الفصل التاسع

9K 289 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل التاسع
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
اتجهت قلب مع سلمى الى السوق واخذت تنظر حولها وهي تتأمل ملابس النساء والرجال التي تتسم بالطابع الصعيدي ...ابتسمت لسيدة كبيرة في العمر تنظر اليها بأبتسامه ونظرت الى سلمى التى أوقفتها بالقرب من احدى المحلات
قلب: ما الذي ستبتاعينه من هنا؟
سلمى: بأبتسامة: سوف أقوم بشراء بعض الملابس الخاصة بي ..ما رأيك أن تقومي بألقاء نظرة على المعروضات حتى انتهى
قلب: بأبتسامة: حسنا
اتجهت سلمى الى الفتاة التي تقف فى المحل واخذت تتحدث معها بينما اخذت قلب تنظر الى الملابس التي حولها وعلى الرغم من أنها كانت ملابس ذو طابع صعيدي الا انها كانت غاية فى الجمال ..اقتربت من عباءة حمراء اللون مطرزة بالكامل ومعها الحجاب الملائم لها فمدت ذراعها واخذت تتحسس تطريزها بأصابعها ثم ابتسمت وهي تتخيل ارتدائها لهذه العباءة ...نظرت الى خارج المحل فوجدت رجل ينظر اليها بطريقة مريبه ولكن ما جعلها تطمئن أنه يبدوا على ملابسه أنه يقيم هنا ...فنظرت الى سلمى التي كانت تتحدث مع البائعة واتجهت إليهم وهي تفكر جدياً في شراء العباءة...بعد انتهائهم من شراء ما يريدون خرجوا من المحل وهم يضحكون فوقفت سلمى وهي تقول
سلمى:انا اريد ان اكون اول من يراكي عندما ترتدين تلك العباءة
قلب: بأحراج: انا الان اشعر بالبلاهه بسبب ما فعلته ...فأنا لا اعتقد انني سوف ارتديها في يوماً ما
سلمى: بضحكه: هههههه لماذا ؟
قلب: لا اعلم لقد اعتدت على ارتداء البناطيل .... ثم نظرت حولها وقالت بتساؤل...اين نحن الآن انا لا اتذكر ذلك الطريق
سلمى: لا تقلقي سوف أقوم بأحضار بعض البهارات من العطار القريب من هنا بأستطاعتك انتظاري هنا إذا شعرتي بالتعب
قلب: بأرهاق: انا لست تعبه ولكن انا فقط اشعر بالحر الشديد فأنا لم اعتاد بعد على ذلك الجو الحار
سلمى: وهي تنظر حولها : حسنا فلتنتظرينني تحت هذه الشجرة وسوف اعود سريعاً
قلب: حسنا ..لا تتأخري
ابتسمت لها سلمى واتجهت مسرعاً الى العطارة وما أن أحضرت ما تريد حتى عادت مرة أخرى إلى قلب ولكن ما أثار ذهولها انها لم تجدها بل وجدت الحقيبة التي بها العباءة ملقاة ارضاً ولا اثر لقلب فأخرجت هاتفها سريعاً وهي تبكي بخوف
❄❄❄❄❄
نظرت ليلى ببكاء الى مصطفى الذي ينظر إليها ببرود وأخذت تفكر هل بأمكانها أن توافق على الزواج منه وتتحمل عواقب قرارها على أن تقضي اخر ايامها معه هل تكون بتلك الانانيه حتى تقوم بتحطيمه برحيلها مرة أخرى عندما تموت ولكن سيكون ذلك أفضل من ان اموت وحيدة ..اغمضت عينيها وهي تبكي فتحدث مصطفى ببرود قائلاً
مصطفى: اريد سماع قرارك الان ....
ليلى: وهي تنظر إليه: موافقة ....انا موافقة
تنهد مصطفى بأرتياح وابتعد عنها وهو يدعي البرود واتجه إلى الهاتف ليتصل بمحاميه وما أن أنهى الاتصال حتى نظر إليها وهو يقول
مصطفى: حسنا سيأتي المحامي ومعه المأذون في غضون ساعة ...
