ذكريات مألمة

18 1 0
                                    

   يقال ان لكل شخص منا سجن خاص به ، حتى و ان كان ذلك يحتجز عقلة فقط الا انه يسيطر عليه بشكل لا يمكن تجاهله نفضا بعيدا كباقي الأمور العابرة ، لا يتوقف عن ارفادنا باوقاتا صعبة تجعل صورة المستقبل تتلبد بكومة من فشل سبق علينا و أن تنفسنا بداخله مانحنا ايانا بين الحين و الاخر ندوبا يستصعب شفائها،انها الذكريات و ببساطة تفكير شخص تعامل معها بشكل يقيّده وفق ذكريات مؤلمة عاشها سابقا. في مكان ما في ذلك السجن إحتدت آلاف من الأحداث بشكل عفوي، قد تكون أمورا حملت بجعبتها مزجا لمعنى المأساة وفق لما اتخذه عقلنا معيارا لبداية الم خاص بشكل محدد لكل واحد منا. لتصبح فيما بعد بمثابة خط رفيع يفصل بين الماضي و ما عشناه و بين المستقبل و ما سنقدم على عيشه، احتفاضنا بتلك الامور المؤلمة كذكرى ستجعلنا نرغب في فعل ما هو اسوأ و حسب في حق انفسنا. عندما نتردد في اتخاذ قراراتنا خوفنا من ما مر علينا سابقا حتى و ان لم يكن مشابها له باي شيء من الالفة، سنعتقد حينها انه تبرير للدفاع عن النفس عندما يوجه اصبع الفشل الينا، لكن في الحقيقة أنه فشل بالفعل! حتى و ان انكرنا ذلك انكارا لا يكاد يخلو من التأكد ستبقى بعض الحقائق تتدحرج في منطقة بين الخيال والصحة تتجه الى ما نرغب بتصديقه في طريق لا نهاية له.
    من الجيد أن يملك المرء الكثير من الذكريات ليقوم بإحيائها بداخله كلما سنحت له الفرصة لفعل ذلك ؛ لكن الأمر ليس بتلك السهولة التي نعتقدها عنها فعند البعض تتستحوذ عليه بشكل يقيده تقيدا مليئا بالخوف و التردد و لعل أغلبها أمورا كان من الصعب عليه تجاوزها فالذكريات عالم بأكمله نتمسك فيه بصور معينة لنسيان صور اخرى و احيانا هي من تتمسك بنا و تستمر بسحبنا اليها مكتسحة و ايانا أمورا معقدة أصبحت ندوبا عالقة على صدورنا. ليس و كان الندم على الوقت الضائع سيعوضنا بما كسر منا أنه فقط ندم يضيع وقتا اكثر ، يجب علينا التفكير بمطقية اكثر في كيفية قضاء الوقت المتبقي لنا لنرسم له ذكريات تنتظر دورها على شريط حياتنا بطريقة ذات قيمة.
   البعض يعتقد أن " لفطر لينجشي " القدر على قتل الخلايا السرطانية التي تصيبهم في ازهى ايامهم و على حين من الغفلة و بشكل غير متوقع البتة يصبح جل ما يجوب في خاطرهم هو " فطر لينجشي " و " الفيتونسايد " المستخرج من النباتات الأمل الأخير المتبقي لهم بعد ما سمعوه من تأسف أبداه الطبيب حول عدم قدرته على استنقاضهم ، أما البعض الاخر ممن صحت صحتهم البدنية و تأذت صحتهم النفسية لما أصابها من بؤس يتمنون الموت في كل لحظة يعيشونها في هذا العالم لتصبح النهاية جليسهم الدائم و ملاذهم الأخير . عندما نرغب بالعيش نفقد الحق في الاستمرار و عندما يسمح لنا بذلك نفقد الرغبة في الاستمرار ، انه أمر معقد يبدو غير عادل بشكل من الرهبة ، لكن في الحقيقة ما هو إلا آثار مخيفة لتفكيرنا و ما يمكن فعله إذا استخدم بطريقة مقيدة ، يمكن لذهننا أن يغير الكثير من الأمور .
   كونك جيدا لا يعجل منك تتدارك الأمور بطريقة تريحك! اللون الرمادي لا يعود أبدا للون الأبيض انه يصبح أكثر ظلمة فحسب توقف عن تكهن أشياء كهذه بعد الآن ، التشبث بالذكريات نعم لابد انه من الرائع فعل ذلك لكن هذا لا يحتم علينا أن ننهي حياتنا على نحو مثير للشفقة. الذكريات تبقى بصمات لأحداث عشناها سابقا و لمسنا أطرافها بشيء من الروتين ، على غير الألفة أو حتى صدمات يصعب تجاوزها ، لكن مرورنا بها لا يستلزم أبدا إعادة إحيائها بالضرورة ، لا ترهق نفسك بالعيش بداخل عالم قد نفذ منه الأكسجين بالفعل لا تفكر فيما أسفلته في الأيام الخالية و أنت تنتظر القرارات تدخل إليك من نافذة الماضي ، أنت فقط من يمكنه صنع هكذا قرارات و ليست ذكريات انتهت صلاحيتها بالفعل.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 30, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ليس وكانني لم احاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن