ذَهَبت زوي لشراء بعضاً مِن الأغراض اما انا فبقيت طريحه مَقعدي أُحاول إخراج اي كلمات مِن رأسي لاملا بِها تِلك الورقه البيضاء المسكينه التي ملت من الانتظار اماما مني ، عَقرب الساعه يُشير الى السادسه مساءاً وانا ممسكه بالقلم مُنذُ ساعتين ، انفث الهواء تاره واغلق عيناي تاره اخرى عساي يِأن اخرج كلمه مِن هذا الرأس اليابِس لكن ما من فائده لقد حُبست افكاري واُغلق عليها بقفل محكم " اللعنه هذا لا يجدي نفعاً " همست وانا أرمي بالأوراق بعيداً " الا يعلم ان افكار المؤلفين لا تأتي بالعجله ! " نَفثتُ الهواء بضجر لاعتدِل مِن على الكُرسي واتجه الى النافذه لأجد بعضاً من قطرات المطر الصغيره تستقر عليها فتحت جزءا صغير منها حتى استطيع ان استنشق رائحه السماء تلك الرائحه التي تتفوق على روائح أغلى العطور ذلك العطر الإلهي اجمل بكثير من كل تلك العطور التي صنعها البشر ازداد المطر شده ليتَفرّق كُل الحشد مِن الاطفال الذي كانَ يلعب في الحديقه التي في الاسفل بِفعله، نمَت إبتسامه على شفتاي إزاء تِلك الصغيره التي أسرع والديها بالركض نحوها ليحموها بالمِظله الخاصّه بِهم لكن سُرعان ماتحولت تِلك الابتسامه الى دُموع تُرسم على وجنتاي " يبدو انني جُننت " نفثتُ الهواء وانا امسح تِلك الدموع بسُرعه لتخطر على بالي زوي لابد انها ستكون عالِقه في هذا المطر الآن الحمقاء قالت انها ستذهَب مشياً على الأقدام ولم تأخذ السياره أمسكتُ هاتفي حتى أُحادثها حتى رن جرسه ابتسمت لانها سبقتني لكن ما ان نظرت الى ذلك الاسم الذي يلمع من خلف الشاشه حتى اكتسحني الضيق وتحولت تلك الابتسامه لنظره خوف شهقتُ الهواء لأضع الهاتف في حذر على أذني وكأنه يراني كنت أمسك بالهاتف برقه وكاني ان ضغطت عليه سوف يغضب ليُبخني هكذا كُنتُ دائماً... خائفه منه حد الجحيم ...." ع عمي عاصِم ؟ " همست بصوتٍ مُرتَجف من خلف القطعه المعدنيه التي أضعها على أذني ، صوت انفاسه الغاضبه عادت الي الذكريات من جديد ضربتني من اللامكان لتتجمع الدموع في عيني وتتحجر آبهه للنزول
"هل ستنسين عمك الذي آواك في منزله وتنسين افضاله عليكِ بعدما عملتِ وجرت النقود بين يديك اللعينيتين ؟ " أطلقها فَمه
لاضحك بداخلي برغم دموعي اللتي انهمرت بالفِعل لا اعلم هل كان اشتياق له ام سُخريه مِن نفسي !
"انا آسفه "
هكذا قلت كما كنت أقول دوماً وهو يوسعني ضرباً دون سبب كنت أتفوه بها عسى ان تنفذني هذه الكلمه بين انيابه المفترسه لكنه كان يزداد اشتياطاً وغضباً كنت اعتذر على شيئ لم أقم به كما انا الآن اعتذر دون سبب يُذكر
"هل تعلمين ايتها العاهره كم مره اتصلت بها عليكِ ؟ اين كنتِ وماذا كنتِ تفعلين لثلاثه ايام هل أعجبتك دول الغرب هل انت ِعلى كامل حريتك الان ! رحمك الله يا أخي آدم من الجيد انك مت قبل ان ترى ابنتك العاهره وماذا تفعل في أهلها "
"انا لم افعل شيئ يسيئ لي او لأبي انت لا تعلم ابداً ماذا حدث معي " صرخت دون وعيي صرخت عندما ذكر ابي على لسانه هو يَعلم فقط انني أُجن عند ذِكرهم بالسوء لذلك هو يَستَغِل ذلك دوماً
" هل ترفعين صوتك على عمك الآن ! عجباً لولاي ولولا زوجتي لكنتِ احد الخدم او احد تلك العاهرات التي تجوب الشوارع "
نفثت الهواء في ضيق وانا امسح تلك الدموع التي تذرف رغماً عني تلك الدموع الغبيه التي تظهر ضعفي وقله حيلتي التي لا اريد لاحد ان يراهم وياليتها كانت تكتفي بالنزول من عيناي وحسب بل كانت تغير صوتي لصوت مكسور كرهته وكأن صوتي يواسي تلك الدموع الحزينه وانا بينهما لا اقدر ان أكبح اي منهما لقد كان محقاً في كل ما يقوله فلولا انه رعاني في منزله لكنت احد المشردين الآن ، لا اعلم هل استطيع شكره ام ان أكرهه لاني رايت في منزله حياه اشد قسوه من حياه المشردين ، صمت لبُرهه حتى استطعت ان اعيد صوتي وانا اردف " هل تَعلم ان هناك قنبله قد انفجرت في صاله الوصول واني مكثت في المشفى لثلاث ايام ؟ "
قلت له في هدوء على عكس روحي اللتي تصرخ ألماً لكن جوابه كان مؤلماً اكثر وأكثر وهو يَضحك في سُخريه " ماذا ؟ قنبله ! هل اصطحبتي حظك اللعين معكِ أيضاً لا تقولي لي ان الجميع لقي حدفه عداكِ كما حدث مع عائلتك ؟ .... ناريمان تعالي حبيبتي يبدو انكِ كنتِ على حق عندما قلتي ان حظها اللعين يصيب من يحتك بها لان... "
أنت تقرأ
شيطان بِقلبٍ بشري
Mystery / Thriller، نظَرَ إليها والحُزن يأكل محياه ليس شعوراً بالذنب فقدْ فقدَ جميع مشاعره الانسانيه مُنذ تِلك الليله ، ليله حُفرِت في ذاكرته لا تفارُقه البتّه لكنْ شُعوره بِالحُزن كان لانّه رأى نَفسه القديمه بها ، وكأنه ينْظر الى مرآة منذُ سنوات مضت ، "أنتِ تُذكريني...