الفصل التاسع عشر
**************مسح على وجهها بحنان فأستيقظت تنظر إليه بتعب
فأبتسم بحنو وهو ينتقل بكفه نحو خصلات شعرها
- مالك يازينه بقيتي تعبانه وبتنامي كتير
فأبتمست بأرهاق
- يمكن عشان الشغل
فداعب خدها بخفه
- انا مش عارف ايه لازمته التعب ده... انتي طلبتي حاجه وانا قولت لاء
فأعتدلت في رقدتها تنظر إليه وهو حانق
- عشان الاستقلال واكون امرأة ليها كيان ومستقله بذاتها
ليتنهد بيأس
- يادي شعارات الستات
فضحكت على تعبيرات ملامحه التي تتغير فور أن يغضب ووضعت رأسها على صدره تسأله
- موضوع نادين وصل لايه... وعرفت حاجه عن الشخص اللي قبلته في لبنان طلع هو حبيبها
فضمها إليه واغمض عيناه يقص لها ما وصل له... لتبتعد عنه وهي لا تُصدق
- يعني هو مش فاكرها ولا هيفتكرها الا لو ذاكرته رجعتله
حزنت بصدق من أجل نادين وتخيلت حالها لو كانت مكانها
ليبتسم وهو يُطالعها بحنان
- ياسلام علي القلب الطيب اللي بيحس بغيره.. يؤبرني الحلو شو حنون
لتضحك بقوة فيضحك معها جاذبا اياها إليه أكثر ينثر قبلاته على وجهها وهي تدفعه عنها بخفه
- كفايه يافريد
ولكن فريد كان في عالمه الخاص الذي يفصله عن العالم كله
...............................................
تأملت نادين صوره بحنان وهي تُلامس ملامحه من خلف شاشة الحاسوب... راقي له أن يكون من المجتمع المخملي.. ازداد وسامه ولكن لم يعد لها... فسقطت دموعها بآلم فالشخص الوحيد الذي أحبته وانتظرته علي امل لم يعد لها
ومر الوقت وهي تُقلب في صوره المعروضه على احد المواقع الايطاليه لتجد له صوره هو وامرأه تبدو في عمر الأربعين... لتُدرك بعد بحث طويل ان تلك من كانت زوجته
.................................................
نهضت نجاة من جانب امينه بخجل بعد أن دلف فارس غرفة والدته... وتحرك من أمامه تخفض عيناها أرضاً لتُغادر الغرفه فألتف فارس نحوها رافعاً احد حاجبيه مستنكراً أفعالها
- هي بتكرهني كده ليه
فضحكت امينه على تفسير ابنها الخاطئ
- ياحبيبي نجاة بنت محترمه وملتزمه وهي مش بتكرهك ولا حاجه ده اسمه حياء وحدود
فأقترب منها فارس بعدما استوعب الأمر
- عايزه تفهميني أن في لسا بنات كده... انا منكرش انها محترمه بس مش لدرجادي ده انا مفتكرش انها رفعت عينها فيا
فداعبت والدته شعره بحنان بعدما انحني يُقبل كفها
- ياريتك تتجوز واحده زيها في احترامها وادابها.. عشان انت ياواد عايز تتعدل بلاد بره غيرتك
لتصدح قهقهته عاليا وهو يستمع لحديث والدته... فدفعته امينه عنها.. فضمها إليه وهو يهتف
- للأسف اختياري للعروسه مش هيعجبك
لتُطالعه امينه مُترقبه
- مين العروسه اللي اخترتها
.................................................
ترك جميع أعماله بعدما هاتفته شقيقته تُخبره انهم بالمشفي ونظرت لزينه تغمز لها
- شوفي شويه تعب اتخض... بيصعب عليا اخويا اوي من اللي بعمله فيه
فأعتدلت زينه في رقدتها على سرير المشفى ونظرت للإبره المغروزه في كفها
- حرام عليكي تقلقيه... ده شويه هبوط عادي اكيد الضغط كان واطي
لتضحك سلمي بمشاكسه
- دلوقتي حرام اومال من شويه اقولك اتصل بفريد تسكتي وتعملي نفسك مكثوفه... يتمنعن وهن الراغبات
فحدقت بها زينه بغل
- ماشي ياسلمي ليكي يوم وهيجي اكيد
وظلوا على تلك الحاله إلى أن أتت الممرضه تزيل عنها إبرة المحلول بعدما انتهى تُخبرهم أن نتيجه الفحص لم تنتهي بعد
واخدت تُهندم من ملابسها وسلمى تُساعدها وتُمازحها لتجد شقيقها يدلف إليهم بفزع ناظراً لزوجته ومن دون كلمه ضمها إليه يسألها بحنان
- مالك يازينه... ايه اللي حصلك
فأبتمست سلمي بسعاده وهي تجد شقيقها يُعبر عن مشاعره دون خجل
- ده شويه هبوط عادي بس سلمي أصرت نيجي المستشفى عند فارس عشان نطمن
فأبعدها عنه يسمح على وجهها بحنو زافرا أنفاسه براحه بعد أن اطمئن عليها... ثم انتقلت عيناه نحو شقيقته متوعداً لها
- أنتي حسابي معاكي في البيت
فأشاحت سلمي عيناها عنه بتوتر
- انا مالي ياابيه ديه هي اللي كانت عايزاك
فحركت زينه عيناها تُخبرها ان تنتظر ردت فعلها حين يكونوا بمفردهما وكادت أن تهرب سلمي من أمامهم الا ان دلوف فارس وهو يحمل التقرير الطبي اوقفهم ليسأله فريد بلهفه
- مالها يافارس.. الضغط فعلا مش مظبوط
فضحك فارس وهو يُطالع نظراتهم
- ضغط ايه.. لا المدام حامل يافريد
لتتسع عين فريد اما سلمي شهقت بسعاده وزينه وقفت تنظر إليهم وهي لا تستوعب الأمر وتساءل نفسها من هي التي حامل
.................................................
اقترب منها بلهفة بعدما رحلت والدته وكلاً من نجاة وسلمى وابتسم كلما تذكر شقيقته وهي تختار اسم الطفل من الآن فتخبرهم تارة بأسماء الفتيات وتارة أخرى بأسماء الصبيه
- لو تعرفي اد ايه انا فرحان
فأعتدلت تنظر إليه فضمها له بحب
- الرابط بينا بقى أقوى دلوقتى يازينه
فأبتعدت عنه تُطالعه وهي شارده فهل وجود طفلا سينهي وعده لها.. سينهي دلاله ورغبته في ارضائها.. مشاعر كانت تجتاحها بتشتت وخوف ودون شعوراً هتفت
- يعني الطفل هو اللي هيضمن وجودي جانبك... يعني خلاص لازم اسكت ومستناش وعدك ليا
فأبتعد عنها فريد مصعوقاً مما يسمعه منها بعدما كان يحتضنها بقوة وحب
- أنتي بتقولي ايه... زينه انتي بتفهمي معني اللي بتقوليه
ونهض من جانبها ينظر لها ولنظراتها الهاربه منه وغادر الغرفه وقد تبدلت ملامحه الفرحه لأخرى منطفئه
وبعد دقائق كان يشعر بها خلفه تحتضنه متمتمه
- فريد انا اسفه.. بس فرحتي ديما ناقصه معاك ذكرى اليوم اللي عرفت فيه بجوازك من نادين لسا محفوره جوايا.. انا اه تقبلت نادين واتعاطفت معاها ومصدقاك بس في حاجه جوايا بتوجعني كل ما بفتكر أني مكنش ليا قيمه عندك ساعتها
فألتف نحوها وقد انطفئت عيناه
- انا ونادين أطلقنا امبارح يازينه
وخطي مُبتعداً عنها لتقف تُطالعه بأعين متسعه
..................................................
دلفت للمطعم بتردد مُتذكرة تلك المُكالمه التي هاتفها بها مدير أعماله يُخبرها أن رئيسه يُريد مقابلتها..الحبيب الذي كانت تركض إليه كي تراه بلهفة الأن تمشي بثقل وشعوراً مضطرب اليه
ووقعت عيناها عليه وهو جالس بوقار يليق به واقتربت منه تُحاول أن تُداري لهفته ولكن قلبها خذلها فنظرت إليه بشوق
فهتف فادي مُتنحنحاً من ثبوتها في وقفتها
- مدام نادين اهلا.. اتفضلي
تردد الكلمه في اذنيها وجلست وهي لا تشعر بجسدها وتنفست بعمق حتى تستعيد حالها المخزي امامه
- مدير أعمالك قالي انك طالب تشوفني
فزفر فادي أنفاسه وتعلقت عيناه بها.. وليته لم ينظر فالحب واللهفه لم يعدوا وكأن من يُطالعها شخصاً لم تراه يوماً
- أنتي نادتيني بأسم واحد اسمه طارق ممكن اعرف مين ده وحياته كانت ايه
فهتفت وهي تتحاشا النظر إليه
- ليه عايز تعرف
فمسح على جبينه وهو يتمنى لو تذكر ماضيه الضائع
- مش يمكن اكون انا طارق فعلا
وبدء يخبرها عن الحادث الذي حدث له منذ ثلاثه أعوام ولم يكن معه حينها اي أوراق...
وشرد في تفاصيل ذلك اليوم الذي استيقظ فيه ليجد سيده جميله وانيقه رغم كبر سنوات عمرها تقف أمامه سعيده انه قد فاق اخيراً..
وأخذت تعتذر منه بشده بلغه كان لا يفهمها إلى أن بدأت تُحادثه بالعربيه التي تجيدها فهي بالأصل لبنانيه
علم انها من تسببت له بالحادث ولكنه كان لا يتذكر اي شئ وكأن عمره قبل تلك اللحظه قد مُحي بالممحاة
ولشعورها بالذنب اعتنت به واغدقت عليه برعايتها إلى أن أصبح بصحه جيده فقرر حينها ترك منزلها ولكنه كان كالضائع عرضت عليه العمل معها لتكتشف انه فنان رائع بالرسم.. وكما تعلم منها العمل كانت تقترب منه أكثر
وبعد سته أشهر من الحادث عرضة عليه الزواج مُعترفه له انها أحبته وتُريده رغم فارق العمر بينهم
كل شئ كان يسير معه بسرعه عجيبه وكأنه في سباق مع الزمن
زواج ثم معجزة حمل ليزا الذي لم تحظى به مع ازواجها الآخرين ومع مرور الوقت نسي انه يعيش بأسم آخر اعطته له ليزا... ولولا لكنته ماكان عرف انه مصري المنشأ ولكن لماذا أتى إيطاليا ومنذ متى ؟ ولمن ؟ لا يعلم
النجاح السريع وظهوره كمصمم جديد في الساحه انساه أنه ليس ذلك الرجل الذي هو عليه الآن فهو ليس ب فادي النويري
تعجبت من صمته بعد أن ردت على سؤاله فقد أخبرته عن اسمه بالكامل والمعلومات التي تعرفها عن أهله.. ف والديه متوفيان ولديه شقيقان من والدته.. فأغمض عيناه ليُركز في حديثها
- بس هي ديه المعلومات اللي عارفاها عني.. طب وانتي كنتي تعرفيني منين
فتجمدت ملامحها وهي لا تعرف بما ستجيبه هل ستخبره انها الحبيبه التي انتظرته ام ستخفي حقيقتها وفي النهايه حسمت امرها
- كنا بنحب بعض
قالتها وهي تخفض عيناها نحو يداها تفركهما بتوتر لتتسع عين فادي بدهشه
....................................................
ألتقطت كف والدها علي فراش المشفى تركت نفسها حره طليقة بروحها المكسورة تستغل غفوته فتخرج له كل مكنوناتها
كان يتظاهر بالنوم ولكنه يسمعها
- الحاجه الحلوه اللي كنت مستنياها ضاعت... معرفنيش قالي ان حبنا كان في الماضي...انت عندك حق انا مشئومه
فضغط عدلي على كفها كي تشعر به فرفعت عيناها نحوه والدموع تنساب على وجنتيها... رغم أنه كان يقول لها تلك الجمله كثيرا الا ان نطقها لها واعترافها بشئ غرسه هو فيها آلمه
- انا وفريد أتطلقنا
أرادت أن تخبره اليوم بكذبتها واوجاعها
- جوازنا زي ما انت كنت شاكك فيه مجرد لعبه مش عشان المشروع .. الشخص اللي كان بيحافظ عليا ليه خلاص بقى شخص تاني
وضحكت ساخره
- بقى رجل أعمال يابابا... مش انت كنت عايزه كده
فأغمض عدلي عينه وقد تجمدت الكلمات على طرفي شفتيه وهتف بصعوبه
- انا كنت بعمل فيكي زي ما اتعمل فيا..وهموت زي ماهو مات
بس الفرق انا سيبته يموت من الآلم على سريره... اما انتي واقفه جانبي ماسكه ايدي رغم كل اللي عملته فيكي حبتيني
وسعل بقوة وهي يُطالعها
- عدلي الزيات القاسي عنده بنت زيك... لو كان عاش ليا ولد يمكن كنت دفعت التمن
بدأت مؤشراته الحيويه تتراجع لتنظر له بقلق... وخرجت راكضه من غرفته تهتف بأحد ينجدها
ووقفت خارج غرفته تلطقت أنفاسها... ليخرج الطبيب المختص بحالته
- لازم نبقى مستعدين.. انا قولتلك وقولتله مرضه ملهوش علاج مجرد وقت مش اكتر
لتهوي علي ارضيه المشفى تبكي بآنين فالمال الذي عاش والدها يُجنيه لم يفعل له شئ حتى في مرضه
.....................................................
من يُصدق أن شهراً مر علي زواجها... رددت اسمه بخفوت وهي تستمع لدرسها في مركز اللغه... لتنتهي المُحاضره فتخرج من المبني الذي تدرس فيه لتجده ينتظرها... رغم مشاغله الا انه لا ينساها
ودلفت للسياره بحماس أصبح يعشقه فيها
- المحاضر قالنا النهارده نتكلم كل كلامنا انجليزي وبلاش عربي عشان اللغه تتحسن اكتر
فأبتسم يوسف وهو ينطلق بسيارته وبدء يتحدث معها بالانجليزيه وكأنه نشرة أخبار.. فكانت تلتقط الكلمات وتفهمها ولكن الصعوبه كانت في الرد عليه فهتفت بصياح
- انت واحد عيشت اغلب عمرك في أمريكا.. راعي أني مطلعتش من ام الدنيا واتكلم معايا بشويش
لتصدح ضحكات يوسف وهي لا يُصدق ان نصيبه كان في نقيضه التام
- أنتي فظيعه ياشهد
فحدقت به بشراسه وهي ترفع حقيبتها نحوه بتحذير
- اتكلم براحه وانا ارد.. عايزه اكون زيك
وبدأت فقرتهم اللغوية بالسيارة لتنتهي في غرفته... لتسير خلفه وهو يتحرك بالغرفه حتى وقف أمامها عاري الصدر فشهقت بصدمه قبل أن تركض من أمامه
- هو احنا وصلنا لهنا ازاي... ايه ده
فأنفجر يوسف ضاحكاً واخذ يمسح على وجهه من الإرهاق
.................................................
وقفت خلفه تستمع لمكالمته مع نادين يُطمئنها بدعم ويخبرها انه مازال كشقيق لها... ليشعر بلمساتها على ظهره ثم تمتمت بخفوت بعدما أنهى اتصاله
- هي كويسه دلوقتي
فأبتعد عنها دون رد ليجلس على الاريكة مُسترخي بجسده يُفكر في حال نادين
وأقتربت منه تسأله
- انت لسا زعلان مني
فزفر أنفاسه حانقاً
- ايوه يازينه وياريت تسبيني لوحدي عشان عقلي مشغول.. واه بطلت ادلع وأراضي مش خلاص وفيت بوعدي
هتف بحزم مصطنع... ليجدها تنهض من جانبه تكتم صوت شهقاتها وتدلف للغرفه تتسطح على الفراش باكيه
ليشعر بتأنيب الضمير اتجاهها فنهض يتبعها ليجدها تضم ساقيها وتضع يداها بينهم
- شوفتي الكلام بيوجع ازاي
فرفعت عيناها نحوه
- بس انت كنت السبب في كل ده... ونسيت أني استحملت معاك
ليجلس فريد جانبها على الفراش عاقداً ساعديه امام صدره وهتف بمزاح يقصده
- ما انا كنت براضي وادلع
فألتمعت عيناها بشراسه وهي تشعر وكأن دلاله لها سيقضي علي ما عاشته وهتفت بعند
- وهتفضل تدلع وتراضي يافريد وهحكي لولادنا على اللي عملته
ووضعت يدها على بطنها تُحادث جنينها
- شوفت ياحبيبي بابا اتجوز عليا وانا كنت لسا عروسه.. ده حتى ملحقتش اتهني كان ظالم اوووي ولسا ظالم
لتتسع عين فريد من فعلتها
- انا ظالم يازينه
فحركت رأسها مُجيبه
- ايوه ظالم
ليجذبها إليه ناظراً لها بتوعد
- طب انا هوريكي الظلم الحقيقي
ولم يكن ظلمه الا أغرقها بحبه أكثر حتى لم يعد اختيارها الا الصفح
................................................
ابتسمت امينه بسعاده كلاً من زينه وسلمى اقنعوا نجاة بأن تذهب مع سلمي لعُرس إحدى صديقاتها والعريس بالمصادفه كان أحد أصدقاء فارس
رفضت نجاة بشده ولم ترى داعى لذهابها ولكن بعد المحايلة رضخت للأمر وارتدت ملابسها المُحتشمه
وها هي الآن تنتظر سلمي وتجلس بجانب امينه التي لا تفعل شئ هذه الأيام إلا تدليل زينه فالحفيد القادم أصبح يحتل عقلها وقلبها
كان العُرس صاخب غير الملابس المُبتذله
سلمي كانت طيلة الوقت تنهض لتُعانق أصدقائها وهي لا تفعل شئ إلا خفض عيناها على يديها المتشابكه
إلى أن أصابها الضجر فنهضت تخرج لخارج القاعه حتي تبتعد عن ذلك الضجيج
لحظات مرت وهي تتنفس الهواء بذهن شارد لتأتي ذكرى والدها فتسقط دموعها بحنين إليه
- خرجتي من القاعه ليه
صوته أدركته وميزته فمدت يدها تمسح دموعها قبل أن تمر من أمامه عائده للقاعه
- مافيش حاجه اتخنقت شويه
لينظر لها فارس بتمعن
- أنتي بتعيطي... ايه اللي حصل.. حد ضايقك هنا
ولم تكن تقصد أن ترفع عيناها نحوه ولكن نبرته الحنونه ذكرتها بوالدها لتُدرك بعدها خطأها فأبتعدت عنه تلوم نفسها على ضعفها
- ايه اللي عملتيه ده يانجاة
فألتف فارس يرمقها بنظرات جامده وشعورا غريبا بدء يُدغدغ قلبه ولكن مازال للقلب صحوة أخرى
...................................................
نظرت كاميليا لسهر واحمد براحه وهي تراهم هكذا جالسين أمامها ويتناولون معها العشاء.. لولا بعد شهد عنها لكانت سعادتها اكتملت ليآتيها صوت أحمد الذي يشبهها في حب المزاح
- مالك ياكوكو
فوكظته كاميليا بذراعها ضاحكه
- عيون كوكو
لتضع سهر ذقنها على يداها تُطالعهم
- كوكو وعيون كوكو وانا روحت فين
فمال احمد نحوها ثم اطعمها بيده
- أنتي عيون أحمد
ازدادت سعاده كاميليا فماذا ستريد أكثر من ذلك لابنتها فأحمد يحبها... لتتوقف اللقمه بحلق سهر فهي لا تسمع تلك الكلمات الا أمام الأغراب اما بينهم تشعر وكأنه شخصاً آخر
.....................................................
رغم اعتراضها في البدايه علي ذلك العشاء الذي دعاهم إليه فارس إلا أن رؤيتها لمياة النيل الذي يطل عليه ذلك المطعم جعلها تشعر بالسعادة لأنها أتت
كانت تأكل وتبتسم وهي ترى مشاكسه سلمي لشقيقها تمنت لو كان لديها شقيق ك فارس أو فريد ولكن الحياه لا تعطي كل شئ
حمدت ربها علي نعمه وتمنت السعادة لهم داخلها
فغمز فارس لشقيقته حتى تجعل نجاة تتجاذب معهم الحديث دون حرج
- يرضيكي يانوجة يقولي أن أمه داعيه عليه اللي هيتجوزني
فرفعت نجاة عيناها نحوها تنفي كلام فارس
- لا طبعا ده انتي ست البنات ياسوسو
ليحدق فارس بهم وهو يرفع حاجبه ممتعضاً
- اللي بيكدب بيدخل النار يانجاة
ابتسمت نجاة دون اراده منها واشاحت عيناها تخفي ضحكتها الخجوله لتلمع عين فارس وهو يتأملها وكأن القدر يقوده لنصيبه
وانقضت تلك السهره بكل ما حملته وتحمله للغد
..................................................
أنت تقرأ
عاصفة الحب (سهام صادق )
Romanceوبين سطور الحكاية ربما تجد حياة تخصك وحدك او ربما تجد سطراً او سطوراً... ربما كان السطر درساً او أملاً نحو الغد