عانق نفسك

37 1 0
                                    

  في هذه الحياة المربكة و الكؤودة المليئة بكل ما هو مضني لا يمكننا تباله كل الامور المكلة و الغير مريحة التي تجعلنا نظعن في متاهات من الإبتئاس بعيدا عن كل ما يتعلق بالحبور و الاغتباط الذي نرسم حدولا له في مكان ما بداخلنا، عندما تجلس هذه الامور على الكنف الاضعف منا و تبدأ بالإستئثار الجذري على ما نفكر به حول أنفسنا و مدى الفشل الذي نحن عليه هنا الحل الذي نركض إليه في اغلب الأحيان لنتخذه المنجي الوحيد القاظر على ردمنا لمكان نتوقف فيه عن سماع صوت اشلائنا و هي تدمي هو "خيانة الذات"، بدلا من معانقة أنفسنا و ترميم ما كسر منها نقوم بالتخلي عنها لتختال و تتبعثر في ما لا يمكنها تحمله هنا و هناك.
ليس و كأننا فعلنا ذلك و نحن ندركه بكل تفاصيله المعقدة ادراكا يجعلنا قادرين على اتخاذ قرارات ثابتة لا تشوبها اي اخطاء، الامر فقط يتعلق بتلك اللحظة و ما تحويه من ضغط شديد يتسلل نحو أعماقنا و كأنه يجمع كل احساس كئيب كان يعيش بداخلنا ليجعل الامور الملتبسة اكثر تعقيدا مما هي عليه بالفعل.
  يشار الينا دائما على اننا غير قادرين على فهم الاخرين و انه لا يمكننا قول اننا نعرف ما يشعرون به بدلا من ذلك كان يجب ان يشير العالم الينا باننا لا نفهم انفسنا ايضا، لا يمكنك حماية ما تملك ان لم تكن تدركه، العديد من الافكار تمر بجانبك...في هذا المكان الذي انت فيه الجميع يمشي و يتجاوزونك لكن هل يمكنك ان تحزر اي فكرة اخذتها انت عن نفسك ام اي شخص من هؤلاء هو أنت؟ هل ستميزها بنظرة واحدة أم انك ستقضي العمر بأكمله منهك بالبحث عنها؟ ان حدث و وجدتها ابقيها بجانبك و اعتني بها فهي متعبة من الاختباء المثقل عن العالم، عندها ستبتسم لك لتخبرك " في هذا الانتظار الطويل لقد اتيت إلي مثل نور الشمس، قبل تخليك عني لم أكن اعلم أن العالم بهذه الوحدة لكن الآن أنا ممتنة!"
  عندما تجد نفسك و يصبح من السهل ان تنظر معها لنفس المكان حينها ستدرك أي نوع من الأشخاص أنت، دموعك و حتى ابتسامتك ستتمكن من فهمها عن ادراك يربط خلاياك المتناثرة في وحدة تبنتها الأزقة وجها في عالم جفت فيه جميع أنواع المشاعر ستجد مشاعر الحب لذاتك الضائعة، حتى الأمور البسيطة تتعقد داخلك عندما تصبح الأفكار الخائفة تتزاحف و تتلبد جوفك هنا و هناك. إنها اللحظة المناسبة لك لتجعل فيها حياتك صعبة بالقدر الكافي لهدم الثقة...الأمل...و حتى الذات!
  من الصعب أن تلتقط انفاسك داخل بحيرة من الماء، لكن الأصعب من ذلك أن تنجو من الغرق داخل محيط كبير، الامور الصعبة عندما تحدث تستلزم امورا اعضل لإدراكها لطالما ركضنا وراء الحلول البديهية السريعة القادرة على انجادنا من ما وعث علينا التعامل معه متبالهين بشكل عفوي فهم ما يجب علينا معرفته حول ماهية المشكلة الملتمس الخروج منها غله الهرج الكبير الذي يسيطر علينا في تلك الفترة البائسة من الحياة المحتم علينا أن نتجاوزها، الشخص الحصيف فقط من يجعل الأمور مأكدة بالمعنى الذي تحتاجه استلزاما و قدرا مستحقا استحقاقا عادلا. فهم الأمور بالحجم الذي تحتاجه دون السقوط في دائرة مبهمة لا تخلو طقطقة الأصابع فيها، مآلة للضغط العارم المنسدل على اعتاقنا نتيجة الموقف العسر الذي نغوص بجعبته. لا يستطيع أي احد إدراك ذلك إلا من كان فطن الفكر عميق التفكير قادر على معرفة نفسه بالقدر الكافي لتجاوز كل ما هو تغرير و هلكة للنفس بحق و بغير حق بعيدا كل البعد عن التهكم و عدم الثقة بالنفس لان الإنسان إذا اصابه عنت و تفاقم عليه الوجد لج في شكواه و كأن ذلك سيبعد عنه كل ما هو وخم. فهم الأمر بالطريقة الصحيحة دون تلجلج أو جهل للذات و ما تستطيع تحقيقه كفيل بجعل المعضلة مجرد عائق لا عوائق يصعب التنصل منها.
  السعادة لا تأتي إليك بالإعتماد على الأسى الذي عشت به، إنها تتوكأ فقط على دراية تفكيرك بالأمور و مدى قدرتك على التحكم بها، لذا حاول أن تعرف نفسك أكثر من أي شيء آخر أنت بحاجة لمعرفته.

ليس وكانني لم احاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن