بعد مرور عدة أيام :
كان قيصر عائدا من العمل ، صعد إلى الغرفة التى بها ليال ؛ فوجدها تجلس في صمت، و تجلس الى جوارها إحدى الخادمات التى كلفها قيصر بالبقاء مع ليال .
جلس قيصر الى جانب ليال و سألها بأبتسام : كيف حال صغيرتى اليوم؟
لم تجبه بل لم تتغير تعابير وجهها الجامدة .
شعر قيصر بالقلق .. ماذا حدث؟! لقد كانت حالتها فى تحسن ، كانت تبتسم و تتحدث حتى لو قليلا .
قيصر : ليال .. ما رايك أن تخرجى إلى الحديقة .. الجو جميل فى الخارج يا جميلتى .
ليال : لا اريد
تنهد قيصر بيأس ثم قال : حسنا .. اسمحى لى صغيرتى سعود حالا .
تركها و ذهب لتغير ثيابه ، و اتصل بال طبيبة النفسية لها
لم تمضي لحظات الا و سمع قيصر صوت الخادمة المذعور و هى تصرخ قائلة : سيد قيصر ، لقد أذت السيدة الصغيرة نفسها ، اسرع ارجوك .
ذعر قيصر مما قالته الخادمة ، فركض سريعا الى غرفة ليال ليجدها تمسك سكين الفاكهه بشكل عكسي و يدها مليئة بالدماء ، اخذ منها السكين ، و صرخ فى الخدمة أن تحضر علبة الاسعافات الاوليه.
امسك قيصر بكف ليال فرأى الجرح فى باطن يديها .
أحضرت الخادمة علبة الاسعافات ، فأخذها قيصر و بدأ يعقم الجرح بيد ليال و لفه بالشاش الطبى
كانت ليال تبكى بصمت دون إصدار اى صوت .
امر قيصر الخادمة بأخذ كل تلك الأشياء الملطخة. بأثر الدماء .
لاحظ دموع ليال ، فضمها إليه و حاول انك يهدئها .
ابتعدت ليال عنه قليلا و قالت : داعنى ...اريد الذهاب لـ أمي !
قيصر : ارجوك اهدئ قليلا لا داعى لهذا كل شيء سيكون بخير
ليال : لا اريد البقاء ... داعنى اذهب .. وجودى ليس مهما
تكلم قيصر بهدوء قائلا : صغيرتى .... جرح نفسك بأداة حادة فى محاولة إنتحار أصبح شئ ممل و قديماً .
ضحكت بسخرية قائلة: لا بأس المرة القادمة سألقى نفسي من مبنى عالى أو انتحر رميا بالرصاص .
إبتسم قيصر بغموض و قال : كل تلك أصبحت اشياء تقليدية و مملة ، ما رايك أن نجرب طريقة جديدة ... مثل الصمود و البقاء فى هذا العالم ، المقاومة و تلقى الصدمات بثبات حتى لو كانت مميتة .. بإختصار البقاء على قيد الحياة طريقة امثل للانتحار ... ما رايك أن نقف على حافة العالم و نراقبه من بعد ، نقف و ننظر إليه من بعيد نتابع هذا السيناريو القديم المهترئ عديم الفائدة و نضحك بسخرية على هذا النفاق .. جميعنا نعرف حقيقة هذا الكوكب الحقير ، لكن قليل منا يعترف بها .. فما رايك يا صغيرتى ؟
نظرت له ليال نظرات تائهة، ظلت تحدق به بعض الوقت ثم فى النهاية ألقت بنفسها بين أحضانه و عادت تبكى بشده .
ضمها إليه قائلا : لا بأس يا صغيرتى .. لتبكى كما تشأين .. لن يفيد الكتمان .....
°°°°°°°°
بعد مرور شهر :
حالة ليال النفسيه قد تحسنت جدا ، و عادت ليال لطبيعتها و ل روحها المرحة الطيبة التى كانت عليها قبل كل ذلك البؤس الذى مر فى حياتها ، ظهرت فتاة أخرى أو بالأصح طفلة .. كانت قد دفنت تحت اطلال الماضى
كان كل من قيس و قيصر الى جوارها حتى تعود افضل مما كانت عليه .
كان قيس يماطل فى أمر فتح الوصيه ، متحججا بأعماله و غير ذلك ، لكن السبب الرئيسي وراء ذلك ، رغبته في وجود ليال بذلك الوقت .
،،،،،،
قام قيس بإحضار عدة أوراق تقول إن داغر خير كل ثروته بسبب ديونه المتراكمة و غير ذلك .
*****
ذات يوم في قصر قيصر ...،
وقفت ليال تعدل من وضعية ثيابها ، ارتدت حذائها ذا الكعب العالي وخرجت من الغرفة بكل ثقة .
نزلت درجات السلم و صوت كعب حذائها يرن فى أرجاء القصر .
كان كل من قيصر و قيس ينتظرونها فى الاسفل .
التفت كلاهما الى صوت حذائها الذى دبا بثقة على الأرض
ضحك قيس بهدوء قائلا: يبدو أن أمامنا يوما شاقاً
أبتسمت ليال بثقة و هى تقف أمامهما و قالت : ليس تماما ..، لكن تلك السنوات التى مرت لم تذهب سدى ..
لم يفهم اى منهما ما تعنى فأردفت قائلة: تلك السنوات الماضية لا احد يعلم عنها شيئا سوانا .. و اظن أنه حان الوقت المناسب لتصفية الحسابات القديمة ... أقسم أنها ستدفع الثمن غالياً جدآ .
