٣

621 8 0
                                    


يبدو انني غفوت قليلا ..اختفي الالم الذي شعرت به اخر مرة ..داعبت انفي روائح عدة ..هنالك رائحة من بينهم مألوفة لدي ..رائحة القهوة ..نعم القهوة ..انها قهوة ..المقهي علي الشاطي..هل انا هناك..اين العم عثمان اذن ..اين ذلك النادل الذي يجلب لي القهوة بدون ان اطلبها ..لا اري شيئآ الا الظلام .. ولكن رائحة القهوة ما ذالت عالقة ب أنفي ..احاول فتح عيناي لم افلح لعدة مرات ..استجابت اهدابي هذه المرة لمحاولاتي..نظرت يمينا حسنآ النافذة مفتوحه..ابريق من القهوة يتصاعد بخارها..بجانبها فنجانان ..كأن هنالك موعدآ لشخصان معها ..نظرت شمالا الكثير الكثير من الاجهزة ..تعالت اصوات احد الاجهزة لتعلن بعدها وصول جمع من اولئك الذين يلبسون المعاطف البيضاء..ارتسمت علي وجوههم شبح ابتسامة عندما وقع نظرهم علي .. تفرقو منهم من امسك يدي يتفحص انسياب المحلول المائي الي جسدي .. واخر ينظر الي الاجهزة علي يميني .. واتجه اخر ينزع جهاز الاوكسجين عن فمي بعدما تبادل عدة عبارات بالانجليزية مع اخر .. لم استطيع تحريك جسدي بالكامل ..لم استطيع ان اتكلم ايضا ..راسي ايضا لا يتحرك.. فقط عيناي تجوب المكان تتحول من وجه الي اخر.. ي الهي م هذا لما لا استطيع التحرك.. اردت ان اصرخ اين امي ..اين رائد ..رائد اريد ان اراه .. تبحث عيناي عن اجابة ف اعينهم لكني لا اري شيئآ غير شبح ابتسامه لا اتبينه جيدآ ..تقدم احدهم مني قائلا "لو سامعه وفاهمه اللي انا بقولو غمضي عيونك وافتحيها" ..نظرت اليه وفعلت مثلما قال .. اخذ نصف التفاته الي زملائة ب ابتسامه تبينتها لانه يجلس بالقرب مني .. اردف قائلآ "ف الوقت الحالي م ترهقي نفسك م حتقدري تتحركي ويمكن م تتكلمي قبل شهر او شهرين بس انك فتحتي عيونك ومؤشراتك كويسه دي حاجه بتبشر بالخير "لم استطع الرد عليه ..اكمل قائلا "حتصل ب اهلك عشان يجو يشوفوك 😊والحمد لله ع سلامتك وانشالله تتحسني ف اقرب وقت " ف ثواني اصبحت الغرفة كما اعتدت عليها فيما مضي بيضاء باردة باهته برائحه اصبحت اشمئز منها .. لا يوجد م يشغل تفكيري غير رائد .. نعم رائد .. يا الهي اتمني ان اتحدث فقط ل اقول لهم ماذا حدث لرائد .. تدفقت دموع غزيرة من عيناي😭اغمضتهما لبرهة .. شخص يقف بالقرب مني يتحسس الاجهزة الموصوله بجسدي امراءة ترتدي لباس زهري اللون ..تبينت من ملامحها علامات الجمال..اهدتني ابتسامه وهي تنظر الي وتحول نظرها بيني وبين الاجهزة .. تحول نظري الي باب الغرفة يقف رامي ورهف ..هل هذا حقآ رامي لا لا يمكن ان يكون هذا هو اخي تحولت بشرته من سمراء الي سمراء داكنة ..عيناه حولها سواد باهت ..شعره الذي يهتم به ملقي علي جبهته ب اهمال ..لحيته يبدو وكانه لم ينظر الي نفسه من سنين .رامي هل هذا انت مالذي حدث لك .. يالهي لما لا استطيع الكلام هنالك الف سؤال وسؤال يدور ف راسي اهمها ..رائد .. رائد ..نعم ..رامي مالذي حدث لرائد ..رامي لما لاتسمعني..رهف انتي اجيبيني ..اين رائد .. هل خرج من غرفة العمليات .. رهف .. اختي ..لما عيناك زابلتان هكذا .. اين مستحضرات التجميل التي تعشقينها ..مابهما عيناك لما هءه الدموع ..نظرة انكسار لم اعهدها فيك .. قولي لي اين انا .. اين امي .. نعم امي اريد ان اراها .. امي ستفهمني ستسمعني ستجيبني عن كل اسألتي .. احسست بشي رطب علمت ان دموعي خانتني مرة اخري .. اغمضت عيناي لبرهة .. فتحتهما .. ماذا ..هذه امي نعم انها هي😍اقتربت امي والدموع ف عيناها .. امي تبكي .. مالذي يحدث .. امي تلك المرأة الثابته الصابرة المحتسبة القوية ..تبكي ..لم اري دموعها منذ مدة طويلة .. امي ماذا حدث ..لماذا تبكين ي قلبي ..انت لا تبكين الا لشئ يؤلمك وبشدة .. مالذي يؤلمك ي قلبي..لاتبكي ي امي ..عيناك لايليق بهما البكاء..انت لم تخلقي الا للسعادة .. تبآ لكل شي وليذهب العالم الي الجحيم م دمت اري ف عيناك الجميلتان حزنا..او دموعآ.. تحدثي الي ي قلبي ..قولي لي م يحذنك لا اطيق استمرارك ف البكاء وكأنك تنوحين علي ميت ..يؤلمني ي امي قلبي يؤلمني دموعك تحرق داخلي ..رهف رامي..لما تقفان هكذا وامي تبكي ..الا تريان دموعها .. كيف تسمحان للحزن بالتسلل الي قلب امي .. كيف تدعان دموعها تنسكب هكذا من دون عقاب لمن احذنها..رامي م بك بت لا اعرف كيف تفكر .. لماذا تقف ولا تحرك ساكنا .. رامي ..رهف ..امي .. تحولت عيناي الي مدخل الغرفه ..شخص يجلس علي كرسي متحرك ..ماذا..رياض..اخي..ماذا تفعل ..لم تجلس علي كرسي متحرك..رياض اجيبني ..امي انتي اجيبينني ..اصبحت اقلب بصري بينهم لاسمع همس امي بعد ان قبلت جبيني"سلامتك ي قلبي الف سلامه..حرقتي قلبي عليك ي بتي ..الحمد لله ربنا م خيب املي واستجاب دعواتي .. الحمد لله ع كل حال ..الحمد لله ي بتي .."اقترب رياضي بعد ان ساعدة رامي علي النهوض والاستناد عليه واجلسه بالقرب مني ..رياض ..اخي تحدث معي قل لي مالذي حدث.. م بك اصبحت هذيلا ..الا تأكل ..ام لانك خائف من الامتحانات النهائية .. والكرسي المتحرك هذه احدي مزحاتك.. اليس كذلك..اي مذحة هذه ي رياض ..رياض م بك تنظر الي هكذا.. قل شيئآ .. بإنحناءة منه قام بتقبيل يدي اليمني التي يجلس بالقرب منها ..اقتربت رهف ووقفت بالقرب من امي بعد ان همست لها بعدة كلمات ..اتجهت إلي وقامت بتقبل جبيني انسابت دمعه ساخنه من عينيها وسقطت علي جبيني .. رهف لم تبكين .. انا بخير ..فقدت اختبرت كل هذه الاشياء من قبل ..لست خائفه علي نفسي .. ولكن رائد .. رهف دعك من البكاء اين رائد .. تساقطت دموعي وراء بعضها ..مسحتها رهف ب اطراف ثوبها .. وابتسمت ..نعم ابتسمت ..رهف اخيرا انصتي الي م اقول .. حسنآ اجيبي ..ابن رائد ..رامي قام ب ارجاع رياض الي مقعده اتجهو جميعهم الي باب الغرفه .. ماذا .. رهف ..لم لا تريدين الاجابه علي سؤالي ..امي ..ستتركينني هنا ..امي ..لا تفعلي هذا .. رامي .. لم اصبحت هكذا .. رامي ..اجبني .. رهف..رياض ..لما انتم صامتون ..لاتتركوني ..ابقو معي .. اغلقو الباب خلفهم وتركوني.. اسيرة لافكاري واسئلة لن اجد لها جواب .. تزاحمت الافكار ف راسي .. ياالله انقذني مما انا فيه ..

..

لا اجد م افعله غير التفكير ..والكثير الكثير من الافكار السيئة تذدحم ف مخيلتي.. لما اصبحت الحياة هكذا ..منذ وفاة ابي كل شي اصبح باهتآ .. دواخلي لم تعد كما هي كيف كنت قبل هذا ..حقآ لا اذكر ..كل م اذكره تلك الاشهر التي قضيتها اتنقل من السرير الي الكرسي المتحرك علي يدي رامي او رائد ومنها الي احدي الغرف التي تتكاثر فيها الاجهزة الطبية ..حقآ لا اذكر مالذي حدث ..ولكن اذكر اللحظة التي خرج منها طبيب قائلآ لي"الدوام لله ".. معلنآ بذلك بداية الانكسارات بدايه الدموع من وقتها ابتدأ الحزن بنصب خيامه بالقرب من قلوبنا .. ابي لقد رحل ابي .. م ذلت اسأل نفسي الي هذه اللحظه لم اختارني ذو المعطف الابيض من بين عائلتي لكي يذف الي خبر رحيل ابي ..ربما لاني كنت ثابته حينها ..او ربما لأني لم اسمح لطيوف الافكار السوداء التي راودت عائلتي ان تغذو عقلي ..تلك الافكار التي كانت تجعل امي تبكي منذ ان اتي اتصال هاتفي الي رائد "صاحب التلفون ده كان ف حادث ونقلناه مستشفي ..." تلك الافكار التي تجعل رائد ينهار من وقت الي اخر .. ورهف تسقط مغشيآ عليها .. ورامي ينوح ب اعلي صوته ،،او ربما لانه رآني عندما اتجهت الي كل واحد منهم اسب والعن تصرفاتهم هذه واقول ب صوت منهك"مالكم هسه قال ليكم مات ..ابوي م حيخلينا وانتو عارفين كدة ..) منذ ذلك الوقت واصبحت اكره ذوو المعاطف البيضاء ..نعم اكرههم ف كل مرة اقابلهم فيها يحدث شي سئ.. والان تركت رائد بين ايديهم ..رائد ..قلبي ..لن يتركنا رائد ايضآ ..نعم سيبقي بجانبي ..لكني لم اجده عندما استيقظت هذه المره ..لم يحتضنني بحنان كمان فعل ..لم اشعر بلحيته تلامس جبيني كلما احتضني .. رائد ليس هنا .. لم يحملني بين يديه وخلفه امرئتان تجران الاجهزة الموصولة الي جسدي ويقول لهم سأدعها تري البحر من الشرفه المجاورة لغرفتها .. نعم رائد ليس هنا .. لكن دموع امي واخوتي ..هل رحل رائد ..لااااااا يمكن ..كيف ستكون حياتنا ..

شعرت انني قد نمت مدة طويلة .. ولكني م ذلت ف هذه الغرفة ..تجول نظري من السقف الي الزوايا ..لا انها ليست الغرفه التي كنت فيها اخر مرة .. م بهم هؤلاء هل ابتدأت رحله التنقل من غرفة الي اخري ..كما في الماضي ..لكني لم ار رائد وهو يحملني بين يديه ..ولم أر ورامي بقف بالقرب من الكرسي المتحرك ليقول له رائد لن اجلسها فيه ساحملها الي غرفة الفحص..لكن هذه المرة فقط غفوت لاستيقظ واجدني انتقلت من غرفة الي اخري ..هل يلعبون معي بمعاطفهم البيضاء القبيحة .. حركة تصدر من باب الغرفه احدهم يهم بالدخول ..مقبض الباب يتحرك.. دلف الي الداخل شخص ذو لباس رسمي ..اخيرا سأري شخص غير اصحاب المعاطف ..لكن من هذا ..لا اراه جيدا من علي البعد ..انت ي هذا..اقترب .. ماذا ..هل م ذلت عاجزة عن الكلام الي الان ..لايهم فقد اعتدت الوضع ..والان من هذا ..اقترب واضعا اجمل ابتسامه رايتها ف حياتي وبعدها خرج .. من هذا .. رايته من قبل لكن اين ..اين؟؟ عاد بعد قليل ومعه ذو معطف ابيض ..حسنا..عقدت حاجبي.. انت مرة اخري الن تدعني وشأني ..تبادل عدة كلمات بالانجليزية .. اقترب مني قائلا "ريماس ..انتي ريماس..متذكرة اسمك" .. م به هذا الغبي كيف لا اتذكر اسمي هل هو احمق ما .. لم يكن ينقصني سوي ان استيقظ هذه المرة لاجد غريبان يسألانني عن اسمي ..قام بفتح عيناي ونظر فيها الواحدة تلو الاخري..حول نظرة الي الاجهزة واتجه يتحدث مطولا مع الاخر الذي كانت تعلو اساريره ابتسامه .. خرج ذو المعطف الابيض ..تنفست الصعداء"خروج بدون عودة "كما تقول امي .. اقترب مني يرتدي بدلة رسمية لكن تنقصها ربطه العنق .. ههه اسخر من نفسي هل هذا وضع يجعلني الاحظ هذه التفاصيل الصغيرة ..ولكن اي تفاصيل هذه لطالما اهتممت بالاناقة هذا الرجل تبنع منه ثقه وغرور مفرط يجعل عيناك تبحث عن اي شئ يكسر غروره

يتبع.....

و انت البعض الأجمل منيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن