نندم عليه سوه"
سكنت بين ذراعيه فأوقفها على الأرض حتى كادت تسقط من طريقته الفظة ليهتف بها: "اسبوعين رُسُل، اسبوعين وبس همه اللي عندج حتى تكونين الي وبين حضني.. وماراح اعوفج ولا راح اترج الك فرصه ترفضي.. وباجر نعقد بالمحكمة لان اني ما بعد اتحمّل اصبر، وماعندي اي قوة اني ابتعد عنج هواي"
غادر وتركها تحدّق للفراغ بعده وهي تشعر بدغدغة لذيذة داخلها لترتسم على شفتيها ابتسامة كبيرة قبل أن تعود للغرفة التي تقطنها مع باقي الفتيات وهي تفكر..
(غبي كرار، لو لم أكن موافقة على الزواج منك أيها الغبي فلِمَ سأذهب لإجراء تحاليل ما قبل الزفاف! يا إلهي صبرني على غبائه فقد قارب صبري على الانتهاء) .
****
يوم زفاف (نبأ وضي.. خولة وزيد)

رواية قتلتني عيناها بقلمي حنين أحمد (ياسمين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن