الفصل ال11

9.3K 287 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الحادي عشر
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
تحرك مصطفى بأضطراب أمام غرفة الفحص فمنذ أن أحضر ليلى الى المشفى وقام الأطباء بأخذها منه ولم يسمحوا له برؤيتها مرة أخرى ..استند بظهره إلى الحائط واغمض عينيه وهو يتذكر وجهها الشاحب وشفاهها الزرقاء تنهد بخوف فهو لم يرها بذلك الشكل من قبل ..تحرك مسرعا الى باب الغرفة عندما رأي الطبيب يدلف خارجه وقال بخوف
مصطفى: كيف حال ليلى الان ؟؟ ارجوك أخبرني.
الطبيب: في الحقيقة أنا لا اعلم لماذا انتظرتم كل ذلك الوقت فقلبها بحالة متأخرة للغاية
شحب وجه مصطفى وتراجع للخلف وهو يشعر وكأنه قد ركل بقوة في معدته ونظر للطبيب بعدم فهم وقال
مصطفى: قلبها....انا لا افهم ما تقول...
الطبيب: بتساؤل: الم تكن تعلم أن المريضة تعاني من مرض الشريان التاجي الحاد أو ما يسمي بفشل القلب وللأسف حالة القلب متدهورة للغاية
شحب مصطفى اكثر وترنح في وقفته بينما سارع الطبيب لمعاونته على الوقوف وهو يقول
الطبيب: هل انت بخير ؟...
مصطفى: وهو يحرك رأسه على الجانبين : وكيف سأكون بخير ؟..ثم قال بأمل.... انا بأستطاعتي أن اذهب بها إلى أكبر المستشفيات في العالم أخبرني فقط كيف يمكنني انقاذها
الطبيب:يبدوا وكأنها كانت تتعاطى دواء للقلب ويبدوا وكأنه كان البديل الرخيص للدواء أيضا لأنه لم يكن يقوم سوا بتسكين الالم لذلك ستحتاج لعملية نقل قلب والافضل أن تذهب الى المانيا فهناك افضل الجراحين في تلك الجراحة الخطيرة لان من الصعب أن تحصل على قلب اخر
حرك مصطفى رأسه وهو لا يستطيع استيعاب ما قاله الطبيب ويشعر وكأنه سقط في هوة سحيقة ثم نظر للطبيب وقال بصوت مخنوق
مصطفى: هل بأمكاني رؤيتها الان ؟ اعدك الا اقوم بأرهاقها
الطبيب: حسنا ولكنها الآن نائمة ولا تحاول ايقاظها فالنوم الان افضل اليها
مصطفى: حسنا لن أقوم بإيقاظها
ما أن أبتعد الطبيب حتى دلف مصطفى إلى الغرفة بينما كانت الممرضه تخرج منها واقترب من الفراش ليتأمل ليلى النائمة بهدوء بينما يحيط بجسدها العديد من الأسلاك والأجهزة نظر إلى وجهها الذي ينافس في شحوبه لون الأغطية البيضاء المحيطة بها فرفع كفه ليتلمس بأطراف أصابعه وجنتيها الشاحبة ليشعر ببرودتها تحت أصابعه ودون شعور منه سقطت دموعه على وجنتيه وارتجف جسده لتنطلق منه شهقة بكاء عالية فحبيبته تصارع الموت بكل ما لديها من قوة
❄❄❄❄❄
ابتسم جبل للرجل الجالس امامه وهو يفكر انه كما وصفته سلمى وقال له بهدوء
جبل: لقد اتيت اليوم لاتحدث معك بخصوص أمر ما خاص بك
كرم:بتساؤل:وما هو هذا الأمر ؟
جبل: انا جبل زوج سلمى انا ....
كرم: مقاطعاً:انا اعلم جيداً من انت ولكن ما لا اعرفه هو سبب مجيئك
جبل: حسنا سأخبرط كل شيء ولكن اريد منك ان تستمع إلى حديثي كاملاً
كرم: بتأفف: حسنا انا استمع اليك
نظر جبل إلى كرم وتنهد ثم بدأ يقص عليه كل ما حدث منذ ليلة زفافه بسلمى
❄❄❄❄❄
جلس فارس أمام مسعود الذي هاتفه وطلب منه المجيء إليه في منزله ولاحظ على الفور الإجهاد المرسوم على وجه مسعود فتحدث قائلاً بتساؤل
فارس: ماذا هناك يا عم مسعود ؟
مسعود: بتنهيدة:لقد احضرتك الى هنا لانني اريدك ان تبقي معنا في منزلنا الفترة القادمة
فارس: لماذا ؟
مسعود: انت تعلم جيداً انني قد تزوجت بأمراة اخرى غير عمتك وهي الآن حامل بطفلي وكثير من الأوقات اذهب اليها واترك شيماء وقمر بمفردهم
فارس: بعدم فهم: ولكني اعلم جيداً انك كنت تتركهم في السابق بمفردهم فما الذي حدث الان ليغير اي شيء
تمهد مسعود قليلا ثم قال
مسعود: ابن صديقي الذي كان يريد الزواج بقمر عندما علم بعقد قرانكم ثار وغضب للغاية واخشى أن يفعل لهما شيئا ما وانا غير موجود
فارس: حسنا لا تقلق يا عماه انا سوف احضر لبنى شقيقتي وأتي لأقيم هنا
مسعود: حسنا ...لقد ارحت قلبي كثيرا ...سأخبر شيماء أن تجهز لكما غرفتين لتقيما معنا
فارس: وهو يقف: حسنا وانا سأذهب الى منزلي لأخبر والدي وأحضر لبنى معي
مسعود: حسنا...شكرا لك يا فارس
حرك فارس رأسه بتفهم واتجه إلى خارج الغرفة وهو يبتسم فربما مكوثه هنا سيمكنه من الاقتراب من قمر اكثر
❄❄❄❄❄
تحركت سلمى بأضطراب وهي بأنتظار جبل الذي ذهب ليتحدث مع كرم حتى يخبره بالعلاقة الموجودة بينهما ..تنهدت بتوتر وهي تنظر الى ساعة يدها للمرة التي لا تعرف عددها ولكنها لاحظت دخول جبل الى الغرفة فأتجهت إليه مسرعة وهي تقول
سلمى: لماذا استغرقت كل هذا الوقت ؟ ماذا حدث؟
نظر جبل لسلمى وهو يشعر بالشفقة عليها بسبب ما سيخبرها به وقال بهدوء
جبل: اجلسي يا سلمى فأنا أريد أن أتحدث معكي قليلا
جلست سلمى بقلق وهي تقول
سلمى: ماذا حدث يا جبل ؟ ألم تستطع التحدث إليه
جبل: بحزن: لا لقد قابلته وتحدثت معه ولكن...
سلمى: ولكن ماذا
جبل: لقد اخبرني أنه قد تزوج بأمرأة اخرى ولديه منها الان طفل
سلمى: بذهول: تزوج من اخرى ...وانا ...ماذا سيفعل معي
جبل: بتوتر: لقد اخبرني أنه قد بدأ حياة جديدة لا مكان لك فيها ...انا اسف للغاية يا سلمى انا لا اعلم ما الذي بأمكاني فعله لاجلك
سلمى: ببكاء: ليس بإمكانك أن تفعل أي شيء...ليس بأمكان اي شخص أن يفعل اي شيء
نهضت سلمى وركضت إلى المرحاض وأغلقت الباب خلفها وانفجرت في البكاء بينما تنهد جبل وهو يشعر بالحزن عليها
❄❄❄❄
تحرك فارس في غرفته في منزل مسعود بضيق فهو لا يستطيع النوم عندما يقوم بتبديل الفراش الذي ينام علبه فيصاب بالأرق لليلتين أو أكثر فتنهد بأرهاق واتجه إلى خارج الغرفة حتى يخرج إلى الحديقة لعل النسيم البارد يرغبه في النوم ولكن ما لفت انتباهه الغرفة المضاءة في نهاية الرواق فعلم ان قمر أيضاً مستيقظه فأتجه اليها وبعد لحظات كان يقف متكئاً على باب غرفة الرسم الخاصة بها يراقبها وهى تنظر من النافذة بشرود ويبدوا
على وجهها الحزن الشديد تنهد بكراهية لوالدها الذى سبب لها هذا الحزن ودلف إلى داخل الغرفه بخطوات واثقة هادئة وما أن اقترب منها حتى قال بهدوء
فارس:ماذا تفعلين هنا فى هذا الوقت المتأخر؟
نظرت اليه وصمتت قليلا ثم قالت بهدوء
قمر:لا أفعل شىء...انا فقط اردت ان اجلس بمفردى قليلا ..هل تريد شيئا ما؟
نظر لها بحب وهو يقول بصوت خفيض وصل اليها مغويا
فارس:لا استطيع ان أقول لكي ما اريد فقد يعتقلني والدك بتهمة التحرش بقاصر
نظرت له بغضب ثم تمتمت بحنق
قمر:انا لست بقاصر ..ثم ادركت ما يعنيه فقالت بخجل...ولا تتحدث معى بتلك اللغه
ابتسم بخبث واقترب منها وهو يقول
فارس: بأبتسامه:اى لغه ..انا لم اقل أي شىء..ثم رفع كفه وتلاعب بخصلات شعرها بأصابعه وهو يقول بأبتسامة....ولم افعل اى شىء
توترت من اقترابه منها مع كل كلمه تخرج من فمه فتراجعت للخلف وهى تقول بتهديد
قمر:إن اقتربت مني سأملىء المنزل صراخا وسيأتى والدي ليقتلك
فارس: بخبث :اصرخى حبيبتى ..فأذا اتى والدك ورأنا سيقوم بأغلاق باب الغرفة خلفه وهو يرحل ..انتي زوجتى انسيتي ذلك
نظرت له بحنق ها هو يتحدث معها بتلك النبرة المتعالية وكأنها إحد تابعيه..رفعت رأسها وقالت بتحدى
قمر: انا سوف أقوم بأبطال ذلك الزواج بأسرع وقت فأنا أريد الزواج من صديق لي فى الجامعة
اقترب منها مهددا واحاط وجهها بكفيه وهو يقول بغضب
فارس: بغضب:تحدثى مرة اخرى عن ذلك الرجل وسوف اقتله بيدي العارية ...اسمعتي ما قلته جميلتي
قبل أن تجيبه كان يقبلها بحب ويضمها الى صدره ولكن قبل أن ترتفع كفيها لعنقه أبعدها عنه وهو يقول
فارس:بتهديد:لا تجرؤي على ذكر اسم رجل آخر على شفتيكي الجميلتين ..فهم ملكاً لي انا ..ثم ابتسم بمشاكسه وهو يقول ....زوجتي الصغيرة
تحرك مبتعداً عنها واتجه إلى باب الغرفة ودلف خارجه بينما نظرت فى أثره بحنق وهي تفكر في ذلك المارد الضخم المدعو زوجها وقالت بغضب
...اااه...اللعنة عليك ايها الاحمق ...اللعنة عليك ...ثم وضعت اصابعها فى خصلات شعرها وقامت بجذب بعضاً منهم وهى تقول بحنق ....اللعنه عليك
❄❄❄❄
رمشت ليلى بعينيها عدة مرات وهي تحاول استيعاب المكان الموجودة به وتذكرت مصطفى وما حدث معه قبل أن تغيب عن الوعي فأحمرت وجنتها عندما تذكرت ما كاد أن يحدث بينهم وخرجت من شرودها على صوت مصطفى القريب منها وهو يقول
مصطفى: لقد كنت قلقاً للغاية عليك ولكن الان بعد أن رأيت احمرار وجنتيكي بعيناي بدأ خوفي يقل
نظرت ليلى لمصطفى الذي كان يجلس على المقعد المجاور لفراش ولاحظت انها في المشفى بسبب الأجهزة المحيطة بها ومن نظرات مصطفى اليها علمت أنه قد علم بمرضها فقالت بصوت خفيض
ليلى: يبدوا عليك الإرهاق الشديد لماذا لم تعد الى منزلك ؟
لم يجيبها مصطفى ولكن اقترب بجلسته منها وهو يقول بصوت خفيض
مصطفى: لماذا لم تخبريني بأنك مريضة لتلك الدرجة ؟...
ليلى: بتنهيدة: ولماذا اخبرك ...انت منذ أن رأيتني وانت تريد أن انتقم مني بسبب ما حدث في الماضي
مصطفى: بتساؤل: وما الذي حدث في الماضي؟ ولكن قبل أن تجيبي...اريد ان اعرف كل شيء ..فأنا أعلم جيدا بأمر زواجك ليومين فقط ..فلا تخبريني بالاكاذيب
تنهدت ليلى ثم حاولت الاعتدال فوقف مصطفى وانحنى ليساعدها على الاعتدال وما ان ابتعد عنها حتى لاحظ احمرارها اكثر من ذي قبل ولكنه لم يعلق على ذلك وتركها لتتحدث
ليلى: قبل زواجنا أخبرني عمي بأن هناك رجل ثري يريد الزواج مني وعندما رفضت ما يقوله وأخبرته انني لن اتزوج غيرك حتى ثار وأخبرني انني اذا لم أوافق سيقوم هذا الرجل بزجك الى السجن فقد قام بشراء كل الشيكات التي قمت بأمضاءها ..امتلئت عينيها بالدموع وهي تقول ...لم اجد امامي اي خيار آخر فأنا كنت اعلم جيدا انني أن اخبرتك لن توافق على تلك التضحية وستزج الى السجن فلم يكن أمامي سوا ان اقنعك انني لا اريد الزواج منك حتى تبتعد عني ..ثم قالت ببكاء... بعد يومان قام عمى بعقد قراني على رجل يتعدي الأربعين من عمره واخذني معه الى منزله حتى يكمل زواجنا ..اغمضت ليلى عينيها لتنساب دموعها على وجنتيها فأنحنى مصطفى ليقبل دموعها بشفتيه وهو يقول بصوت حزين
مصطفى: حسنا توقفي عن الحديث انا لا اريد ارهاقك ..ارجوكي توقفي
ليلى: ببكاء : لا يجب أن تعلم ما حدث عندما حاول أن يكمل زواجنا لم استطع احتمال أن يلمسني رجل آخر غيرك فقاومته بشدة ثم شعرت بصدري يضيق والألم ينتشر بذراعي ثم غبت عن الوعي ولم أفق سوا في المشفى وعلمت منه انني غبت عن الوعي فأحضرني الى المشفى وكان غاضباً للغاية بسبب قضاءنا ليلة زفافنا في المشفى وبعد لحظات أخبرنا الطبيب بأن لدي ما يسمي بمرض الشريان التاجي الحاد وعلاجه مكلف للغاية فقام بتطليقي وهو يخبرني أنه لا يريد زوجة مريضة وعندما علم عمي بذلك قام بطردي من منزله وهو يخبرني أن ليس لديه المال الكافي لعلاجي لذلك قمت بالإقامة مع جدتي حتى توفت منذ عامين والان ها انا ذا انتظر الموت في اي لحظة
نظرت ليلى لمصطفى ما أن انتهت من حديثها لتتسع عينيها بذهول وهي تراه يبكي بجوارها فقالت بهلع
ليلى:لا تبكي ارجوك...لا تبكي
اقترب مصطفى بمقعده من الفراش واحتضن خصر ليلى بذراعيه ودفن رأسه في بطنها وأجهش في البكاء ڤأخذت ليلى تبكي هي الأخري فلم تكن تريده أن يعلم بمرضها بتلك الطريقة ...لم تكن تريده أن يجبر على مراقبتها وهي تموت فرفعت كفها لتمررها بين خصلات رأسه وهي تدعوا الله أن يتمكن من نسيانها واكمال حياته بعد رحيلها عن هذا العالم
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

رفقاً بي .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن