88

56 7 0
                                    

" رائحة الموت تحلق في الارجاء ،
أيمكنك ملاحظتها ؟
أولم تكن تشتهيها و بشده ؟
لقد كانت قريبة للغاية ،
قريبة لدرجة تملكها لمن كان بجوارك تمامًا دونك ،
اوتذكر ذاك المكان ؟
لقد كنت تقف هناك يوميًا ،
و في اليوم الذي أمتنعت عن الذهاب ،
فاحت تلك الرائحة من جديد ،
لتبتلع الأخضر و اليابس ،
لتمتزج برائحه الدماء الشابة ،
تلك الدماء التي كنت تشاركها ذات الطريق يوميًا  ،
لتلتقط تلك الأرواح ،
تلك التي لا تفرق عنك شيئا بل و قد تمر بجوارها دون الانتباه لذلك حتى  ،
لترحل مع اولائك الغرباء ،
الذين استبدلوا مكانك لليوم ،
لتدرك بذلك كم أنت مخطيء ،
فذلك الخوف الذي سيطر عليك عند معرفتك بذلك ،
يؤكد كونك جبان فحسب ،
أنت لاتريد الموت لا تنكر ذلك !
أنت فقط طفل باكي يريد جذب الانتباه دون طلبه ؛
أنت تريد الهرب فحسب ،
فلم يأتي ببالك سوى دعوة الموت للحضور ،
و لكنك يا صغيري لم تعلم كم أنه كريم ،
كريم للحد الذي يجعله لا يرفض دعوة أحد ،
ليلبي دعوتك بأمتنان ،
و لكنك لم تكن هناك في الميعاد يا صغيري ،
و الأن ،
فقط انظر حولك لترى كم كان قريب منك ،
و لتفكر جيدًا ، كيف أنه فضل اصطحاب من لهم قيمة عنك في عينيك و تركك !
الازلت لا تدرك ذلك ؟
لا تدرك كم أنك طفولي ؟
و ليت كلماتي تلك تفيقك ،
بل أعلم انها  ستزيد من نحيبك فحسب ،
يا طفلي العزيز ،
فقط دعك من البكاء و لتعدني الأن ؛
لتعدني أنك لن تقوم بدعوة ضيف ما ليخلصك من مهامك مرة اخرى ،
و خاصة و إن لم تكن كفوء لملاقاة ذاك الضيف ،
حسنا صغيري ؟ "

تَشَتُّت | Dispersion حيث تعيش القصص. اكتشف الآن