تلك الرحلة..

4 2 0
                                    

رغم ثقل الحقائب و كثرتها الا اني كنت اتقافز في الطريق محملة باحلامي الوردية السعيدة تشق وجهي ابتسامة عنيدة و مملوء فؤادي بتحد قوي
كانت المحطة مليئة و بدأ التدافع يزعج اندفاعي الطري لكني كنت احاول افتكاك مكاني لم أكن خائفة حينها من خسارتي او من ضياع اماني
مشيت و مشيت و لم اجد قطاري بعد كنت اظنني قد ضعت .. و بدأ فكري في التخبط جزء مني يريد الركوب بشدة يحثني على البحث أكثر .. و آخر في بدأ الخوف يحاصره و يرجوني لمهاتفة احد أخبر ....و بين هذا و ذاك كنت شاردة و لم ابرح مكاني و الناس تسرق مني زماني و الجمع يهرول حولي بجنون و انا واقفة في سكون .. فجأة اصطدمت بي فتاة تبينت بغرابة بأنها تشبه ملامحي توسعت عيناي في حيرة كانت على عكسي ناضجة وفي سن كبيرة و بصوت قاسي سألتني عن مرادي فاخبرتها بوجل اني لم اجد قطاري..
و ضاعت حروفي بعد اجابتها و تاهت مني الثواني قالت ان رحلتي ألغيت و ان سفرتي قبل ان تبدأ إنتهت و أن أبواب هذا الطريق أغلقت و علي العدول ... بدأت دموعي في النزول و عدت أجر حقائبي و بعضا من احلامي التي اصرت على البقاء بجانبي و ظلالا مخيفة من الخيبة .... وكانت عودتي سريعة كأن المسار لم يتحمل حالتي المريعة..
استقبلني والدي بابتسامة و امي وقد فارقها الوجوم الذي لاحظته منذ ساعات و هي تدعو لي بالسلامة ...لم يتغير شيء في غرفتي كما تركتها منذ ساعات حيث ودعت وحدتي و لم يتغير سريري الذي خططت لبيعه اثر بدأ رحلتي و لم تتغير الجدران الباردة و لا حتى كتبي و لا مكتبي و لا مقعدي الذي عددت عليه وجهاتي القادمة واحدة واحدة و لا حتى تلك الورقة التي علقتها و ضمنتها مخطط اهدافي و اكتبهن ساخرة من إسرافي في الخيال ... لم يتغير شيء في تلك الساعات الا نفسي التي حبستني في متاهة.. نفسي التي مازالت اليوم تعاقبني بلا هوادة ..لم يتغير شيء عدى روحي التي أضحت شاحبة باهتة و عداي أنا
رميت حينها كل المنى و اردت البحث عني من جديد و العجب اني من يومها الى الآن اعد خيباتي و ازيد و قد نسيت مالذي اريد حتى اني اليوم اصطدمت بطفلة تائهة في محطة القطار و كنت يائسة أحاول الفرار كانت محاطة بالاحلام فاغوتني غيرتي و دفعت بها للاستسلام أردت لسعادتها ان تختفي اردتها ان تصبح مثلي ان تنتفي و كنت شامتة و أنا أراها تغادر المكان تاركة ورائها احلاما ثائرة و كلما ملكت من امان

روح عنيدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن