بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الخامس
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
اضطرب مصطفى عندما سقطت ليلى ارضاً ووقف قليلا ليتأكد من صدق اغمائها وما أن تأكد انها لا تدعي الاغماء حتى اقترب منها مسرعا وانحنى ليضع أصابعه على العرق النابض في رقبتها وما ان شعر بالنبض تحت أصابعه حتى تنهد بأرتياح ونهض ليحضر زجاجة العطر الخاص به الموضوع فى المرحاض وجلس مرة أخرى بجوارها وحاول افاقتها ولكنها لم تفيق على الرغم من كل محاولاته بالعطر مرة والمياه الباردة مرة وبصفعها على وجنتها مرة وما أن تأكد أنه لن يستطيع مساعدتها حتى انحنى وحملها وخرج مسرعاً من غرفة المكتب ليهبط الى الاسفل ويستقل سيارته ليذهب بها إلى المشفى وما أن وضعها في السيارة حتى انطلق بها إلى المشفى ..بعد لحظاتتململت ليلى في جلستها وفتحت عينيها بصعوبة وجدت أنها بداخل سيارة مصطفي الذي يقود بسرعة كبيرة فأعتدلت وهي تقول بخفوت
ليلى:اين انا ؟ الى اين نذهب؟
ما أن نطقت بتلك الجمله حتى تنهد مصطفى ارتياحاً وقام بتخفيف سرعة السيارة وايقافها بجانب الطريق وهو يقول
مصطفى: لقد اغشى عليك وحاولت افاقتك ولكني لم استطيع فوضعتك في السيارة حتى نذهب الى المشفى
اضطربت ليلى عندما علمت أنها كانت ستذهب إلى المشفى واعتدلت في جلستها وهي تقول
ليلى: لا داعي للذهاب الى المشفى انا الان بخير ...هل بأمكاننا العودة إلى الشركة ؟
نظر مصطفى قليلا الى وجه ليلى الشاحب ثم قال ببرود
مصطفى: حسنا ..سأعيدك الى الشركة حتى تحضري حقيبتك وشوف اقوم بإيصالك الى منزل
ليلى: ولكن
مصطفى: بدون ولكن ...سوف نكمل كتابة الخطابات في الغد
ما أن أنهى مصطفى حديثه حتى أدار السيارة مرة أخرى ليتجه بها إلى الشركه وفي خلال لحظات كانت ليلى قد أحضرت حقيبتها واستقلت سيارة مصطفى الذى اصر على ايصالها إلى منزلها وما أن توقفت السيارة أمام إحدى المباني السكنية المتهالكة حتى قال مصطفى بأشمئزاز
مصطفى: اتريدين اقناعي انك تقيمين في ذلك المبنى السكني؟
ليلى: بحرج: انا أقيم هنا فعلا
مصطفى: بسخرية: تقيمين هنا؟! لماذا ..ألم تأخذي من زوجك الثري ثمن زواجك منه ؟
تنهدت ليلى بحزن وهي تعلم انها لا تستطيع لومه على ما يقول ثم فتحت باب السيارة وهبطت منها وهي تقول
ليلى: حسناً ....شكرا على ايصالي ...
ابتعدت ليلى عن السيارة ودلفت الى داخل المبنى بينما أخذ مصطفى يراقبها حتى اختفت بالداخل ثم ألقى نظرة مشمئذة اخيرة على المبنى قبل أن يقود سيارته ويبتعد عن ذلك المكان
❄❄❄❄❄
دلف جبل الى المنزل وبجواره زوجته التي كانت تنظر إلى وجوه الجالسين فى بهو المنزل بأبتسامه وبعد أن انتهت من القاء التحية على الجميع حتى قالت
سلمى: ما الذي حدث لذراعك يا لبنى؟
لبنى: حادثة بسيطه ليس اكثر
سلمى: سلامتك يا لبنى ...ثم نظرت لسليمان وهي تقول ...كيف حالك يا جدي لقد اشتقت لكم كثيرا ؟
سليمان: اذا كنتي قد اشتقتي الينا بالفعل لماذا لم تعودي الى منزلك ؟
سلمى: لقد كنت اجلس بجوار والدتي فقد كانت مريضة للغاية ولكني ما أن علمت بحضور زائرة إلى المنزل حتى عدت على الفور
سليمان: قلب ليست بزائرة ....قلب تملك في ذلك المنزل نصيباً كحالنا جميعاً
لبنى:لتهدئة الحديث: سلمى لم تكن تقصد أن تقلل من شأنها يا جدي
سلمى: بأبتسامه: بالفعل انا لم اقصد ذلك ...ثم نظرت حولها وهي تقول ...والان اين هي؟ ..انا اريد الترحيب بها
مريم: انها تتحدث في الهاتف بالخارج وما أن تنتهي من حديثها ستأتي لتجلس معنا
سلمى: حسنا سأنتظرها لارحب بها
ما أن انهت سلمى حديثها حتى فرغت فمها بذهول وهي ترا الفتاة التي تدلف إلى داخل المنزل فقد شعرت بالذهول فلم تكن تتصور أن تكون بذلك الجمال وما أن اقتربت منها قلب حتى قالت مريم
مريم: تقدمي يا قلب انا اريدك ان تقابلي سلمي زوجة جبل
ابتسمت قلب وهي تصافح سلمى المبتسمة وهي تقول
قلب: اهلا بك يا سلمى ... لقد سعدت بلقائك
سلمى: وانا أيضاً....اهلا بك بيننا
سليمان: تعالي يا قلب واجلسي بجواري يا ابنتي
تقدمت قلب وجلست بجوار سليمان وهي تضع هاتفها المحمول في جيب معطفها
سليمان: هل حالفك الحظ في الاتصال بوالديك؟
قلب: للأسف لا ...ولكني هاتفت صديق والدي ليذهب إلى المنزل ويطمئن عليه ولكنه قال لي أنه قد تحدث معه بالامس وأنه بخير ولكني لا اعلم لماذا لا يجيبون على اتصالاتي
سليمان: حسنا لا تقلقي ..سوف يكونون بخير بأذن الله
حركت قلب رأسها بتوتر وهي تدعوا الله أن يكون سليمان على حق وأن والديها بخير ولم يمسهم اي سوء
❄❄❄❄❄
بعد مرور اسبوع
قام فارس بإيصال لبنى الى الجامعة وما أن اوقف سيارته أمام الجامعة حتى قال
فارس: حسنا ..متى ستنتهي المحاضرة الأخيرة ؟
لبنى: سوف تنتهي الساعه الثانيه ظهراً ..هل ستأتي لتأخذني معك ؟
فارس: بأبتسامه: نعم سأفعل ذلك....والان لتذهبي الى محاضرتك حتى استطيع الذهاب الى عيادتي
لبنى: وهي تهبط: حسنا الى اللقاء
ابتعدت لبنى عن السيارة ودلفت الى داخل الجامعه وما أن رفعت رأسها حتى وجدت قمر التي تنظر إليها بأبتسامه فأقتربت منها ببطء وهي تقول
لبنى: حسنا .. مرحباً بالغائبه...اين كنتي ؟
قمر: بأبتسامه: لقد كنت عند أسرة والدي وقد عدت بالامس
لبنى: حسنا ..لماذا لم تجيبي على الهاتف ؟ لقد قالت كثيراً عليك وانا احاول الاتصال بك الاسبوع الماضي
قمر: وهي تحتضنها : انا اسفة للغاية ولكنني كنت اريد الابتعاد قليلا عن كل شيء
لبنى: بتساؤل: هل مازلتي حزينه بسبب ما حدث ؟
قمر: بحزن: لا لم اعد حزينه ...فلقد وجدت أن الحزن لن يغير ما حدث وليس بأمكاني سوا ان انتظر انتهاء كل شيء
لم تجيبها لبنى فهي تعلم جيدا أن قمر لا تريد الزواج من فارس ولكنها لا تريد الدخول في تلك التفاصيل حتى لا تشعرها بالحزن اكثر وقبل أن تتحدث لاحظت اقتراب الرجل الذي قام بصدمها بسيارته وقبل أن تخبر قمر وجدته يقف بجوارهم ويقول لها
الرجل: مرحباً انستي..كيف حالك اليوم ؟
ليلى: بخجل: انا بخير .. شكراً لك
نظر الرجل الى ذراعها ثم قال بأسف
الرجل: انا اسف للغاية بسبب ما حدث ..هل يؤلمك ذراعك كثيرا ؟
حركت ليلى رأسها بالنفي ثم نظرت الى قمر التي تنظر اليها بتساؤل وقالت
ليلى: هيا بنا يا قمر لنذهب الى المحاضرة ..ثم نظرت للرجل وقالت ..شكرا لاهتمامك وداعاً
وما أن ابتعدوا عن الرجل حتى قالت لها قمر بذهول
قمر: اريدك ان تقصي علي كل شيء حدث بينك وبين كريم
نظرت لها لبنى بذهول وقالت
لبنى: كريم ...هل تعرفين من هو هذا الرجل ؟
قمر: بالطبع اعرف...هذا هو كريم ..أنه المعيد الجديد الخاص بنا
لبنى: يا الله...لا تقولين انك تتحدثين بصدق
قمر: بأبتسامه: أقسم لك انني صادقة فيما اقول...والان لتخبرينني ما حدث بينكم وبالتفصيل
لبنى: بتنهيدة: حسنا ..سأخبرك بكل ما حدث
❄❄❄❄❄
كانت قلب في غرفتها عندما رن هاتفها المحمول فأجابته سريعا عندما رأت أن المتصل هو والدها
قلب: مرحبا ابي... اين انتم لقد حاولت أن أتصل بكم كثيرا لماذا لم تجيبوا على اتصالاتي ؟
أمجد: مرحبا طفلتي ...كيف حالك وكيف حال عائلة والدك؟
قلب: انا بخير وهم بخير ايضا ...أخبرني ما الذي حدث لكم
أمجد: لا تقلقي لم يحدث أي شيء ولكننا كنا نشعر أننا مراقبون لذلك لم نجيب على اتصالاتك
قلب: حسنا ...وما الذي تغير الان ؟
أمجد: لقد قام صديقي بالتأكد اننا لسنا مراقبون لذلك تمكنت اخيرا من مهاتفتك ...لقد اشتقنا اليك كثيرا ً
قلب: بدموع: وانا أيضاً اشتقت اليكم كثيراً....اين هي والدتي ؟...انا اريد التحدث معها
أمجد:ها هي رقيه ...هي ايضا تريد التحدث معك
رقيه:بصوت باكي: قلب حبيبتي كيف حالك ؟
قلب:بدموع: انا بخير امي ؟ كيف حالك انت ؟ لقد اشتقت اليكي كثيراً
رقيه: وانا ايضا يا صغيرتي...كيف حالك ؟ هل انتي سعيدة بين عائلة والدك؟
قلب: لا ...انا اريد العودة اليكم في اقرب وقت ...انا لا اريد البقاء هنا امي
رقيه: ببكاء: وانا ايضا اريدك ان تعودي يا طفلتي ولكن عودتك الان تمثل خطراً على حياتك ..يجب أن تنتظري
قلب: ببكاء: ولكني اشتقت اليكم ...اشتقت اليكم كثيرا امي ..
اخذت قلب تبكي وشاركتها والدتها البكاء حتى انهوا المكالمة ثم اتجهت قلب إلى المرحاض وهي تدعوا الله أن تنتهي تلك المحنة وان تتمكن من العودة إلى والديها في اقرب وقت
❄❄❄❄❄
بعد أن انتهت المحاضرة اتجهت لبنى وقمر إلى الخارج لتتوقف قمر قائلة للبنى بصدمة
قمر: انتي لم تخبريني ان فارس سيأتي لأخذك من الجامعة
لبنى: لقد نسيت ذلك الامر صدقيني ...ثم قالت بتعب...هيا بنا نذهب انا اشعر انني متعبة للغاية
قمر: بأضطراب: اذهبي انتي انا سأعود الى منزلي بسيارة اجرة
لبنى: بتصميم: انا لن اتركك لتذهبي بمفردك وفارس سيغضب إن لم تستقلي سيارته ...هيا يا قمر لا تكوني بذلك العناد
نظرت قمر للبنى التي كانت تنظر لها برجاء ثم تنهدت بأستسلام واتجهت معها إلى السيارة وما أن استقلت السيارة على المقعد الخلفي حتى قال لها فارس
فارس: مرحباً يا ابنة العمة ...كيف حالك اليوم ؟
قمر: انا بخير ...شكرا لك ...كيف حالك انت؟
فارس: انا بأحسن حال .... كيف حالك الان يا لبنى هل يؤلمك ذراعك؟
لبنى: بأبتسامة: قليلا ولكني بخير .... هيا بنا لنعود الى المنزل
فارس: حسنا سأقوم بإيصال قمر اولا ثم نعود معا الى منزلنا
لبنى: حسنا ...هيا بنا
انطلق فارس بسيارته بينما اخذ ينظر من حين لآخر الى المرآة لكي ينظر إلى قمر التى كانت تنظر الى النافذة الموجودة بجوارها ..تنهد بأحباط فهو يعلم أن الطريق الى قلبها صعب للغاية ولكنه ينتظر فقط أن يعقد قرانه عليها حتى يستطيع محادثتها كما يريد
❄❄❄❄❄
جلس مصطفى على مقعده وهو يراقب ليلى التي تقوم بترتيب بعض الاوراق التي ستقوم بأرسالها الى شركائه واخذ يتذكر ماضيهم معا
مصطفى: بغضب: ما الذي تتحدثين عنه؟ ...انا خطيبك وزفافنا بعد شهر واحد .. كيف تأتين الان وتخبريني انك لا تريدين الزواج مني هل جننتي ؟
ليلى: بتوتر: انا لا اريد الزواج منك هل سترغمني؟ ...لقد شعرت في الأيام الأخيرة انني لا اريد ان اكمل حياتي مع شخص مثلك
اقترب منها مصطفى بغضب وجذبها من ذراعها بعنف وهو يقول بغضب
مصطفى: انا لن اتركك مهما حدث ..انتي ملكي انا...افهمتي ما اقول
ليلى: وهي تبتعد عنه: انا لا اريد البقاء معك وانا لست ملكاً لك او لأي شخص آخر
نظر مصطفى بذهول الى ليلي التى قامت بأخراج الدبله الذهبيه من اصبعها ووضعتها في جيب سترته الخارجي وهي تقول
ليلى: لقد انتهى ما كان بيننا وارجوا أن تتركني لاذهب فأنا حقاً لا اريد الزواج منك ...لا اريدك ...افهمت
افاق مصطفى من شروده على صوت هاتفه المحمول فأجابه
مصطفى: مرحبا جبل ...كيف حالك يا صديقي ؟
جبل: انا بخير ولكني غاضب منك للغاية
مصطفى: غاضب مني انا ..لماذا؟ ما الذي فعلته؟
جبل: احقاً لا تعلم .... لقد علمت بعودتك الى مصر بالصدفة وانت لم تحدثني وتخبرني بذلك
مصطفى: انا حقاً اسف بهذا الشأن ...ولكن هناك بعض الأمور التي حدثت وسوف اقص عليك كل شيء عندما اراك
جبل: حسنا.... ما رأيك أن تأتي الي منزلنا ...انا اعلم جيدا أن جدي سوق يسر كثيراً لرؤيتك
مصطفى: حسنا ...يأتي اليكم غدا فلقد اشتقت الى رؤيتكم
جبل: حسناً سأنتظرك غداً ...الى اللقاء
وما أن انهى مصطفى محادثته حتى نظر إلى ليلى وهو يتذكر الماضي مرة أخرى وتذكر أنه قد علم بزواجها من رجل اعمال ثري بعد تركها له بيومين تنهد مصطفى بغضب وهو يفكر أنه يجب أن تدفع ليلى ثمن بيعها له وزواجها من رجل آخر من أجل ماله فقط وهو يعلم جيدا كيف سيقوم بذلك ..
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
أنت تقرأ
رفقاً بي .... مكتملة
أدب نسائيذهبت لعائلة ابيها لتهرب من مصير سيء فهل احسنت الاختيار ؟ ام هربت من مصير سيء الى مصير اسوء...... كان لها كحبل النجاة ولكنها لم تكن تعلم انه سيقيدها الى الابد...... عاد من بعيد لبنتقم منها بسبب ما فعلته في الماضي فهل سيستطيع الانتقام ام سيكون الموت ا...