ليلى: حسنا هل بأمكاني الذهاب الى شقتي حتى احضر ملابسي؟
مصطفى: بتأفف: حسنا ولكني سأذهب معكي
ليلى: ولكن انا ...
مصطفى: مقاطعاً: بدون ولكن هيا بنا
اتجهت ليلى بأستسلام خلف مصطفى وهي تشعر بالتوتر بسبب مجيئه معها إلى شقتها وبعد فترة كانت تصعد درجات المبنى السكني الذي تقطن به بينما يصعد خلفها مصطفى وما أن دلفت الى داخل الشقة حتى لاحظت علامات النفور الموجوده على وجه مصطفى فأتجهت سريعة الى غرفتها لتحضر حقيبة ملابسها بينما أخذ مصطفى ينظر حوله بأشمئزاز وبعد لحظات خرجت من الغرفة لتجده يقف أمام احدى الصور التي كانت تجمعها بوالديها فقالت وهي تحملها لتضعها في حقيبة ملابسها
ليلى: لقد انتهيت من تحضير حقيبتي
مصطفى:بتساؤل:لماذا تقطنين في تلك الشقة المريعة ؟..ألم تأخذي من زوجك الثري الثمن الذي بعتي به جسدك له ؟
شحبت ليلى وهي تستمع إلى حديثه ولكن كعادتها لم تجيبه ولكن دلفت الى خارج الشقه فهو لن يصدقها بأية حال وتبعها مصطفى ولكن ليس قبل أن يلقي نظرة أخيرة على الشقة
❄❄❄❄❄
كان فارس يجلس على المكتب الخاص به بعد أن قام بأنهاء مناوبته في المستشفى التي يعمل بها وكان يفكر في قمر وحديثها الاخير معه ..تنهد بتفكير وهو يفكر انها لن تسامحه ابداً على ما فعل على الرغم من أنه لم يكن بيديه ما يفعله غير ذلك ..فلم يكن بأمكانه أن يترك والدها ليقوم بتزويجها من رجل اخر غيره ولكن هل ما فعله كان صائباً ..اغمض عينيه بتفكير وهو يفكر أنه لا يستطيع التحدث مع قمر واخبارها بما حدث بينه وبين والدها الآن بل يجب أولا أن يعقد قرانه عليها حتى يستطيع التحدث معها كما يريد ..وقف فارس واتجه إلى خارج الغرفة وهو يفكر في امر واحد يجب أن يتم عقد قرانه على قمر في اقرب وقت
❄❄❄❄❄
توقفت سيارة جبل أمام سلمى الباكيه وهبط منها جبل ومهران ويبدوا على وجوههم القلق الشديد وما أن اقترب جبل حتى قال
جبل: ماذا حدث يا سلمى؟ واين هي قلب ؟
سلمى:ببكاء: انا لا اعلم ...لقد تركتها هنا حتى احضر بعض البهارات من العطار وعندما عدت لم اجدها بل وجدت حقيبة مشترياتها ملقاة ارضاً
مهران: بقلق: ولكن الى اين ستذهب ؟ وما الذي من الممكن أن يكون قد حدث؟
سلمى: ببكاء: لا اعلم ...ولكني قلقة للغاية عليها
احتضنها جبل ليهدء من روعها وقبل أن يتحدث رن هاتفه المحمول فأخرجه ليجيب عليه
جبل: السلام عليكم...لا لم نجدها يا جدي ...سلمى لا تعلم اين ذهبت ...لا لا اظن انها رحلت ..اشعر ان هناك خطب ما ..حسنا سأهاتفك أن علمت أي شيء عنها ...الى اللقاء
مهران: وهو يشير إلى احدى المحلات: سأذهب لأسأل صاحب هذا المحل فمن الممكن أن يكون قد رأى شيئاً ما
جبل: بقلق: حسنا سأذهب معك .... هيا بنا
اتجه جبل ووالده الى المحل بينما جلست سلمى في السيارة وبكت مرة أخرى
❄❄❄❄❄
