يقال انه عندما يغلق باب في وجهك يفتح باب آخر في مكان ما من هذا العالم، ربما يصعب علينا رؤيته و احيانا نشك في وجوده حتى. الأمر ليس و كأنه موجود دائما لأجلنا و لكن سماعنا إحتمالية و جوده و نحن بخير تجعلنا نبحث عن السبب الذي ردعنا من ايجاده عندما اصابنا قدر من البأس.
عندما يتألم المرء أو يجتاحه الإحباط ممزقا إياه خرائقا و هو يسير في هذه الحياة تغلق جميع مسامعه عن سماع أي شيء يدور حول الأمل و البدأ من جديد و هذا ما يجعله يعتقد بأنه اوهن مائة مرة مما كان يتوقعه حول نفسه و هكذا يذعن لليأس شيئا فشيئا...الآن هو يسير داخل غدير أظلمت عليه خيبات أمله اتجاه نفسه سيعتقد أنها تلاشت مع رياح الألم التي عصفت عليه سيترك كل ثقة امتلكها يوما اتجاه نفسه في تلك العاصفة البائسة التي اثخنت فيها الجراح.
احيانا ما نحن بحاجة إليه ليس ما أفرخته الأيام عنا روعا بعيدا عن ما كانت تتوق حواسنا لفعله ربما من الصعب علينا ملاحظة ذلك و نحن نتحسر على ما كسر منا. الأشياء الجميلة و البسيطة ربما الطريق المؤدي إليها ليس بتلك الروعة و الراحة و لا بذلك الوضوح بالفعل لكنها في الحقيقة الملاذ الوحيد القادر على مواساتنا و نحن نمر على أشلائنا المبعثرة.
الجميع يبدأ بدايات خاطئة و قد تبدأ بفهم نفسك خطأ أيضا لكن عندما تسقط ارضا أمام الباب الذي أغلق في وجهك هل انتهى العالم عند ذلك الحد؟ أم أنها مجرد نهاية لفصل فاشل من حياتنا؟ فهمنا لماهية نوع الإجابة هنا كفيل بتحديد ما سيساورنا التفكير حوله عندما نقرر ان نثق بانفسنا.
"هل يمكنني أن أثق في نفسي؟ هل يمكنني أن أثق بحلم جديد؟ هل يمكنني أن أثق في مكان يحوي ما لم أجربه سابقا؟ أم أنني ساتسائل هكذا لبقية حياتي؟ هل الإجابة صعبة لهذه الدرجة أم أن الوصول إليها مجرد خيال ابتكره عقلي للتخلص من هذا الفشل و خيبة الأمل المليئة بالإحباط؟" لا يمكن لأحد أن يصبح مضطلعا على تقويم خلالا كهذه لأجلك حتى و لو كان يملك كل ضروب الحكمة التي تخوله لمعرفة الإجابة السديدة. تذكر انه أنت فقط من يمكنه أن يقرر كهكذا نحو لأجل نفسك.
الثقة بالنفس ليست بذلك الأمر الجلل الذي يستدعي الإستنقاض كما لو أن كل واثقا بنفسه يعيش في تلك الغبطة التي نتخيلها جميعا. لا تربك نفسك كثيرا بإستسواق كل ما هو أعضل عليك فهمه كل ما يجب عليك أن تعقله ابسط بكثير من ذلك. تحتاج فقط لمعرفة ذاتك بعيوبها و مميزاتها و ما تستطيع الوصول إليه دون الإرعواء عن ما ترغب بفعله بسبب القلق الداخلي و المخاوف التي قد تصيبك و أنت تصنع توقعات واقعية لأجل مستقبلك. يجب أن تدرك ذلك بطريقة تجعلك واثقا بنفسك دون أن تألوا جهدا في شكر ذاتك و ان تواطئ نفسك على تقدير انجزاتك بالقدر الذي تحتاجه.
إذا كان هناك صوت آخر يصرخ داخل راسك لا تخفيه، ذلك أعنف شيء يمكنك أن تفعله بحق نفسك التخلي عن الذات يحدث في لحظة سريعة لكن محاولة استعادتها يستغرق حياة بأكملها في سلسة لا نهاية لها من الانتظار ننتظر ان يواطئ القدر ما نرغب بفعله و حين تحدث تلك اللحظة و تؤاتينا المقادير لجعله حقيقيا تقذى أعينا بغبار حالك يسمى "الواقع و ما يتطلب لإرضائه" هنا تكسر كل رابطة بنيتها بينك و بين نفسك. يقنط الأمل و تتبدد كل خلية جيدة اعتقدت انك تمتلكها. لذلك هذا السبب الرابع يعنى عليه كثيرا في محاولة الثقة بالنفس.
فقط لأنك عشت البارحة لا يعني ذلك أنك تعرف كل شيء عن اليوم تماما كما تستمر بعض الأمواج بالتدفق يتوقف بعضها الآخر الأمر فقط يحدث هكذا. لا يمكنك أن تحكم على نفسك من تجربة فاشلة هناك اوقات ستزهر فيها بينما توجد أوقات يصعب عليك ركب هواك، لا يمكن لأحد أن يتحرز مما يوقعه دائما.
