عودة : فترتك لم تنتهي بداخلي و لكني انتهيت في فترتك 💔

46 4 9
                                    

كانت مجرد ورقة في شجرة لوز يانعة لم تمضي بعد سنتها الاولى كانت تنظر للارض من مكانها و تتنهد لو كانت تستطيع ان تهرب لم تكن تشعر انها تنتمي لذلك المكان و كانت تسمع من جاراتها ان هناك ما يدعى خريف كن يخفن منه و يقلن انه وقت سقوطهن فكانت تنتظره على احر  من الجمر تلك الورقة كانت تشعر بالوحدة الشديدة لم تكن تعلم ماذا يعني ان تشتاق لشخص او ان يساندها احدهم و يهتم لامرها كانت تبتعد عن من يسالها عن حالها و تدعي التلاعب مع الرياح كي تهرب من اجتماعات صديقاتها  و في يوم ما تفتحت ازهار شجرة اللوز و انجبت لوزاتها الخضراء الشهية و كانت تلك الورقة تقطن حذو لوز صغير اخضر و وسيم جدا كان هذا اللوز الصغير معروفا جداا في باقي الشجرة يضحك مع الجميع و يساعد الجميع لكنها  لم تكن تحب فيه ذلك كان يخيفها كانت تخاف جدا من التعلق به او حتى  ان يخدعها بطيبة زائفة كانت تدفعه كلما اقترب منها و لكنه ظل يحاول او على الاقل لم يبتعد و ينفر بدوره منها بل اولاها اهتماما و لو لم يكن خاصا الا انه كان مميزا بالنسبة لها و فجاة جاء طفل صغير اراد ان يصعد الى قمة تلك الشجرة و كادت يده ان تدهس تلك الورقة و تسحقها لولا تدخل اللوز فالوقت المناسب و وقوفه معها حتى استردت عافيتها كبر كثيرا في عينها و بدأ يعجبها اصبحت صديقة له و لاول مرة تحدث لها و من قريب اصبحت  تراقبه كان يكبر حجما يزداد ثقة يسند من يحتاجه و يترك بصمته في ذاكرة جميع السكان كانت ترى في كلماته طفولة عفوية و حماسة جميلة و كانت تحب مجارات تهوراته المخيفة غضبه اصبح يبعثرها و دون ان تشعر اصبحت تحبه بطريقة جنونية كانت تنتظر الليل كي ينام و ترى انعكاس القمر عليه و اصبحت تختلس النظر له في كل ثانية كي تحفظ تفاصيله تحسبا لغفوة في غير وقتها هو كل ما تفكر به يوما كاملا و الوحيد الذي تبحث عن حجة تافهة تجره لمحادثتها لوز كان رائعا حتى عند ادراكه لحبها له لم يتركها لم يبعدها و هذا مازاد عشقها احبته كثيرا لدرجة انها اصبحت تجتمع باخرين من اجله كي تعجبه كي تلفت انتباهه كي تشاركه اسعد لحظاته تمنت ان تكون كتفا له في حاجته حضنا يخفي فيه وجهه الباكي كانت تريد ان. تكون مصدر سعادته و مكان راحته  و كانت تحزن ان لم تكن هناك عندما ترى الم تحوله الى لوز ناضج في عينيه ااه وكم كانت مغرمة بتلك العينين العسليتين و كان الشمس أعطتهما القليل من ذهبها و مع تمازج الاخضر الطفيف فيهما كانتا بالنسبة لها مكانا يسع العالم باسره  او كانتا عالمها لكن الخريف اتى و ما باليد حيلة لا يوجد حل لا لوز احب الورقة و لا الورقة استطاعت مقاومة الرياح جفت و بليت و من ثم سقطت ارضا و اصبحت تراقب لوزها من الارض قلبها يؤلمها عينها لاول مرة تبكي بحرقة و نبضها موجع جداا و في يوم من الايام و هي تتأمل معشوقها الذي يسامر احدى الورقات الجديدة مر رجل مستعجل سمع خبر ولادة زوجته حديثا و دهسها و انتهت قصة الورقة المسكينة كان يجب ان تعلم ان لا وجود للحب في هذا العالم و ان كلا منا اتى ليؤدي وظيفته و يغادر هذه الارض ليس الا ...

روح عنيدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن