الفصل ال 23

7.4K 203 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الثالث والعشرون
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
بعد مرور اسبوع
تمكنت قلب اخيرا من الإدلاء بشهادتها وتقديم المستندات التي بحوزتها الى المحكمة ثم عادت إلى منزلها مع سليمان وجبل الذي كان يشعر بالتوتر الشديد بسبب قلقه الدائم على قلب منذ أن قامت الشرطة قبل موعد الجلسة بعدة ساعات بالقبض على شخصين كان هدفهم هو قتل قلب ..تنهد جبل وهو يجلس في الشرفة فها هي القضية بالنسبة لقلب قد انتهت ويجب أن يعقد قرانه عليها ولكنه يريد أن ينفصل عن سلمى اولاً...تنهد وهو يتذكر حديث مصطفى معه وقرر أن يسافر عائداً الى سوهاج حتى يقوم بتطليق سلمى ويتمكن من التحدث مع لبنى عن كريم الذي لا يكف عن الاتصال به ..شعر جبل بأنه لم يعد بمفرده فنظر خلفه وجد قلب تنظر له بأبتسامة وتقول

قلب : ماذا هناك؟ لماذا تقف هنا بمفردك؟
جبل: كنت افكر في أن أعود إلى سوهاج حتى اقوم بتطليق سلمى واتحدث مع لبنى في موضوعها أثناء قيامك بإنهاء الامور المعلقه هنا حتى تعودي معنا إلى سوهاج
قلب: انا اشعر انني سوف ادمر حياة سلمى لأنني السبب الرئيسي لهذا الانفصال
جبل: لا لا تقولي هذا أن سلمى تعلم جيدا انني سوف انفصل عنها فهي لم تكن يوماً لي زوجة
قلب: حسنا....ولكن ماذا ستخبر والديك عن سبب الطلاق؟
جبل: بأبتسامة: سوف اخبرهم كل شيء...سوف اخبرهم انني اريد أن انفصل عن سلمى واتزوج من ملكت عقلي وقلبي

ابتسمت قلب بخجل ونظرت ارضاً بينما تنهد جبل بسعادة وهو يفكر أنه في غاية السعادة وسوف ينتهي من زواجه من سلمى سريعاً حتى يتمكن من الزواج من قلب
❄❄❄❄❄
جلست ليلى بجوار مصطفى في الطائرة بينما كان يقوم مصطفى بتدثيرها جيدا وهو ينظر اليها بحب فأبتسمت وهي تقول

ليلى: انا لا اصدق انني عائدة إلى مصر وانا مازلت على قيد الحياة
مصطفى: بحب: سوف تعودين الى مصر وتقيمين بها مرة أخرى وتقومين بكل ما تريدين فعله وسوف اقوم بتحقيق كل ما تحلمين به
ليلى: بأبتسامة: انا احبك كثيرا يا مصطفى..اعشقك
مصطفى: بحب: وانا ايضا احبك يا ليلتي ... والان اخبريني ما الذي تحلمين به لأقوم بتحقيقه لك
ليلى: بحب: انا لا اريد سواك ..
مصطفى: وهو يلمس وجنتيها: وأنا ملكك انتي فقط والى الأبد يا حبيبتي

ابتسمت ليلى بخجل و أحنت رأسها بأتجاه كف مصطفى الذي ابتسم لها وضمها الى صدره
❄❄❄❄❄
دقات على باب غرفة لبنى جعلتها ترفع رأسها عن الكتاب الذي تقرأه لتتسع ابتسامتها وهي تركض لتحتضن جبل الذي قبلها على وجنتها وهو يقول

جبل: لبنى لقد اشتقت اليكي صغيرتي
لبنى: وهي تبتعد عنه: انا أيضاً اشتقت اليك كثيرا...أين قلب هل اتت معك؟
جبل: لا ...لقد اتيت الى هنا لاتحدث معك وانهي بعض الأمور ثم اعود مرة أخرى إلى القاهرة لاحضر قلب وجدي
لبنى: تفضل بالدخول لقد اشتقت اليكم جميعا
جبل: وهو يجلس: وانا ايضا اشتقت لكم ...ثم نظر إلى وجهها الذي يبدوا عليه الارهاق وقال ...يبدوا كأنك لا تنالين قسطاً كافي من النعاس
لبنى: بتوتر: لا ليس الأمر هكذا ولكن انت تعلم جيداً انني لا انام كثيراً في عطلتي
جبل: بتنهيدة: صغيرتي ...انا اريد ان اتحدث معك في موضوع كريم واريدك أن تستمعي الي جيداً

حركت لبنى رأسها بالايجاب وبدأ جبل بسرد ما حدث بينه وبين كريم بينما كانت دموع لبنى تسيل على وجنتيها وما أن انتهى جبل من الحديث حتى قال

جبل: انا اعلم جيداً أن الأمر ليس بالسهل عليك ولكن كريم يحبك بالفعل ويشعر بالندم الشديد بسبب ما فعل وعندما تحدثت مع جدي عنه أقترح أن يأتي كريم الى هنا و تتحدثي معه على انفراد ما رأيك
لبنى: ببكاء: انا لا اريد ان اتحدث معه ...انا لا اريد ان اراه من الاساس ...كيف اصدق ما سيقوله فلقد كان كل حديثه معي كذباً
جبل: وهو يحتضنها: انا اعلم جيدا ما تشعرين به ولكن يجب أن تقومي بإعطائه الفرصة ليوضح لك ما يريد ...والان لا تبكي يا صغيرتي واخبريني برأيك ...هل أخبره أن يأتي إلى هنا لتتحدثي معه
لبنى: وهي تجفف دموعها: كما تريد يا جبل انا اعلم جيداً انك لن تفعل ما يضرني

ابتسم جبل واحتضنها مرة أخرى وهو يفكر في شقيقته وما سيحدث عندما يأتي كريم ليتحدث معها
❄❄❄❄❄
جلست قمر على فراشها وهي تضم ركبتيها الى صدرها وتبكي فقد سافر فارس منذ اسبوع وعلى الرغم من أنه يتحدث معها كل يوم إلا أنها تشتاق إليه كثيراً ..رفعت هاتفها امام عينيها تنظر الى صورته التي تحتل خلفيته وازدادت وتيرة بكاءها وفي تلك اللحظة دق هاتفها المحمول فوجدت أنه فارس فأجابته سريعا وهي تقول

قمر: فارس....كيف حالك؟ لقد اشتقت اليك كثيرا
فارس: وانا ايضا اشتقت اليكي كثيرا ...ولكن اخبريني اولا ..ماذا بك ؟
قمر:وهي تعاود البكاء: لا شيء ....كيف هي وظيفتك؟
فارس: بأصرار: اتركي أمر وظيفتي جانباً....ماذا بك ؟ هل قام والدك بفعل أي شيء يضايقك
قمر: لا ....هو لا يتحدث معي من الأساس فمنذ أن ولدت زوجته وهو لا يفارقها ابداً
فارس: حسنا ...لماذا تبكين يا قمر؟ ...اخبريني ارجوكي
قمر: ببكاء: لقد اشتقت اليك كثيرا ... انا اريد ان اراك ...هل بأمكانك أن تأتي لتأخذني معك؟ ...هل بإمكاني البقاء عندك؟
فارس: هل تريدين أن تمكثي معي هنا ؟ هل هذا ما تريدينه
قمر: نعم هذا ما أريده ...انا لا اريد ان ابقى بمفردي مرة أخرى يا فارس ...هل تريدني انت ايضا أم ماذا ؟
فارس: بإبتسامة: ما هذا السؤال الغريب؟ انا اريدك في كل وقت وكل مكان ....انا اريد ان اراك دائماً وان تكوني بجواري دائماً
قمر: حسنا ..فلتأتي لتأخذني معك ...أو آتي انا اليك
فارس: بسعادة: لا انا سآتي غدا وسوف آخذك معي يا حبيبتي

ابتسم فارس فلقد حصل على ما أراد فقد كان يريدها أن تشعر بفقدانه حتى تتأكد من حبها له والان سوف يكون بأمكانه أن يبقى معها في مكان واحد
❄❄❄❄❄
في المساء
بعد أن انتهى جبل من حديثه مع لبنى اتجه إلى غرفته ووقف في الشرفة وهو يتذكر عندما عاد إلى القصر وتفاجأ من حالة سلمى التي ما أن رأته حتى احتضنته واخذت تبكي بحرقة وما أن سألها عن السبب حتى تحطمت كل خططه للانفصال عنها فقد علم بوفاة والديها في حادثة سيارة فأخذ يربت على ظهرها مواسياً لها وهو يفكر فيما سيفعله الان فلن يتمكن من تطليقها الآن يجب أن ينتظر قليلا حتى يمر هذا الوقت الصعب علي سلمى حتى ينفصل عنها....تنهد بحزن فلا يعلم لماذا تعقدت الأمور بتلك الطريقة ..لاحظ دخول سلمى الشرفة وهي تحمل بين كفيها كوب من العصير البارد وقال له

سلمى: تناول هذا العصير فمنذ عودتك وانت تقف هنا دون حراك
جبل: وهو يأخذه منها: شكراً لك يا سلمى....كيف حالك الان ؟
سلمى: بدموع: لا اصدق انني لن اري والداي مرة أخرى
جبل: مواسياً لها: رحمهم الله يا سلمى ادعي لهم فهم بأمس الحاجة لدعائك الان

حركت سلمى رأسها بالايجاب وهي تنظر إليه وهو يتناول العصير وابتسمت بداخلها فخطتها قد بدأت وما هي إلا لحظات حتى ترنح جبل فأقتربت منه سلمى وهي تتصنع الخوف وتقول

سلمى: جبل هل انت بخير ؟ يبدوا انك مجهد للغاية هيا الى الفراش

قامت سلمى بمساعدته على الوصول إلى الفراش وما أن جلست على الفراش حتى جلست سلمى بجواره واحتضنته وهي تبكي فضمها جبل حتى يواسيها على الرغم من الدوار الذي يعصف برأسه وقبل أن يخبرها بأي شيء شعر بشفتيها التي تطبع عدة قبلات على عنقه ووجنتيه فابتعد عنها بذهول وهو يقول بتعب

جبل: ماذا تفعلين يا سلمى انا ...

قطعت سلمى حديثه بتقبيلها له على شفتيه وقبل أن يحاول أبعادها عنه غاب عن الوعي فأبتسمت سلمى ووقفت وقامت بتمديد جسده على الفراش بصعوبة وقامت بخلع كافة ملابسه فأصبح عاري كيوم ولدته أمه وأخذت تلقي الملابس بأهمال في الغرفة وقامت بخلع كافة ملابسها هي أيضاً وانضمت له في الفراش ونامت على صدره حتى يصدق أنه جعلها زوجته بالفعل ..وفي لحظات كانت تغط في نوم عميق وعلى شفتيها ابتسامة انتصار
❄❄❄❄❄
دلفت قلب الى الغرفة التي يجلس بها سليمان وجلست بجواره وهي تقول

قلب :كيف حالك يا جدي ؟
سليمان: بأبتسامة: انا بأحسن حال ...كيف حالك انتي
قلب: انا بخير ...ثم قالت بتوتر...هل قام جبل بمهاتفتك عندما وصل إلى القصر ؟
سليمان: لا لم يفعل ولكني اعلم ما الذي منعه
قلب : بتساؤل: وما هو هذا الشيء
سليمان: لقد توفى والد سلمى ووالدتها في حادثة سيارة
قلب: بحزن: لا حول ولا قوة الا بالله...كيف حالها الان
سليمان: لا اعلم ..لقد تحدث مهران معي وأخبرني بما حدث ...فما رأيك هل نعود إلى سوهاج ثم نعود إلى هنا مرة أخرى ام ننهي ما تفعليه هنا اولا ثم نعود إلى سوهاج
قلب: بتفكير: دعني انهي كل شيء هنا اولا ...
سليمان: حسنا ...كما تريدين ...ثم نظر اليها وقال ..هل تحبينه حقا يا قلب

حركت قلب رأسها بأحراج وهي تعلم من الذي يسأل عنه سليمان فأبتسم سليمان وقال بحنان

سليمان: انا اشعر بالسعادة الغامرة من اجلكم ..وواثق كل الثقة إن جبل سوف يتمكن من اسعادك ولكن اولا ليقوم بتطليق سلمى
قلب: لقد كان ذاهباً إلى سوهاج ليفعل ذلك ولكن الان لابد أنه قد قام بتأجيل كل شيء

لاحظ سليمان الحزن الواضح على ملامحها غربت على كفها بحنان وهو يقول

سليمان: لا تقلقي ابدا يا قلب انا لن اسمح لأي شخص بأن يقوم بإيذائك مهما حدث ... وتأكدي دائما انني بجوارك
قلب: وهي تحتضنه: اطال الله عمرك يا جدي ...انا احبك للغاية
سليمان: بسعادة: وانا أيضاً احبك كثيرا يا ابنتي
❄❄❄❄❄
في اليوم التالى
فتح جبل عينيه وهو يشعر بالثقل الموجود على صدره وما أن رأى رأس سلمى على صدره العاري حتى انتفض جالساً وهو ينظر اليها بفزع وما أن لاحظ عريه وعريها حتى شحب وجهه وبحث سريعاً عن ملابسه وقام بأرتدائها بسرعة وهو يحاول أن يتذكر ما حدث ولكنه لم يستطع تذكر سوى ان سلمى كانت تقبله ..في تلك اللحظة نظر باتجاهها فوجدها قد استيقظت وجلست على الفراش وهي تضم الشرشف الى صدرها وتقول له بأبتسامة

سلمى: صباح الخير يا جبل ...كيف حالك اليوم
جبل: بتوتر: ماذا حدث يا سلمى ...انا لا اتذكر ليلة البارحة

تصنعت سلمى الخجل وهي تقول بصوت خفيض

سلمى:لقد كنت تقوم بمواساتي ثم جعلتني زوجتك يا جبل ...الا تتذكر ذلك
جبل: بصدمة: لا لا يمكن أن أكون قد فعلت ذلك ...ولماذا لم تقومي بمنعي؟
سلمى: متصنعه الدهشة: انا زوجتك يا جبل لماذا اقوم بمنعك من أخذ حقوقك الشرعية مني ...ثم تصنعت البكاء قائلة....لقد أصبحت زوجتك وانتهى الأمر لماذا تعاملني بتلك الطريقة
جبل: بذهول: اي طريقة انا لا اتذكر أي شيء ...كيف حدث هذا ..كيف
سلمى: وهي تبحث عن ملابسها: ما حدث قد حدث وانتهي ولم يبدوا عليك ليلة أمس انك لا تريد ذلك

اتسعت اعين جبل بذهول وهو يحرك رأسه برفض لما يسمعه واتجه مسرعاً الى المرحاض وما أن أغلق بابه حتى اتجه بكامل ملابسه تحت مرش المياه وهو ينظر بأعين متسعة الى الفراغ فماذا فعل ؟ لقد اتى الى هنا لينفصل عن سلمى وليس ليجعلها زوجته ..اغمض عينيه وهو يتذكر قلب وقرر أن لا يخبرها بما حدث حتى لا يخسرها الى الابد ..اغلق مرش المياه ولم يهتم بأزالة ملابسه وهو يتجه إلى المرآة وينظر إلى وجهه بغضب ويفكر كيف تمكن من خيانة قلب ..رفع قبضة يده وقام بلكم المرآة فتحطمت الى آلاف القطع بينما أخذ كفه ينزف بغزارة فنظر إليه بلا مبالاة وهو يشعر أن ألمه الداخلي اكثر من ألم كفه
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

رفقاً بي .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن