مضى بعض الوقت وفي هذه اللحظة كانت جيني امام مكتب الاستعلامات في المستشفى تقوم بملىء احدى الاستمارات و يديها ترتجف من التوتر
دفعت بالاستمارة باتجاه الموظفة وهي تقول بحدة : متى تبدأ العملية ?
الموظفة بجدية : لقد دفعتي المبلغ المستحق و سيباشر بها الطبيب فورا لا تقلقي
هزت جيني رأسها بتفهم و ادارت لها ظهرها متوجهة نحو غرفة والدتها
دخلت ببطىء كي لا تزعجها رغم انها لا تعي اي شيء مما حولها و جلست بجانبها على طرف السرير
امسكت يدها و حدثتها بحزن : امي لا تقلقي , كل شيء على ما يرام , استطعت تدبير المال من اجل العملية و ستكونين بخير , ( مسحت دموعها ) : اعلم انكي تتسائلين الآن من اين احضرت المال لكن لا تقلقي لم افعل اي شيء خطأ , ( بصوت مخفض و رقيق ) : على الاقل من وجهة نظري
مسحت دموعها مجددا فهي لا تتوقف عن الانهمار ثم حدثتها بهدوء : سنتحدث بالامر عندما تستيقظين سأعود لاحقا كوني بخير
وضعت قبلة صغيرة على جبينها ثم استقامت في وقفتها و غادرت الغرفة لتلتقي بالممرضة عند الباب فسألتها بحدة : عذرا اين الطبيب بانغ لقد كان مشرفا على حالة امي اردت ان اسأله عن موعد العملية فلقد دفعت ثمن مستحقاتها للتو
الممرضة بجدية : عندما يصل الطبيب بانغ فسيناقش الامر مع فريقه و يحددون موعدا بالاتفاق معا
جيني بقلق : و متى يأتي لأن امي بحاجة للعملية في اقرب وقت
نظرت الممرضة لساعة يدها و اجابتها بهدوء : بصراحة كان من المفترض ان يصل الآن لم يسبق له ان تأخر هكذا
تنهدت جيني بيأس ثم حدثتها بلفظ رقيق : حسنا انا مضطرة للذهاب الآن لكن عندما يحددون موعدا من اجل العملية اتصلي بي فورا
بحثت في حقيبة يدها عن قلم و ورقة , دونت لها رقمها على بطاقة صغيرة و سلمتها للممرضة التي اخذتها فورا وهي تقول بجدية : حسنا سأتصل بكي
ابتسمت جيني بهدوء ثم تجاوزتها وهي تسير بسرعة و ثبات قائلة في نفسها بقلق : يجب ان اعود قبل ان يكتشف تاي اني غادرت المنزل دون اذنه
اوقفت سيارة اجرة و انطلقت بها بسرعة , و ماهي الا ربع ساعة حتى وصلت الى قصره
توجهت نحو النافذة التي خرجت منها فهي تعلم ان الباب موصد بسبب ان تاي قد اغلقه قبل ذهابه
فتحت النافذة و تسللت بهدوء نحو الداخل كانت مطمئنة بعض الشيء لأن تاي لم يعد للمنزل بعد لكن حينها سمعت صوتا من الخلف يسألها بحدة : اين كنتي ?
تسمرت جيني مكانها وقد تجمدت الدماء في عروقها لم تجرؤ حتى على النظر خلفها
تاي بصرامة : سألتك اين كنتي ?