أنا إنسان احمل بداخلي الكثير من المشاعر، عندما تعصف الأيام حزنا أشعر بالبرد...عندما تنفذ السعادة من طاولة الأكل اشعر بالجوع...عندما انظر للألبوم القديم أشعر بالإمتنان لكل الذكريات حتى و إن كانت تألم.
في الأيام الجيدة و الصعبة أيضا احتفضنا بكل تلك المشاعر لأجل أنفسنا، من المرجح أن هذا ليس إلا تشابكا ذهنيا يحاول العبث بمدى سيطرتنا على تصرفاتنا المضطربة الناتجة من الشفقة على الذات، لكن في نهاية يوم طويل نحن فقط نمشي مع قلب بارد عندما جاء هكذا احتمال إلينا بدون صوت. أليس خطأنا أننا استمعنا لشيء ادركنا حقيقة امره في البداية، نعم لطالما كان الواقع اخرص بهذه الطريقة، عندما نواجه المصاعب...عندما نظل نتألم نجده ينسحب بهدوء من الجانب الذي تبعناه إليه.
العالم لم يفتح لنا ذراعيه مطلقا لنشعر بما أردنا أن نشعر به و نحن نحاول أن نعيش بداخله، عندما يبكي الكبار يصبحون طفوليين، عندما نفعل ما نتوق لفعه نصبح متمردين و عندما نفكر بعناية حول الخطوة القادمة بدقة نصبح أشخاصا معقدين. لم يعطنا العالم الفرصة لنثبت عكس ذلك أم أننا نحن من تشبثنا بالواقع المثالي المرصع بالترهات؟ "كل هذا جلبه العالم إلينا" أليست هذه طريقة مبتذلة للتفكير بها قليلا؟ عندما كانت تنمو نفسي كشجرة جميلة و صغيرة لم أكن لها أشعة شمس دافئة و لا امطار تجعلها اقوى، أكان من الصعب رؤيت هذه الحقيقة و قتها لأنها كانت ستألم كثيرا؟ عندما توقف الناس عن التفكير في رأينا، هل فكرنا نحن حول انفسنا؟ أم أن فكرنا سبح بعيدا عنا هو الآخر؟
في النهاية نحن لم نكن مختلفين!
