بارت 23

12.5K 524 54
                                        

مضى بعض الوقت وفي هذه اللحظة كانت جيني في مكتب الطبيب تقابله وهي تقول بجدية : تاي تذكرني لكنه لا يتذكر كل ما حدث في الاربع سنوات الاخيرة يظن نفسه الآن طالبا في الثانوية و انه في المستشفى بسبب وقوعه اثناء التدريب و هذا حدث قبل اربع سنوات

الطبيب بهدوء : هذا يدعى فقدان ذاكرة جزئي حيث ينسى المريض جزءا من حياته, قد يكون هذا بسبب اصابة رأسه او ربما لسبب
نفسي فقد يحاول المريض احيانا نسيان الذكريات المؤلمة التي عاشها في حياته

جيني بقلق : أليس هناك اي أمل ان يستعيد تاي ذاكرته ?

الطبيب باستياء : قد يستعيدها ان كان بسبب نفسي اما ان كان بسبب اصابته

لم ينه جملته لأنه ادرك انها فهمت ما يحاول قوله فيما جيني هزت رأسها بتفهم ثم سألته بهدوء : ماذا عن امي هي بخير الآن أليس كذلك ?

الطبيب بجدية : نعم العملية كانت ناجحة و جسمها استجاب للعلاج قد تستيقظ في أية لحظة

جيني مبتسمة بسعادة : هذا يعني ان امي تخطت مرحلة الخطر و ستستيقظ مجددا شكرا لك انا حقا ممتنة لك كثيرا

الطبيب بتواضع : لست صاحب الفضل في هذا فما كنت لأستطيع فعل شيء بدون الطاقم الطبي الذي ارسل في طلبه فاعل الخير التي حدثتكي عنه

اختفت ابتسامة جيني لتسأله باستغراب : هل ارسل في طلب طاقم طبي من اجل امي ? لكن لماذا ? ظننت انه دفع المال كعمل خيري لكن هكذا اصبح الامر يبدو و كأنه خاص هل يمكنني معرفة ذلك الرجل ?

الطبيب بهدوء : آسف لا يمكنني البوح باسمه فلقد وعدته

جيني بتفهم : حسنا

نهضت من مكانها و ادارت له ظهرها متوجهة نحو الباب لكن الطبيب اوقفها قائلا بهدوء : ان اردتي معرفة فاعل الخير الذي انقذ امك لا تبحثي بعيدا انظري حولك و ستجدينه

نظرت له جيني باستغراب فهي لم تفهم مغزى كلامه ثم هزت رأسها بالايجاب و غادرت المكتب بهدوء متوجهة مباشرة نحو غرفة والدتها, كانت تسير ببطىء وهي شاردة الذهن في الفراغ تتردد في اذنها كلمات الطبيب الاخيرة لتسأل نفسها باستغراب : مالذي كان يقصده بأنه يجب ان انظر حولي ولا ابحث بعيدا ? هل يقصد اني اعرف ذلك الشخص ?!!

وصلت لغرفة والدتها و كان الباب مغلق, اخذت  نفسا عميقا ثم دخلت الغرفة بهدوء, كانت والدتها تستلقي على سرير المرضى فاقدة الوعي و بمجرد ان رأتها حتى امتلأت عينيها بالدموع, اقتربت منها ببطىء و جلست على ركبتيها على طرف السرير تنظر لها بعيون ممتلئتين لتحدثها ببكاء : انا آسفة امي لم اكن معكي في الوقت الذي احتجتني فيه سامحيني لأني لم استطع فعل شيء

اجهشت بالبكاء ثم وضعت رأسها على صدر امها تبكي بشدة و بعد وقت قصير رفعت امها يدها ببطىء و وضعتها على رأس جيني التي ابتسمت فورا من شدة سعادتها و رفعت رأسها بسرعة تسألها بسعادة : امي انتي بخير لقد استيقظتي انتي بخير

اجابتها السيدة کیم بصوت متعب مبتسمة : نعم انا بخير بفضلك ( بحزن ) : لابد انكي تعذبتي كثيرا من اجل علاجي كان يجب ان اقوم بتزويجكي الآن لكني جعلتكي

قاطعتها جيني بجدية : لا تقولي ذلك امي انتي امي ومن واجبي ان لا اتخلى عنكي ابدا ( بهدوء ) : ثم انني لم افعل اي شيء صحيح اني استطعت تدبير المال بطريقة ما لكن تلك العملية لم تنفع بشيء, فاعل خير تبرع بالمال و احضر فريق طبي خاص من اجلك و الآن انتي بخير تماما ولا تعانين من اي ثقب في قلبك ليس بفضلي بل بفضل فاعل الخير ذلك

ابتسمت السيدة کیم بانكسار ثم امسكت يد جيني و وضعتها على انفها تتنفس رائحتها بعمق لتقول بهدوء : اشتقت كثيرا لرائحتكي الجميلة

جيني بسعادة و الدموع في عينيها : و انا اشتقت لكي كثيرا امي لن نشتاق لبعضنا بعد الآن لأننا لن نفترق مجددا

ابتسمت السيدة کیم بسعادة و حينها أتى الطبيب قائلا بمزاح : اخيرا استيقظت الملكة النائمة كيف تشعرين الآن ?

ابتسمت جيني بلطف فيما السيدة کیم اجابته ببداهة : بخير على الاقل تنفسي عاد طبیعیا

الطبيب بثقة : و سیبق طبیعیا لقد تخلصنا من  ثقب قلبك و قمنا بسده بشكل نهائي انتي الآن سليمة تماما

ابتسمت كل من السيدة کیم و ابنتها بسعادة ثم التفتت جيني نحو الطبيب تسأله بجدية : متى يمكنني اخراج امي ?

الطبيب بثقة : سنجري لها بعض التحاليل الاخيرة و يمكنكي اخراجها غدا صباحا

ابتسمت جيني بسعادة و حينها سمعت صوت فوضى قادم من الخارج فتحدث الطبيب بحدة : انه السيد تاي أقام القيامة بسبب لا شيء سأذهب لأرى ما فعله الآن

ادار ظهره و غادر الغرفة فيما جيني بقيت مكانها شاردة في الفراغ بنظراتها الحزينة بعد ان سمعت اسم تاي

في هذه اللحظة كان تايفي غرفته يرتدي ملابس المستشفى وكل شيء محطم في الارجاء, يحمل في يده قارورة السيروم وهو يقول بصوت غاضب مرتفع بالتزامن مع رميه لقارورة السيروم بعيدا : قلت لكم اين جيني احضروها الي

الممرضات واقفات جانبا مرتعبات منه و حينها اتى اليه الطبيب ليقف جانبا يحدثه بحدة : سيد تاي لا تفعل ذلك اهدأ

تاي بغضب : لن اهدأ حتى تأتي جيني او تدعني اذهب اليها

همست الممرضة في اذن الطبيب بهدوء : ظننت انه والد الطفل الذي تحمله جيني في بطنها و سيفرح كثيرا ان علم عنه لكن جن جنونه هكذا

نظر لها الطبيب بازدراء ثم التفت نحو تاي يحدثه بجدية : الآنسة جيني عند والدتها الآن ستأتي اليك لاحقا

تاي بغضب : اخبر ممرضتك الحمقاء اذن انها آنسة و ليست حامل

قاطعه دخول جيني قائلة بحزم : و لكني حامل حقا

اتسعت عيون تاي بصدمة فيما الطبيب سحب نفسه بهدوء و غادر الغرفة برفقة الممرضات ولم يبق سوى تاي و جيني واقفين مقابل بعضهما على بعد مسافة خمس اقدام تقريبا

كان تاي ينظر لها بصدمة فيما نظرات جيني ملؤها الثقة و التحدي

______________Sheitana23__________

عاهرتي الخاصة ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن