الفصل الرابع

7.2K 143 3
                                    

الفصل الرابع

فتحت خرزتيها لتغلقهما مرة اخرى بفعل الضوء تمكنت اخيراً من فتح اعينها لتجده يجلس بجانبها ووجهه يشع قلقاً وخوف هتف بقلق وخوف وهو ينظر لها بقوة " اسيـــل...انتي كويسه...؟! "

اردفت بنبرة متقطعة من التعب والارهاق وهي تتمني ان يكون من قد كان حلماً " تيته فين...؟! "

تلعثم بأجابته ونظر لخرزتيها الذين اصبحا بيتاً للدموع المهاجرة " هي في مكان احسن دلوقتي يا اسيل..."

سقطت عبارتها وأرتفعت شهقاتها المكتومة داخل حصون عينيه كيف ستعيش الآن بمفردها لن ابقي بحضنك الدافئ بعد اليوم؟! اردفت بنبرة متقطعة يصحبها شهقاتها " عايـــ...زة اشوفها "

اردف وهو يمسك بيدها وينظر بأعينها بقوة وحزن " بس انتي لسه تعبانه  ! "

تشبثت بيده بترجي وقوة ونزلت عبارتها بضعف " ارجــ...وك يا ريــ...ان بيه "

تنهد بقلة حيلة واصطحبها وهى تستند عليه حتي وصلت الي سرير عليه وشاح ابيض كبير تقدمت منه بأيدى مرتجفة وازالت الوشاح بضعف لتنام علي جسدها برأسها ووضعت يد " صفية " علي رأسها وعبارتها تنزل بصمت وتردف بـضعف " تيته...انا تعبانه اوى....فاكرة لما كنت اقولك كده وتمسحي علي شعري وانام علي رجلك .. انا تعبانه اوى اوى يا تيته...وانتي عاوزة تسيبيني وتمشي.....!"

كان يقف بأخر الغرفة وفرت دمعة هاربة من عينيه علي حالها الحزين جدا والمؤلم وتقدم منها ووضع يده علي كتفها لتلتفت له وعيونها مليئة بالدموع المحبوسة تحاول ان لا تضعف لكن فات الاوان....

أرتمت بين ذراعيه تبكي بقوة وقهر كأن كل اوجاع هذا العالم توقفت عليها هي فقط كانت تبكي بقوة وشهقاتها تعلوا بعنف شعر بقلبه يتمزق ارباً ارباً فـهو لا يتحمل رؤية دموعها ابدا...

ضمها لصدره بقوة حتي كادت عظامها تتكسر ولكنها لم تبالي ابداً وانما تمسكت به كالطفل الذي ارتمى بحضن والدته خائفاً من الظلام واردفت بنبرة متقطعة يشوبها البكاء وشهقاتها تعلو " ااااه.... معــــدش ليـــ...ا حــد خلاااااص بقيــ..ت وحــ...يدة  ...! "

شعر ان قلبه يتمزق اكثر لأجلها لكلماتها المؤلمة جداً فدفنها بصدره اكثر وهو يهتف بتسرع وألم " اوعى تقولي كده تــَانى انا هنا جنبك يا اسيل ومش هسيبك "

لم تبالي بكلماته وانما دفنت رأسها بعنقه بقوة وظل هو يمسح علي شعرها الأسود بحزن ليهدأ من ثورتها الحادة....

____________________________________________
بعد ساعة....

جلس على الكرسيِ وهي امامه وقد هدأت ثورتها قليلاً ولكن مازالت دموعها تنساب علي خديها تنهد بألم وهو ينظر لها بقوة واردف " اســـيل ...."

لم تردف وانما رفعت عينيها اليه فقط

اردف وهو ينظر لها بقلق من ان ترفض " اسيل انتي عارفة طبعا انك مش هتعرفي تعيشي لوحدك... فأنا هشغلك في الشركة وطبعا....« وتنهد بقلق » هتقعدى في الفيلا الخاصة مش فيلا العائلة هتقعدى في فيلا لوحدك وانا هجيلك كل فترة.....وده مش طلب يا اسيل واطــمني مش هقرب منك انا واحد عارف ربنا ...! "

لـكـنـى آعـشــقـك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن