149

30 3 0
                                    

"لا شك أن عدم إطلاع أحدهم على هويتك الحقيقة أمر في غاية الروعة  ،
فهم يرون فقط ما تسمح لهم برؤيته،
يحكمون على الأشياء من منظورك ،
و يلقون على سمعك كلمات ترغب في سماعها،
لكن تذكر أن الحياة لا تستمر بتلك الطريقة يا عزيزي،
فأنت لا تحيا داخل خيالاتك تلك.
و حينما تهاجمك صفعات واقعك المؤلمة،
لن يتسنى لك الأستنجاد بأحدهم ،
فمن سيصدق أن ذلك هو واقعك على كل حال  ؟
فأنت لم تريهم هذا الجانب منك من قبل،
لذا لن تتمكن من الشكوى يا صغيري،
لن تتمكن من الاستنجاد بأحدهم،
و لن يأتي أحدهم ليمسح دموعك الجارية،
لن يطيب أحدهم خاطرك،
و لن يعالج أحدهم ندوبك التي تستمر في النزيف بشكل متكرر،
أنت وحدك من شعرت بألم تلك الصفعات،
و أنت وحدك من يشعر بأثرها على وجنتيك الأن،
لذا دعني أراك تتظاهر مرة أخرى بعكس ذلك الواقع ،
تبتسم برسائلك حتى تنطفيء تلك المراسلة ،
لتصدم بأنعكاسك،
حيث تراك تبتسم بين دموع منهمرة من عيون دموية اللون كمختل ما،
لنكن صريحين أنت مختل بالفعل،
فمن ذا الذي يبتسم و يجري محادثة فكاهية ،مرسلًا العديد من الوجوه الضاحكة، ملقيًا بنكات سخيفة بعد مشاحنة كالتي خضتها للتو؟
لا يمكنك لوم أحدهم سواك.
فأنت لن تجد من يسمعك ما ترغب في سماعه الأن ،
كلمات المواساة تلك،
أنت لا تستحقها.
لذا لا تتوقع أن تستمع لأي منها،
فأي جروح تملك أنت؟
تذكر جيدًا أيا طفلي الباكي ،
فأنت بنظرهم خالٍ من أي منها.
أرأيت كيف أن كونك بذلك الزيف أمر رائع ؟
رائع للغاية. "

تَشَتُّت | Dispersion حيث تعيش القصص. اكتشف الآن