قال قيصر : اووه تمهلى قليلا ايتها الشريرة الصغيرة لا داعى للعنف .
ضحكت ليال وقالت : انا لست عنيفة ، لكن افضل أن اخذ حقى بنفسي
تكلم قيس قائلا : اووه . . يبدو انك تنوين على الكثير ... اذا هيا بنا لا داعى لنضيع الوقت .
---------
انطلق الثلاثة إلى منزل " آل نهيان" .
وصلوا إلى هناك و استقبلتهم الخادمة و جلسوا مع كلا من سموم و المحامى .
تكلم المحامى قائلا بتصنع الحزن : كان السيد داغر رحمه الله اوصانى بفتح هذه الوصية ....
قاطعه قيس قائلا بإدعاء التعجل : من فضلك أقرأ الوصية و أخبرنا بالمطلوب لتنتهى
تنحنح المحامى قليلا ثم بدأ يقرأ الوصيه - المختلقة ، التى كتبها مع سموم و وضع عليها امضاء داغر - بعد أن انتهى قال : حسنا اذا يا سادة كما فهمتم من الوصية كل املاك السيد داغر أوصى بـ كتبتها بأسم السيدة سموم .
نظرت ليال لقيس بضحكة ساخرة و بادلها نفس النظرة .
قال قيصر : اذا لم لا تحدد يا حضرة المحامى موعد آخر ، تكون قد أحضرت فيه الاوراق اللازمة .
قال المحامي : لا بأس اذا لنا موعد آخر .
انفض المجلس و خرج كلٌ من ليال و قيصر و قيس .
تكلمت ليال قائلة : كنت واثقة من هذا .. اتفقت مع المحامى لتزوير وصية ب توقيع أبى لتحصل على المال ... الأمر ليس غريباً هى فى الأصل تزوجته من أجل المال .تكلم قيس و هو ينوى المغادره : حسنا اذا .. على الذهاب لدى اعمال مهمه يجب أن أنجزها .. لتعودا و سأتى لكم فى المساء . ، اقترب من ليال قليلا وقال : تعودين لتدرسي و تتوقفى عن العاب الاطفال تلك .
ليال بطفولية : حاااااااااااضر .
انصرف كل الى طريقه .
&&&&&
عاد كل من ليال و قيصر للقصر
كانت ليال منزعجة مما حدث جدا .
جلست فى حديقة القصر و يبدو الحزن جالياً على وجهها .
رأها قيصر فذهب و جلس الى جوارها وقال: ما بها سعادتى حزينة؟
نظرت إليه و قالت : لا شيء ..
قيصر : بل هناك شيء ... ما بك صغيرتى؟
ليال : قيصر .. لم تزوجتنى ؟
تعجب قيصر من سؤالها : ما مناسبة هذا السؤال ؟
ليال : لا مناسبة .. فقط اود ان اعرف .. لم تجبر نفسك على هذا !
قيصر بصدمة: اجبر نفسي !! من قال انى مجبر ؟؟
ليال بيأس : أبتعد عنى هذا سيكون أفضل لك ... صدقنى اخشي عليك منى .. انا متقلبة گ الخريف .. باردة ک الشتاء .. أحرق كل شيء فى طريقى گ شمس الصيف ... انا صاحبة لعنة ... انا حرب مستعرة ليس لها نهايه .. لما لا تفهم ؟!!
إبتسم قيصر لها قائلا : و انا جندى مخلص .. و محارب يعشق الحروب .. لا أترك ساحة الحرب الا منتصراً أو شهيدا ..
ظلت تحدق به قليلا ثم قالت : كيف لم ان تكون هكذا ؟!!!
أبتسم قائلا: لانى هكذا ..... او ربما لأنى أحبك .
تركها و صعد إلى مكتبه ...، و ظلت تحدق فى طيفه الذى اختفى عن عينها .
=======
بعد فترة وجيزة :
قال قيصر لليال : صغيرتى .. لدى بعض الأعمال في مقر الشركة لن أتأخر يا جميلتى .
أبتسمت ليال و قالت : حسنا .، ثم تابعت بصرامة طفوليه : لا تتاخر .
ضحك قيصر وودعها و رحل .
--------------
بعد مرور ساعات كثيرة :
أتى قيس أخيرا ... لكن قيصر لم يأتى بعد
ليال بقلق : لم تأخر !!؟
قيس أتصلت على مكتبه و قالت الموظفة أنه رحل منذ مدة و اتصلت بهاتفه لكنه لم يجيب .
ليال : حاول الاتصال به مرة أخرى .
اتصل قيس بهاتف قيصر مرة أخرى فتلقى جواباً اخيرا .
كانت تعبيرات وجهه لا تبشر بالخير ، اغلق قيصر الهاتف .
ليال بقلق : ماذا حدث !!
قيس : قيصر فى المشفى .
----------------
يتبع ...،
![](https://img.wattpad.com/cover/176597228-288-k417638.jpg)
أنت تقرأ
ليال
Storie d'amore"تلك الطفلة الصغيرة التي عانت فى حياتها ما بين طفولة ضائعة ؛ و مراهقه مشتتة ؛ و شباب اقرب الى المشيب ... تغيرت حياتها بعد عذاب ، فرغم كونها إبنة رجل الأعمال المعروف، و الفتاة الفاتنة الجميلة ؛ إلا أن ذلك لم يشفع لها . " جلست في غرفتها، ارتدت نظارته...