وفي صباح اليوم التالي استقيظ أسر مبكرًا وكانت زينة ما تزال نائمة نظر لها وابتسم فهي فوضوية جدًا في نومها ، نهض أسر وبدل ملابسه وتوجه ليرى حصانه رعد فهو يذهب في جولة معه كل صباح .
وبعد مرور بعض الوقت استقيظت زينة ووجدت نفسها وحيدة في الغرفة توجهت الى الشرفة المجاورة للغرفة لترى حديقة المنزل الواسعة وكان أسر هناك هو وحصانه يلعبان سويا نظرت لهما وابتسمت وتساءلت لماذا يتعامل معها بجفاء .
بدلت زينة ملابسها ونزلت للأسفل وكانت الدادة تشرف على تحضير طعام الافطار
" صباح الخير " قالت زينة
" صباح الورد يا حبيتي " اجابت الدادة ثم اكملت " يلا تعالي عشان نفطر هروح انده لأسر "
جلست زينة وانتظرتهم ثم جاء أسر و قال " صباح الخير "
فأجابت زينة مبتسمة لا تريد ان تشك الدادة بشيء " صباح النور حبيبي"
انصدم أسر من كلامها ولكن لم يقل شيئا ثم جلس الجميع وبدأوا بتناول الطعام .
" مش هتسافروا يا أسر تقضوا شهر العسل " سألت الدادة ونظرت زينة لأسر بلهفة منتظرة اجابته
" لا يا داده مش هنسافر انا عندي شغل كتير " قال أسر ولاحظ خيبة امل زينة ثم قال لزينة " هنسافر بعدين بس اخلص شغل "
نظرت له زينة واومأت له بهدوء ، وبعدما انتهائهم صعد أسر وزينة الى غرفتهم ثم قال لها " متبقيش تخرجي البلكونة وانت لابسة اواعي النوم في رجالة واقفة برا "
" بس انا كنت لابسة البيجاما عادي طويلة ومو مبينة اشي " قالت زينة بحدة
" اسمعي الي بقولو وبس " صرخ أسر وخرج وتوجه الى مكتبه .
**************
جلست زينة في الغرفة وهي تفكر لماذا صرخ بها هكذا الهذه الدرجة يكرهها ولكنها قررت انها لن تستسلم وستحاول ان تخفف من هذه القسوة والغضب الذين عنده .
نزلت زينة الى الاسفل لترى الدادة وتجلس معها
" كيفك يا دادة اشرقت" سألت زينة
" انا كويسة يا بنتي الحمد لله "
" بدي اياكي تحكيلي عن أسر مو انت الي ربيتي " قالت زينة
" عايزة تعرفي عنو ايه يا حبيبتي "
" كل اشي بدي اعرف كل اشي لانو ما بيحكيلي اشي"
" ماشي يا ستي ، انا ربيت أسر من لما ولدتو مامتو وبعديها تعبت من الولادة وماتت وانا كنت اعرف مامتو من زمان وهي كانت موصياني عليه وباباه كان بحبو اوي بس كان شديد عليه كمان ، صحيح هو يبان انو عصبي وجامد بس دا من برا بس أسر تعب كتيير واتعزب كتيير لحد ما وصل هنا وعمو كان دايما يعملو مشاكل بعد ما باباه مات ومحدش وقف معاه بس هو طيب اوي وانا نصيحتي ليكي انك تحتولي معاه ومتيأسيش منو لانو من جوا أسر حد تاني " قالت الدادة وحزنت زينة من الكلام الذي سمعته فأسر تعذب كثيرا في حياته فحياته الصعبة هي سبب قسوته ولكنها لا تعلم سبب كرهه الشديد لها فهو لا يريد التعامل معها ابدًا .****************
اما عند أسر فهو يشعر بغضب كبير فهو يتمنى ان يحبسها بالغرفة وان لا يدع احدا يراها ، اصبحت زينة تسيطر على تفكيره طوال الوقت ، نعم لقد بدأ يعترف بمشاعره القوية تجاهها ولكنه سيبقى يخفيها فهو خائف نعم خائف عليها من نفسه .
***************
حل المساء وتناولت العائلة الصغيرة عشائها وصعد الجميع الى غرفته ، فزينة قد ذهبت لتستحم وبعد ان انتهت انتبهت انها قد نسيت احضار ملابسها فماذا ستفعل اتخرج بالمنشفة ام تطلب من أسر اعطاءها الملابس
اخرجت رأسها من الباب لترى أسر مستلقيا على السرير ينظر للسقف حمحمت زينة وقالت " أسر ممكن تعطيني اواعيي نسيت اخدهم معي "
نظر له أسر فجأة فكان نصف جسدها بالمنشفة وتحاول ان تخفي نفسها خلف الباب انصدم أسر مما رأه وبدأت الحرارة تجري في جسمه فنهض سريعا وذهب الى خزانتها ووقف امامها
" عايزة اي وحدة " سأل أسر وهو واقف امام ملابسها لا يعلم ماذا يعطيها
" بدي بيجاما وunderwear " قالت زينة وحاولت الا تظهر خجلها
انصدم أسر هل تريده حقاً ان يعطيها ملابسا داخلية هي تريد ان تقتله بدون شك
اخرج اسر الملابس سريعا دون ان يتمعن في النظر واعطاها اياهم
اخذت زينة الملابس واغلقت الباب
اما أسر فقد وقف بدهشة مما حصل قبل قليل .
******************
خرجت زينة من الحمام وكان أسر يجلس على السرير ويتفحص هاتفه وفجأة دق احد الباب فذهبت زينة لتفتح فكانت الخادمة التي اسمها هنية
ابتسمت زينة لها وقالت " بدك شي "
لم تبادلها هنية الابتسامة وقالت " عاوزة أسر بيه "
سمع أسر الحديث وتوجه الى الباب ليرى ماذا يحدث
" عاوزة حاجة يا هنية " سأل أسر
" لاه يا بيه بس كنت عاوزة اشوف عايز حاجة اجبهالك " قالت هنية
" لا مش عاوز غوري من هنا يلا والمرة الجاية تسألي الهانم اذا عايزة حاجة او لا " قال أسر بحدة
" امرك يا بيه " قالت هنية ثم ذهبت بسرعة
اما زينة فقد فرحت لأن أسر قد وضع تلك الخادمة عند حدها فهي لم تعجبها طريقة حديثها معها ولكنها تذكرت ان هذا كله تمثيل امام الناس كي لا يشك احد بهم .
*************
اما هنية فهي خادمة تعمل في منزل أسر منذ زمن طويل وتعشق أسر كثيرا ولكنه لا يعيرها اي اهتمام وبعدما تزوج غضبت جدًا وحقدت على زينة كثيرًا وتريد الانتقام منها ومع الوقت سنرى كيف ستنتقم هنية .
**************
اما في صباح اليوم التالي استقيظت زينة ووجدت نفسها لوحدها في الغرفة نهضت وبدلت ملابسها وتوجهت للأسفل فكان أسر والدادة يجلسان ينتظران طعام الفطور
" كنت هبعت اصحيكي دلوقتي " قالت الدادة
" هيني صحيت لحالي كيفكم " قالت زينة واقتربت من أسر وقبلته على خده " صباح الخير حبيبي "
اما هنية التي كانت تضع الطعام على الطاولة اوقعت ما كانت تحمله وتحطم على الارض عندما شاهدت ذلك المشهد
" انتبهي يا بنتي " قالت الدادة
اما أسر فلقد صدم بشدة من فعلة زينة يا ترى ما بها اليوم
ابتسمت زينة في داخلها فهي قبلته كي ترى الدادة انهما كزورجين طبيعين وايضا كي تشعر أسر بالحيرة فعندما رأت صدمته ارادت الضحك بشدة ولكنها كتمتها كي لا يكتشف احد خطتها .
" اتصلت جدتك يا حبيبتي وقالتلي انهم هييجوا النهاردة عشان يباركولكوا " قالت الدادة
فرحت زينة عندما علمت بقدوم عائلتها فهي اشتاقت لهم كثيرًا
اما أسر فقد بدأ يفكر بأنه يجب ان يمثلا جيدًا كي يقتنع الجميع بأنهما زوجان طبيعيان .
***************
اما في المساء كانت زينة مشغولة بإعداد كيكة من اجل قدوم عائلتها وكانت الدادة تساعدها فهي ليست ماهرة كثيرا بالمطبخ ، وعندما انتهت ذهبت لتبديل ملابسها لانهم سيصلون في اي لحظة.وفي الاسفل جاء جد زينة وجدتها وعمها وزوجته وابن عمها وزوجتها ورحبت الدادة وأسر بهم اما زينة عندما سمعتهم اخذت تركض وتنادي " جدو.. تيتا .." واخذتهم بالاحضان وسلمت على الجميع وجلسوا يتحدثون.
" عاملة ايه يا بنتي مبسوطة " سألت الجدة بصوت منخفض
" اه يا تيتا مبسوطة كتيير وبعاملوني كتير منيح" قالت زينة فهي تريد ان تطمئن عائلتها ولا تقلق عليها
" زينة عملتلكم كيكة تجنن اروح اجيبها " قالت الدادة
ثم جاءت الدادة واعطت الجميع وقالت لأسر " انت مبتحبش الحلويات فخلاص مش هديك " عبست زينة عندما سمعت انه لا يحب الحلويات ولاحظ أسر وقال " لا اديني اجرب "
" بركاتك يا زينة" قالت الدادة وابتسمت زينة وضحك الجميع .
وبعدما ذهب الجميع توجه أسر وزينة الى غرفتهم واستعدوا للنوم
فسألت زينة " عجبتك الكيكة "
" عادي يعني مش قوي " اجاب أسر وتأففت زينة وخلدت للنوم
اما أسر فهو قد كذب فكانت الحلوى لذيذة جدًا بالنسبة له .
أنت تقرأ
أُرهقت عشقًا
Romanceزينة الشرقاوي فتاة في الثالثة والعشرين لأم لبنانية وأب مصري صعيدي ، تعيش وحدها في بيروت بعد وفاة والديها وتعمل كمصممة ازياء وليس لها اخوان او اخوات ، والد زينة ترك عائلته في الصعيد بعد ان تزوج والدتها ولم يسمعوا عنه اخبارًا منذ ذلك الحين ، وفي يوم م...