انهيار وقلق 32

2.2K 138 3
                                    

الفصل الثانى والثلاثون

🌴🌳🌲 حب فى الارض الغريبه 🌲🌳🌴

تحركوا جميعا خارج الكوخ بعد ان اطمئنوا على ان العجوز فى غيبوبته ... وبعد ان قيدوه فى السرير وكممو فمه حتى لا يستطيع الصراخ والاستنجاد بأحد وتركوا ساجد بالكوخ معه اولا لانه ليس له مكان اخر وايضا لانه لابد من بقا احد معه ... ولحتى يستعدوا للمغادره

تحرك يسرى الى الكوخ الخاص به وجد منى تجلس فى توتر واضح وعندما لمحته يدخل من الباب وقفت سريعا على قدميها سائله

- ماذا حدث يسرى ... ارجوك اخبرنى ؟

- لقد قمنا بتخديره وتقيده بذلك الكوخ الخاص

صمت قليلا ثم اضاف
- هل كنت تعرفين شئ عن ذلك الكوخ ؟ هل ذهبتى الى هناك ؟

ظلت تنظر اليه فى صمت ثم قالت

- لم اسمع عنه الا منك انت . ولكن ماذا يوجد بذلك الكوخ ؟

ظل مطرق براسه قليلا ثم قال
-سوف احكى لك كل شئ ولكن ارجوكى تماسكى .

اومئت بنعم ... وقام هو بسرد ما حدث معهم وكل ما اتفقوا عليه

كان مع كل كلمه ينطقها يسرى كانت عيناها تتسع فى صدمه وصدرها يعلو ويهبط فى سرعه عاليه لتستطيع التنفس وعندما انتهى كانت دموعها تغرق وجهها ظلت تنظر اليه تنتظر ان يكذب كل هذا الكم من البشاعه التى اكتشفتها فى والدها مثلها الاعلى .أمسكت يده فى رجاء قائله

- ارجوك قل ان كل هذا كذب وافتراء قل انك تكره وتريد به السوء ... ساصدقك واسامحك قل ان مثلى الأعلى لم يكن بتلك البشاعه والانحطاط .... قل انه لم يفعل كل هذا ... قل انه لم ياتى بأخ لى من الحرام ويهينه ويذله بهذه الطريقه البشعه .. قل انه لا يستغل البنات الصغار لأغراضه الدنيئه .... قل انه لم يستغلنا جميعا واتى بنا الى هنا لأغراضه الشخصيه المريضه فقط ارجوك يسرى ارجوك

وانهارت من البكاء لم تستطع قدماها ان تحملها فسقطت تحت قدميه اشفق عليها وانحنى على ركبتيه يحتضنها ويريت على كتفها ولم يجد من الكلمات ما يهون عليها بها

فى نفس الوقت كان الفريق كله مجتمع فى كوخ احمد حتى يسمع خالد معهم ما حدث ..... اخبروهم بما حدث .. وما اتفقوا عليه وحينها هبت نادين على قدميها فى عصبيه
قائله
- لن تذهب بمفردك ... سوف اذهب معك .
وقف عماد امامها قائلا

- نادين انا ذاهب لاجد طريق للعوده للوطن .. انت هنا فى امان .... زايد واحمد وخالد وايضا يسرى ... وكل سكان المغاره . بعد ان يعرفوا ما فعله ذلك النذل كلهم سيقفوا فى وجه فى اسوء الظروف ... لكن رحله البحث هذه لا اضمن مخاطرها ... وماذا سنقابل فيها ... وايضا اذا حدث معنا شئ انتم الامل سوف تكملوا من حيث انتهينا نحن

- ماذا تقول عماد ... سوف تعود وبدل من ساجد انا اذهب معكم هو صغير السن وليس لديه خبره

-لابد من وجود ساجد وليس لصغر سنه لا نستغل قدراته وكل طاقه الغضب التى بداخله ... وايضا هو يستحق ان ينسب له فضل وجودنا لطريق النجاه من تلك الارض ... بعد كل ما لاقاه من ذلك القزر
تكلم زايد قائلا
- اجلسى نادين ودعينا نتحدث فى المهم
جلست وجلس عماد ايضا وقال
- ما الذى يقلقك زايد

تنهد زايد بصوت عالى واعتدل فى جلسته قائلا

- هل تدرك كم الاشياء التى اكتشفناها كم الاشياء الخطيره
هل تدرج ان هذا رجل كان يخطط ويدبر ... كان يتعامل مع كل تلك الاشياء الضخمه بالخارج .... هؤلاء الاقزام ... وطريق العوده للوطن وجعل من نفسه ملك وله جوارى وعبيد .. وجعل نفسه متحكم فى حياتهم ... ويقتل منهم بدم بارد ....هل تعتقد اننا سنجد ذلك الطريق بتلك السهوله .... ولا تنسى انه و بطريقه غير مباشره سبب وجودنا هنا

قاطعه عماد قائلا

- انا افهمك زايد واتفهم قلقك ...ولكن هل لديك حل اخر ... هل ستستطيع ترك كل هرلاء الناس هنا والعوده كما جئنا وحدنا ... اعتقد ضميرك لن يسمح لك
ومهما كانت المخاطر ومهما كان ما سنقابل اعتقد ان السبب كبير ومهم .... والغرض نبيل وانقاز هؤلاء الناس الذى ادخلهم ذلك القزر فى لعبه ليس لهم فيها ... وليس لديهم طاقه لمواجهتها وحدهم ...لهدف واساس لنعبر كل مخاوفنا وننساها ... اليس كذلك
وافق الجميع على كلام عماد حين اكمل قائلا

- والان لابد ان استعد للذهاب ... زايد لا تنسوا ذلك الرجل لابد من وجود مراقب له ... وليس شخص من سكان المغاره لانهم اضعف من ان يقفوا امامه .... انت او يسرى او احمد ... ومعكم ايضا مازن ومصطفى .لا تنسى كلامى

وتحرك الى الغرفه ليغير ملابسه ... ليبدوء فى رحله البحث عن طريق النجاه.

فى ذلك الوقت كان ساجد واقف عند باب غرفه العجوز الخرف ينظر اليه فى غضب يحاول السيطره عليه ... كم يريد ان يقتله بيده .... كم يكره ..... يتذكر الان كل لحظه عاشها بجواره كلمات امه قبل موتها .... نظراته التى تشعره بدونيته .... كم اذله واهانه ... لم ينطق اسمه الا قليلا كان دئما يناديه ابن العاهره ونسى انه من غوى فتاه صغيره ليجعلها عاهرته ..... كم ركع امامه ... كم من مره قبل يديه وقدميه ليس لانه والده ولكن ذلا ومهانه واستعطاف ... كم من مره كان يجعله يقف يشاهد ماذا يفعل مع البنات الصغار على سريره ... كم ذلك مقرف ومقزز ... كم يتمنى الان ان يضع يديه الذى طالما قال له عنهم انهم قذرتين ويكتم انفاسه.... تقدم الخطوات التى تفصل بينهما بسرعه وغضب والان هو يضع تلك اليد القزره على رقبته . الان حياته بين يديه .. سوف يقتله ... ويخلص حق امه .. سوف يقتله وينتقم لكل يوم من معاناته ... سوف يقتله

حب فى الأرض الغريبه بقلم ساره مجدىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن