الباب الخامس: رماد الماضي

29 2 0
                                    

اخذ الفريق يحزمون امتعتهم وحقائبهم مستعدين للرحيل وإكمال مسيرتهم للبحث عن الإرث الأسطوري مبتدأين بإريك وسيوف الاباطرة التي يحكى عن انها كانت لأبناء الملك تشارلز الأول،

جون، ايما، سالي، كايلور، سامويل. وكانت هذه السيوف هدية ابيهم لهم، أعطيت لهم عندما بلغ كلا منهم السادسة عشر، وكان على كلا منهم ان يصطاد تنينا ويجلبه الى القصر حتى يأهل الى ان يخلف اباه في الحكم، فاختلف الأبناء في وقت خروجهم واصطيادهم لتنانين ولكن كان الذي اتى فأكبر و اقوى تنينٍ كان يهدد سنترولم هو كايلور خامس أبناء الملك تشارلز وهو من حكم بعد موت ابيه ولكن لم يدوم حكمه حتى انقلب عليه اخوته وقتل الاخوة بعضهم بهدية ابيهم والتي خلدت في القصر الذي يقع في اعمق غابة في وسط سينترولم، والتي كان قد توجه اليها الفريق عازمي على جمع الإرث الأسطوري.

لم يكون طريقهم خالٍ من المتاعب و الصعاب، استمر الفريق في المشي وكل منهم يريد ان يجرب قوته التي اكتسبها من الكتاب ولكن لم تحل لهم فرصة ذلك، ولكن ايرك خلال رحلة وتحقيقه مع الهاربين اكتشف طريقا يوجد به مسار لمبعوثي فريدي سالو، فقرر ايرك ان يسلك ذلك الطريق كي يستمتع قليل في رحلته الى وسط العالم، وكما جرت العادة كان الكل يضحك ويلقي النكات حول علاقة يوتا بيوما وعن حجم البرت الذي كان يصطدم بالأغصان وهو يمشي وعن قصر جيسيكا و حماسة لورس بإظهار انه افضل محارب عرفة البلاد، ولكن كان ايرك يمشي امامهم وهو يفكر في من سيكون هناك قبله من جنود فريدي.

لم تكن بالرحلة الطويلة حيث ان ايرك خطط لها من قبل الوصول الى المدينة وكان قد سلك طريقاً مختصره، حين وصل الفريق رأوا شخصاً غريباً لم تكن ملامحة مسالمة ابداً، اقترب ايرك وسأله: من انت ؟، فأجابه: من سيقتلكم هنا.

ابتسم ايرك وتقدم له يوتا بعد ان اذن له ايرك، اخذ يوتا يلبس قفازات الحديدية التي كانت اذا ضرب به الجبال تسبب في صدعها.

ضحك يوتا وقال: اذا انت من كلاب من؟، هل انت من كلاب فريدي؟، لم يجبه الشخص المجهول ولكن قال له: انا سابو قاطع الرؤوس. حك رأسه يوتا وقال: اذا هل ستهاجم ام لا؟

انطلق عليه سابو بسيفٍ يستعصي عليك تخيل حجمه الذي كان اشبه بسيوف العمالقة الأولين.

انحنى يوتا الى الأسفل قليلٍ وبدى متعجبنا من ذلك ونظر الى جيسيكا وسألها: هل الكتاب يعطي مثل هذه القدرة الجسدية؟، فأجبته بنعم يعطي قوة جسديه مما يجعل الجسد اخف و اسرع و اقوى، ابتسم يوتا وقال: إذا حان وقت التجربة، قفز يوتا من انحنائه الى سابو بسرعة لم تكن في حسبان كليهما وسدد له لكمت كادت ان تقتله لو لم يكون سيوفه في طريقه، وبدأ يوتا يقفز من شجرةٍ الى اخر ويسدد لكماته واحدةً تلوى الاخر حتى تصبب في كسر جزءٍ من سيف سابو الذي لم يتمكن من لمسه ولا مرة واحدة، لم يكون سابو مغفلا ليستمر في قتال يوتا، ففكر في طريقة يستطيع بها الهرب الى فريدي وإيصال الاخبار اليه، فتذكر انه قد جهز خندقاً يوصله الى نظام تهريب كان يستعمل قديم لإيصال البضائع المسروقة فركض نحوه وبكل سرعته ووقف يوتا ينظر اليه وبعدها نظر الى ايرك فقال له : هل الحقه ؟، فكان رد ايرك : لا تأتني الى وقد قصصت عنقه، ضحك يوتا وقفز على سابو الذي احسس بالخطر والتفت بسيفه نحو يوتا الذي غير مساره وهدفه من رأسه الى يده التي كانت تحمل السيف، فحطمها و أرسل جسده بعيدا عن يده ولكن لم تكن كافيتا لإيقافه من الهرب، عاد يوتا وهو يهز كتفيه ويقول انه لم يستطع الإمساك الا بيده.

تقدم ايرك الى القصر الذي اوهنته الرياح وجعلته بالياً من الخارج، فُتحت الأبواب، تطاير الغبار، هربت الحشرات وكل ما كان يعيش في ذلك القصر العاري اخذ الجميع خطوتهم الأولى الى المجهول، ما كان يعتبر احد اعظم القصور لم يعد الا بعض الاعمدة والجدران التي تعرت مع الزمن من الاصباغ والزينة، قصرٌ لم يكون اعظم منه الا حجم المملكة التي كانت خاضعة للحكم تحته.

مشى الجميع في البهو وكان الكل مرتبكا مما رأوا من عظمة هذا القصر الذي اندثر ذكرة مع الزمن، قيل في الشائعات ان كل سيفٍ وضع في غرفة مالكة، اتفق الكل ان يذهب كل اثنان معا ويأتيا بسيفين وايرك مع جيسيكا ليبحثا عن اقوى سيف، سيف كايلور الذي كان في غرفة الحكم، انطلق الكل الى طريقه باحثاً عن الغرف وكان لورس مع يوتا و البرت مع يوما، عثرا لورس ويوتا على سيوف سالي وسامويل، اما البرت ويوتا فعثرا على سيفي إيما وجون، لم يقابلوا الكثير من المتاعب غير ان يوما كانت تخاف الظلام الذي كان يعم القصر و خوف يوتا على اخته، وحب لورس للعبث في الأشياء، اما ايرك و جيسيكا كانا قد اقتربا من غرفة الحكم ولكن احسس ايرك بأن شيء كان في غير موضعه الأساسي، رأى انه يوجد بقعةٌ من الأرض لا يوجد عليها غبار وكان شيء كان فوقها و تحرك لكن لم يتم سحبه بل رفعه عن الأرض مما يعني ان هنالك شخص قد يبرهن انه ند لأيرك، فتح ايرك باب الغرفة واخذ يمشي نحو كرسي الملك الذي كانت يرقد عليه جسد الملك المقتول كايلور وسيفه مغروسٌ في صدرة، وصل ايرك الى السيف،

وقال: سيفٌ انتهت به اكبر مملكةٍ عرفتها الأرض، لكنني سأبني ماهوا اعظم منها مملكةٌ لا مخرج منها.

ابتسمت جيسيكا.

وسحب ايرك السيف، فسمع صوت شيء يسقط فنظر الى الأعلى ورأى خزانةَ تسقط من السقف نحوه فابتسم وحرك السيف الى الأعلى فقص الخزانة الى نصفين بل وحتى السقف الذي كان يبعد عنه امتارا كثيره، وسمع صوت طفل يسقط فقفز امسكه، نظر ايرك الى وجه الطفل حتى يتعرف عليه، امعن النظر في وجه الطفل فكتشف انها فتاة صغيرة تمتلك احدى الخواتم التي تعطي قوة هائلة،

نظرت اليها جيسيكا فعرفت من تكون هذه الفتاة، فقالت لإيرك: انزلها، هذه هي اخر ابنة لملك الثعالب الأول، الذي مات من اربع سنين، انزلها ايرك ونظر الى جيسيكا وقال: إذا هي حاكمتكِ؟ افعل ما تشائين بها، وامضى ايرك في طريقة الى البهو،

أكملت جيسيكا المشي خلف ايرك التحدث مع هيلي ابنة ملك الثعالب الأول،

فقالت لها: ماذا اتى بكي الى هنا الى هذا القصر المهجور، فأجابتها: لقد تم طردي من القرية وبيعي الى فريدي سالو الذي كنت في طريقي اليه حتى هرب من كانوا معي عندما سمعوا عن سابو وتركوا هذا الخاتم، استمروا في الحديث عن قرية الثعالب وما حصل بها، وصل ايرك الى البهو فوجد السيوف مغروستاَ في الأرض والجميع حولها يتسامرون ويضحكون اخذ ايرك ينظر الى السيوف التي اختلفت الوانها من القرمزي والازرق والأخضر والأسود حتى سيف كايلور الذي كان لونه يجمعها كلها.


نهاية الباب الخامس 

رحلة شيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن