" كسائق الشاحنات الثمل ،
فضّلت أن أقود بطريق جبلي وعر ،
بدلًا من طريق ممهد ،
واثقًا بقدرات قيادتي ،
شاعرًا بهدوء دواخلي ،
مخبرًا الجميع بإحترافيتي ،
فكم من مرة فعلت ذلك و نجوت بسهولة ،
مخبرًا الجميع كم أنني أفضل ذاك الطريق رغم وحشته ،
مفضلًا إياه لأنه يساعدني على إيصال شحنتي بالموعد المحدد رغم بدأي لرحلتي متأخرًا عن جميع المنافسين ،
هو غير ممهد إطلاقًا ،
و لكن ذلك عادل بما فيه الكفاية للكسلاء أمثالي ،
فكم من سائق سار نهجي ،
لقد كُنا كثر بحق ،
و لكن ما العمل الأن ؟
فشحنتنا هذه المره هي آمال وأحلام الكثيرين ،
و دعني انبهك لكونها حمولة ثقيلة و ثمينة ،
أثقل مما قد يتخيلة عقلك السطحي يومًا ،
و ثمينة لتلك الدرجة التي جعلت الجميع حريصين على إيصالها سالمة .
مفضلين بذلك خوض الطرق الممهدة و الأقل خطورة ،
و ياليتني سرت نهجهم ~
فبعد كل شيء ،
لم يكن يتوجب علي الثقة بقدراتي لذاك الحد ،
فهي مكتسبة من قيادة سيارات تصادم مدينة الألعاب في المقام الأول ،
و الكارثة هنا لا تقبع في كونها سيارات أطفال خاصة بمدينة الألعاب ،
بل لكونها سيارات تصادم ،
فلا مكان للحرص هناك ،
فلا مكان له لدي .
و هذا ما فطنت له و أنا هنا ؛
مُقبِل على حافة الجرف ،
يؤنسني برحلتي مناخ رعدي عاصف ،
ربما استنتجت الأن كم أنا متأخر في ذلك ~
لتهاجمني تلك الأصوات ،
لتزيد من أهتزاز قبضتي المثبتة على مقود شاحنتي المهترئة ،
سائلة عن ماهية تمكني من السيطرة على شاحنتي ؛
تمكني من إنقاذ حمولتي .
و لأصدقك القول ؛
أنا لا أملك إجابة لها ،
بل أنا لا أعطي لعنة لكوني السائق ،
لا أعطي لعنة و إن أدى سقوطي من أعلى الجرف إلى تهشيم عظامي ،
أنا لا اؤمن بكوني قد أندم قيد أنملة على ذلك ،
و لكنني واثق من ندمي أشد الندم لخسارة تلك الشحنة ،
فقد كانت أثمن ما سأحمله يومًا " .
أنت تقرأ
تَشَتُّت | Dispersion
De Todoابتعِد ايها الصغير صاحب الحُلم الزهري لا مكان لكَ هُنا .. فهذه الكلمات واقعية لدرجة قد تخيب آمالك الصغيرة لذا اذهب و استمتع في عالمك و عندما تبتلعك التعاسة عندما تشعر انك محطم كليًا تعال إلي عندها فقط ستتفهم كلماتي تِلك ~