شعرت قلب بالخوف وهي تنظر الى الرجل الجالس بجوارها في السيارة فقد كانت تنتظر انتهاء سلمى من إحضار ما تريد عندما توقفت سيارة أمامها وهبط منها الرجل الذي كان ينظر اليها وهي بداخل المحل وقبل أن تصرخ كان قد قام بتكميم فمها وحملها وألقى بها بداخل السيارة..نظرت قلب حولها بتوتر فقد كانت بداخل سيارة بها السائق ورجلين يبدوا على وجههم الإجرام فشعرت بالخوف الشديد ولكنها انتبهت للتوتر الذي ساد على وجوههم عندما قال أحدهم وهو ينظر لبطاقتها الشخصية التي اخرجها من حقيبتها
الرجل: ايها الاحمق الم تجد سوا تلك الفتاة لتحضرها ...انها حفيدة سليمان الديب
الرجل المجاور لها : ما الذي تتحدث عنه ؟ انها تبدوا كأحدي السائحات اللاتي تحضرن الى هنا
السائق: وماذا سنفعل بها الآن....اذا علم جدها بما فعلنا فلن يرحمنا ابدا
الرجل: انا اعلم ذلك ولكننا لا نستطيع تركها تذهب فقد رأت وجوهنا
قلب: بتوتر: اتركوني اذهب وانا لن اخبرك أي شخص بما حدث فأنا ااااه..
لم تكمل قلب حديثها بسبب قيام الرجل الذي بجوارها بصفعها بقسوة فرفعت كفها وهي تبكي بألم وتتحسس الجرح الذي أحدثته الصفعة في شفتيها
الرجل في المقعد الأمامي: ايها الاحمق ...هل جننت؟
الرجل المجاور لها: انا لا اريد سماع أي ثرثرة من تلك الفتاة والان يجب أن نقوم بقتلها سريعاً فلن نستطيع مساومة عائلتها لأخذ فدية منهم فسوف يصلون الينا في اسرع وقت
السائق: انت على حق ...يجب أن نتخلص منها سريعاً
اخذت قلب تبكي وهي تشعر أن نهايتها قد اقتربت فبكت وهي تفكر انها قد هربت من القتل في القاهرة حتى تقتل هنا ...شعرت قلب بالرعب بسبب توقف السيارة فعلمت أنهم سيقتلونها هنا فأنتظرت ما أن فتح السائق قفل الامان حتى فتحت باب السيارة المجاور لها وهبطت منها راكضة وهي تصرخ طالبة النجدة
قلب: النجدة ....انقذوني ...النجدة
نظرت قلب خلفها لتراهم يركضون خلفها وقبل أن تنظر أمامها مرة أخرى حتى اصطدمت بجسد صلب فرفعت عينيها وهي تشعر بالرعب فوجدت أمامها رجلاً نظر إليها ثم نظر الى الرجال اللذين يلحقون بها وقال
الرجل: لماذا تركضين بتلك الطريقه ومن انتي ؟
قلب: ببكاء: انجدني ..هؤلاء الرجال قد قاموا بأختطافي ويريدون قتلي
ما أن انهت قلب حديثها حتى وقف الرجل أمامها وأخرج سلاحه الناري وفي خلال لحظات كان يتبادل إطلاق النيران مع الخاطفين وبعد تبادل النيران بينهم قام بقتل واحداًمنهم بينما فر الاثنان الآخران هاربان
الرجل: وهو ينظر لقلب: هل انتي بخير ؟
قلب: نعم ...انا بخير ....شكراً لك
الرجل: لا شكر على الاطلاق انا لم نفعل اي شيء ...والان لتخبرينني من انتي؟
قلب: انا قلب وهدان سليمان الديب
الرجل: بذهول: حفيدة سليمان الديب...هل انتي ابنة عم جبل مهران الديب...ولكن لغتك غريبة عن هنا
قلب: يأمل: نعم انا هي... ولكني ولدت في القاهرة ... هل تعرفه ؟
الرجل: نعم انا اعلم من هو فأنا صديقه ...انا ادعي هيثم
قلب: بأبتسامة: اهلا بك ...هل تستطيع مساعدتي على العودة إلى منزل جدي؟
هيثم: بأبتسامة: بالطبع ..هيا بنا سيارتي تقف خلف هذا الجبل
نظرت قلب حولها وقالت
قلب: ما الذي كنت تفعله هنا ؟
هيثم: بأبتسامة: انا عالم آثار كنت تقوم ببعض الأبحاث في ذلك الجبل
وأشار لجبل خلفه فأبتسمت له قلب واتجهت معه الى السياره وهي تشكر الله على وجوده في ذلك المكان
❄❄❄❄❄
جلست ليلى بأضطراب على المقعد الموجود في غرفة النوم التي أدخلتها اليها الخادمة ...اغمضت عينيها بأرهاق وهي تشعر ببداية الالم في ذراعها وصدرها ...رفعت كفها ووضعته على موضع قلبها وتنفست بألم وهي تتذكر انها لم تتناول الدواء الخاص بها بسبب عدم تناولها لطعام الغذاء ...فتحت عينيها بأضطراب وهي تسمع صوت فتح باب الغرفه فوجدت مصطفى يدلف الى داخل الغرفة وينظر إليها بغموض فشعرت بالتوتر الشديد من أن يطالب بحقوقه الزوجيه فهي لا تستطيع إعطاؤها له دون المخاطرة بحياتها فقلبها لن يتحمل ذلك المجهود ..تنفست بأضطراب بينما يمد مصطفى كفه ليجذبها لتقف امامه ففعلت ما يريد وقبل أن تفتح فمها لتخبره انها متعبه كان ينحني ليقبلها بحب ويحتضنها بين ذراعيه فشعرت برغبة عارمة في احتضانه بالمقابل ولكنها قبل أن يصدر منها أي حركة أبعدها مصطفى عنه بعنف وهو يقول
مصطفى: من الواضح انك لا تكرهين لمستي كما كنت اظن ...ثم أكمل بأشمئزاز...ولكني انا من أكره لمستك اتعلمين لماذا
نظرت له ليلى بذهول بينما ابتعد عنها وهو يكمل قائلا بأشمئزاز
مصطفى: انا لم اتزوجك لذلك السبب ...انا تزوجتك لانتقام منكي بسبب ما فعلتيه بي سابقاً
تراجعت ليلى للخلف ليس بسبب حديثه فقد كانت تعلم سبب زواجه منها ولكن بسبب نظرة الاشمئزاز الموجودة في عينيه بينما اقترب منها مصطفى مرةاخرى وهو يقول
مصطفى: من الغد ستكونين سكرتيرتي الخاصة بالشركة وخادمتي الخاصة في المنزل افهمتي ...انا لا اريد ان يعلم شخص انك زوجتي فأنا اشمئز من تلك الصله
ليلى: ببكاء: انا لم اكن اتخيل أن تكون بتلك القسوة ...لا يمكنك أن تجبرني على اي شيء ...لن افعل اي شيء
جذبها مصطفى من حجابها بشراسة وصفعها عدة صفعات بعنف ثم دفعها لتسقط ارضاً وهو يقول
مصطفى: ستفعلين ما امرك به....وغداً اريدك ان توقظيني باكراً وان لم تفعلي سأريكي ما هي القسوة
ما أن أنهى مصطفى حديثه حتى خرج من الغرفه صافعاً الباب خلفه بعنف فأخذت ليلى تبكي بحرقة ثم شعرت بأنها لا تستطيع التنفس فوضعت كفها على صدرها تحاول الحصول على بعض الهواء ولكنها شعرت بثقل رأسها ليتهاوى جسدها ارضاً فاقدة للوعي
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

رفقاً بي .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن