الفصل الاول

37.3K 490 16
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءه تلهيك عن الصلاه
الفصل الاول
✏✏✏✏✏✏✏✏✏✏✏✏✏
أمام احدى القصور الموجودة فى سوهاج كانت تقف فتاة ترتدى بنطال جينز باللون الاسود ومعطف باللون الاحمر وشعرها البنى الحريري يتناثر على كتفيها ويحركه الهواء فى كل مكان وكانت تنظر الى القصر بتمعن ويبدوا على وجهها التفكير العميق بينما عينيها العسليتان تنظران بتركيز أمامها لاحظت اقتراب احد الحراس الواقفين أمام بوابة القصر منها ليتحدث معها فبادرته قائلة بصوت هادى
الفتاة: السلام عليكم...هل هذا هو قصر سليمان الديب
الحارس: نعم انستى...هل استطيع ان اقدم لك اي مساعدة؟
رفعت الفتاه بصرها الى القصر للحظات ثم نظرت إلى الحارس وهى تقول
الفتاه: نعم تستطيع مساعدتى ... اريدك ان تخبر سليمان الديب أن هناك فتاة تريد رؤيته لأمر هام
الحارس: حسنا انتظرى هنا قليلا حتى اقوم بأبلاغهم فى الداخل
حركت الفتاة رأسها بالايجاب وأشارت إلى الحارس أن يتقدم ليخبرهم بما تريد وبالفعل فى لحظات كانت تدلف بمساعدة الحارس إلى داخل القصر وادخلها الى احدى الغرف التى يبدوا وكأنها غرفة الاستقبال فجلست وانتظرت قليلا حتى دلف الى الغرفة رجل مسن يسير بواسطة عكاز يبدوا على وجهه التجاعيد التى حفرها الوقت وكان ينظر اليها بتمعن وما أن اقترب منها حتى قال
الرجل: مرحبا بك ابنتى ...لقد اخبرنى الحارس انك تريدين مقابلتي انا سليمان الديب
الفتاه: وهى تصافحه: اهلا بك ...انت لم تختلف كثيرا عن الصوره التي رأيتها لك
سليمان: بتسأول: اي صوره ؟...من انتى ؟
ابتسمت الفتاه بأستهزاء ثم رفعت كفها لتصافحه وهى تقول ببرود
الفتاه: وهى تصافحه : انا ادعى قلب وهدان سليمان الديب ... ابنة وهدان سليمان الديب...انا حفيدتك
نظر لها الرجل قليلا ثم تراجع للخلف حتى جلس على المقعد الموجود خلفه وقد شحب وجهه للغايه وهو يقول
سليمان: ابنة وهدان ....حفيدتى ...
اخذت قلب تراقب التعبيرات المختلفة التى تمر على وجه سليمان فكانت تتغير تعابيره من الذهول الى التصديق الى السعاده وهو يقول
سليمان: انا لا اصدق انك قد اتيتي الى هنا اخيرا لقد بحثت عنك كثيرا
قلب: ببرود: حسنا انا هنا الان ...
سليمان: وهو يقف: ولكن لا يبدوا على وجهك انك سعيده بذلك
قلب: ببرود: لا تهتم ...والان هل استطيع المكوث هنا لبعض الوقت ام تعود مره اخرى الى منزلي؟
سليمان: بالطبع تستطيعين انتي فى منزلك الان ...ستقوم إحدى الخادمات بأرشادك الى غرفتك وعندما تشعرين بأنك أصبحت بخير سوف اقوم بتقديمك لأسرتك فسوف يشعرون بالسعادة البالغة لمجيئك الى هنا
ابتسمت قلب ببرود وما أن حضرت الخادمه حتى اتجهت معها إلى الغرفه ولاحظت فى طريقها أن القصر يتسم بالطابع الصعيدى فى كل ركن منه وما أن دلفت الى الغرفه حتى أخبرت الخادمه أن تخبر الحارس أن يحضر لها حقائبها الموجوده فى السياره الوقفه امام القصر
〽〽قلب وهدان : فتاه في الرابعة والعشرون من عمرها يتيمة الأبوين جميله بشعر بني وأعين عسلية اللون تعمل مترجمه في احدي شركات الاستيراد والتصدير ...
〽〽سليمان الديب: جد قلب رجل في الثمانين من عمره حاد الطباع وقاسي في تعامله ولكنه يحب أحفاده كثيرا ...
✏✏✏✏✏
فى إحدى شركات الاستيراد والتصدير كان يوجد فتاة تجلس على مكتبها تقوم بطباعة بعض الاوراق عندما دلفت فتاة اخرى مسرعه الى الغرفه وهى تقول
الفتاه الاخرى: ليلى...لقد اتى مالك الشركه الجديد واخبرنى الاستاذ عامر بأبلاغ الجميع بأن يحضروا حالا إلى غرفة الاجتماعات
ليلى: بأبتسامه: حسنا ..هيا بنا يا سميره فعلى ما يبدوا انك تتحرقين شوقاً لرؤيته
سميره: بتنهيدة هيام: بالفعل انا كذلك فقد سمعت أنه كان يقيم فى كندا منذ اكثر من ستة أعوام ولم يعد سوا منذ أربعة أشهر فقط..
ليلى:وهى تقف: وما العجيب فى ذلك ...ثم قامت بتعديل ملابسها وهى تقول...هيا بنا لنذهب حتى ترضين فضولك الذى سوف يقتلك فى يوم ما
ضحكت سميره على حديث ليلى واتجهوا معا الى قاعة الاجتماعات وما أن دلفوا الى داخل الغرفه حتى توقفت ليلى مكانها شاحبة وهى ترا الواقف أمامها ينظر إليها بذهول تغير سريعاً إلى نظرة كراهيه فأخفضت ليلى بصرها أرضا وهى تتحاشى نظراته اليها
〽〽ليلى: فتاة في الخامسة والعشرون من عمرها بيضاء البشره بعينان بنيتان وشعر ناعم اسود اللون
✏✏✏✏✏
كان الجميع ينظرون إلى سليمان الديب غير مصدقين لما يتفوه به وكان أول المتحدثين رجل يجلس بجواره يشبهه كثيرا
الرجل: هل انت متأكد مما تقول يا ابي؟
سليمان: كيف تسأل ذلك السؤال؟ إن الفتاه تقيم الان فى الغرفه الشماليه وعندما تشعر بالارتياح سوف تهبط لتتعرف عليكم يا مهران
مهران: بذهول: هل ذلك يعنى أن ابنة شقيقي قد اتت ألينا اخيرا ؟
فى تلك اللحظه تحدثت المرأه التى تجلس بجواره
المراه: وهل اتت بمفردها يا عماه؟
سليمان: نعم يا مريم لقد اتت بمفردها ...والان يجب أن تعلموا جميعا اننى اريد منكم افضل تعامل مع قلب فقد اتت الينا بعد كل تلك السنوات ولا أريد أن يحدث امر ما يؤدى إلى رحيلها مره اخرى ...هل كان كلامى واضحاً ؟
مهران: لا تقلق يا أبى لن يفعل أياً منا ما يمكن أن يضايق به قلب...ثم أشار لرجلين وفتاه يجلسون بجوار مريم وقال..... وانا اعلم جيدا أن ابنائى جبل وفارس ولبنى سيتعاملون جيدا مع قلب
نظر سليمان اليهم وهو يقول
سليمان: انا اتمنى ان تكون صادقاً بالفعل فيما تقوله ..فأنا لا اريدها أن ترحل بعد أن اتت الينا بمفردها
جبل: لا تقلق يا جدي سوف تشعر بيننا بالالفه سريعا
لبنى: بحماس: جبل على حق ..والان لننتظر حتى تهبط الينا لتقوم بالتعريف بيننا يا جدي
سليمان:حسنا ...لننتظر حتى تهبط إلى الأسفل ....ثن نظر الى جبل وقال بتساؤل... متى ستعود زوجتك إلى المنزل يا جبل؟
جبل:بلامبالاة: انها تريد أن تقيم مع والديها الى نهاية الشهر فأخبرتها أن تفعل ما تريد
سليمان:بتنهيدة: حسنا ...كما تريدون
نظر كلا منهم الى الاخر ثم أخذوا يتحدثون فى أمور أخرى
〽〽مهران: ابن سليمان الأكبر في الخامسة والخمسين من عمره لديه ثلاث أبناء جبل وفارس ولبنى يحبهم كثيرا وهو الذي أدار مصنع والده عندما تقدم به العمر ولم يعد يستطيع ادارته
〽〽مريم: زوجة مهران في الخمسين من عمرها وكل اهتماماتها زوجها وابناءها وتحب سليمان كوالدها
〽〽جبل: الابن الاكبر لمهران في الثلاثين من عمره متزوج من ابنة صديق والده منذ اربع سنوات ليس لديه اطفال طويل القامه بشعر قصير للغايه بملامح رجوليه وعينان حادتان يعمل مع والده في المصنع
〽〽 فارس: الابن الأوسط لمهران في التاسعه والعشرون من عمره طبيب .. طويل القامه بشعر قصير وملامح رجوليه كشقيقه
〽〽لبنى: الابنة الصغرى لمهران في التاسعة عشر من عمرها مدللة العائله بجسد ممتلىء قليلا وقصيرة القامه وجميلة الملامح
✏✏✏✏✏
سارت قلب فى أنحاء الغرفه وهى تشعر بالتوتر مما هى مقبله عليه فيجب عليها أن تهبط الان الى الاسفل حتى يقوم جدها بالتعريف بينها وبين أسرتها ...تنهدت قلب بكراهية لتلك الاسرة التى كانت السبب فى كل ما حدث لوالديها ..اغمضت قلب عينيها وهى تتذكر السبب الرئيسي لحضورها الى هنا ثم فتحت قلب عينيها و تنفست بصوت مسموع وهى تنظر فى المرأه الى ملابسها فقد كانت ترتدى ثوب باللون البيج يصل لمنتصف ساقيها ويبرز لون عينيها بينما تركت وجهها خالى من اى زينه وقامت بجمع شعرها الطويل فى جديله بينما تمردت بعض الشعيرات وخرجت من جديلتها لتداعب عنقها بدلال ..ابتسمت بثقه واتجهت إلى خارج الغرفه لتقابل عائلة والدها بينما تخفى بداخلها مشاعر كثيره لا تستطيع اظهارها لهم ...دلفت قلب الى الغرفه التى قابلت بها جدها ..زفرت وهى تنظر لسليمان الذي ينظر إليها بأبتسامه بينما يجلس بجانبه رجل يشبه والدها كثيرا وبجواره امرأة تبدوا كزوجته أما فى الجهه المقابله يجلس رجلين اصغر سناً وبجوارهم فتاه تنظر إليها بأبتسامه...اقترب منها سليمان وهو يقول
سليمان: تعالي يا ابنتى ....هيا بنا اعرفك على عائلتك
قام الجد بتعريفها على الجميع واجلسها على المقعد المجاور له ..نظرت لها لبنى بأبتسامه وجلست بجوارها وهى تقول
لبنى: مرحبا بك ابنة العم ..كيف حالك اليوم ؟
قلب: انا بخير ..شكرا لك
مريم: بأبتسامه: هل نالت الغرفه اعجابك ام تفضلين تغييرها
قلب: الغرفه جميله ..شكرا لسؤالك
مهران: لا داعى للشكر ابنتى ...انتى هنا فى منزلك
فارس:اخبرينا ما هى مؤهلاتك العلميه ..انا طبيب أما جبل فهو مهندس ويعمل مع ابي فى المصنع ولبنى طالبه فى كلية الآثار
قلب: بأبتسامه: انا مترجمه ....ولكني لم اكن اعلم انه يوجد مؤهلات عليا في الصعيد
جبل: لم تعد الصعيد كما كانت فى الماضى ... لقد أصبح الجميع متعلماً حتى الفتايات أصبحوا يذهبون إلى الجامعه
حركت قلب رأسها بتفهم وهى تنظر الى هاتفها وتنهدت بقلق لاحظه سليمان فقال
سليمان: ماذا بك ابنتى ..هل تنتظرين اتصال ما ؟
قلب: نعم انا انتظر أن يقوم والدى بمهاتفتى فقد حاولت الاتصال به كثيرا ولكنه لا يجيب ووالدتى كذلك
كذلك
نظر لها سليمان بذهول وهو يقول
سليمان: والدك ..ولكننا نعلم أن وهدان قد قتل منذ اكثر من ثلاثة وعشرون عام
قلب:بهدوء: انا اتحدث عن الرجل الذى قام بتربيتى منذ اكثر من عشرون عام ...فهو الوالد الوحيد الذى اعرفه
مهران: بتساؤل:هل تزوجت والدتك مره اخرى ؟
قلب: بحزن:لا لم تتزوج لقد توفت والدتى بعد والدى بثلاثة سنوات وقد قامت صديقتها وزوجها بتربيتى منذ ذلك الحين
نظر مهران الى والده الذى شحب وجهه بعد حديث قلب فهو يعلم جيدا أن والده يشعر بالحزن بسبب ما حدث فى الماضى وكان نتيجته ابتعاد وهدان عنهم ..تنهد مهران بحزن ونظر لقلب وهو يقول
مهران :لا تقلقى يا ابنتى لابد أنهم بخير
حركت قلب رأسها بالايجاب وهى تشعر بالقلق على والديها
✏✏✏✏✏
كانت ليلى تحاول أن تتحاشى النظر الى الرجل الذى يجلس على رأس طاولة الاجتماعات ويقوم بالتحدث مع العاملين فى الشركه ويتعرف عليهم ...شعرت ليلى بأن الغرفه تضيق فلماذا عاد الان وهل هي سيئة الحظ لتلك الدرجة حتى يقوم بشراء الشركه التى تعمل بها ...خرجت ليلى من شرودها على سميره التى تقوم بالتربيت على ذراعها فنظرت اليها بتساؤل فقالت لها سميره
سميره: هيا بنا نرحل من هنا فقد انتهى الاجتماع
ليلى: وهى تقف: حسنا ...هيا بنا
اتجهت ليلى الى باب الغرفه ولكن توقفت عندما سمعت الاستاذ عامر يخبرها بأن تنتظر قليلا ..نظرت ليلى بأضطراب إلى الخلف فوجدت أن عامر يقف بجوار المالك الجديد للشركه فأتجهت إليهم بخطوات بطيئة بينما تشعر بأعين مالك الشركه تكاد تلتهمها وهى تقترب منهم وما أن توقفت بجوارهم حتى تحدث عامر وقال
عامر: تقدمى لأقوم بتعريفك على السيد مصطفى المالك الجديد للشركه
ليلى: بخفوت: اهلا بك سيد مصطفى
مصطفى: ببرود: اهلا بك ...ثم نظر لعامر وهو يقول ...هل بأمكانك اخبار السائق الخاص بي انني اريد حقيبتي الموجودة في السيارة الان
عامر: بالطبع ...سوف اذهب لاخبره
اتجه عامر إلى باب الغرفه بينما حاولت ليلى اللحاق به ولكن حديث مصطفى اوقفها
مصطفى:لم اكن اتوقع انك تعملين هنا ...ولما تحتاجين الى العمل وانتى متزوجه من رجل ثرى يستطيع تأمين مستقبلك
نظرت له ليلى بحزن ولم تجيبه فقال بكراهيه
مصطفى:ألم يكن ذلك هو ما تريدينه؟ ..رجل ثرى يقوم بشراءك بأمواله
تنهدت ليلى بألم من حديثه وحاولت أن تجعل صوتها متماسكاً وهى تقول
ليلى: سوف اذهب الى عملى الان ...واهلا بك مره اخرى وارجوا أن تنال الشركه اعجابك
نظر لها مصطفى بأشمئزاز وهو يقول بكراهيه
مصطفى: أن الشركه سوف تعجبني اكثر عندما اقوم بتنظيفها من امثالك
اتسعت أعين ليلى من حديثه واستدارت راكضه إلى باب الغرفه بينما نظر مصطفى اليها وهى ترحل بغضب
〽〽مصطفى رشدان: رجل في الثلاثين من عمره عصامي قام ببناء نفسه بنفسه حتى أصبح يملك الشرطه الخاصه به في كندا ..طويل القامه بشعر بني وعينان حادتان..
✏✏✏✏✏✏✏✏✏✏✏✏✏✏✏✏✏✏

رفقاً بي .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن