مضى بعض الوقت و تاي في سيارته يبحث عن سيارة الاجرة التي تحمل جيني بعينيه لكن لا يوجد أي أثر لها كما لو أن الارض انشقت و بلعتها
اجتمعت السيارات حوله و ازداد الازدحام فأصبح ايجادها شبه مستحيل ما اثار غضبه اكثر فلكم المقود بقوة لدرجة ان نزيف يده اشتد اكثر و لون المقود باللون الاحمر وهو يقول بغضب : اللعنة
في هذه الاثناء كانت سيارة الاجرة قد توقفت امام المستشفى لتنزل جيني ركضا نحو الداخل مباشرة لغرفة امها
وجدتها على حالها فاقدة الوعي على سريرها الابيض بينما الطبيب بانغ بجانبها يرتدي مئزرا ابيض و يضع سماعات النبض على اذنه يسمع بها نبض المريضة
وقفت جيني جانبا وهي تحدثه بعتاب : ألم تجروا لها العملية بعد ? سابقا كنتم تتحججون بالمال لكني الآن دفعت المبلغ كاملا فلماذا لم تجروا لها العملية بعد ?
نزع الطبيب سماعات النبض عن اذنه و اجابها بهدوء : اهدئي يا آنسة نحن نبذل ما بوسعنا لانقاذ حياة المريضة و انا الآن اقوم بفحصها كي ارى ان كان ضغط دمها و جسمها جاهزين للعملية و لحسن الحظ كل شيء طبيعي لذا سنجري لها العملية هذا اليوم
نظرت جيني لامها بحزن فامتلأت عينيها بالدموع وهي تسأله بلفظ رقيق : ستكون بخير أليس كذلك ?
بانغ باستياء : انها عملية صعبة و نسبة نجاحها 40% لا يمكن الجزم بالنتيجة لكني سأبذل كل ما بوسعي لانقاذ حياتها
تجاوزها بهدوء و غادر الغرفة لتبقى جيني بمفردها مع امها , اقتربت منها ببطىء و وقفت على طرف السرير تمسك بيد امها وهي تقول ببكاء : ارجوكي لا تستسلمي امي , لا تتركيني وحدي في هذا العالم القاسي , لقد ضحيت بأغلى ما املك من اجل ان تعيشي لا تدعي تضحيتي تذهب سدى ارجوكي
طبعت قبلة صغيرة على ظهر يد امها ثم قبلة اخرى طويلة على جبينها ثم غادرت الغرفة بهدوء
مضت عدة ساعات و حل المساء , كانت جيني ملتصقة بجدار غرفة العمليات جالسة لكن مؤخرتها لا تلمس الارض تغطي فمها بكفيها و على اعصابها تنتظر خروج طبيب من غرفة العمليات يطمئنها بخبر يثلج صدرها و يخبرها عن نجاح العملية فهم في الداخل منذ ساعات و الدقيقة بالنسبة لها كانت تمر كالدهر
في هذه اللحظة كان تاي يسير ذهابا و ايابا في الصالة متجهم الوجه غاضب الملامح عيناه حمراء تشع غضبا و حقدا و يكاد يجن من العصبية
نظر نحو ساعة الحائط فكانت تشير الى السابعة مساءا فازداد غضبه ليتمتم من بين اسنانه : تلك الحقيرة العاهرة لابد انها تتسلى مع شخص آخر الآن يبدو اني تساهلت معها كثيرا لكن ليس بعد الآن , ليس بعد الآن .
خرج الطبيب بانغ من غرفة العمليات حزين الملامح فركضت اليه جيني بسرعة تسأله بقلق : كيف كانت العملية ? ناجحة أليس كذلك ? اين امي ?
