"ستتذكرني "

186 9 0
                                    


"حسناً سأُخبرك كل شيئ "

اردف بثقل بعدما هاجمته ذكرى تلك الحادثه لتهبط بثقلها على صدرُه يوماً كان يتمنى ان ينساه لكنه لم يكن يتذكر سواه تراجع الى الوراء كي يدفن ظهره في الكرسي خلفاً منه يعود بِذكراه الى كل الصور والأحداث تنهد بعُمق وهو ينظر الى عين ياسمين الحائرة امامه آمله أن يبدأ في حديثه ليُرضي فضولها الهائج كالبحر
.
.
.
:

" كل شيئ قد بدأ بموت ابي "
قال بضيق وهو ينظر الى السقف
انا آسفه لهذا قُلتًُ بعدما رأيت الحزن الذي طَغى ملامحه
"لا عليكِ" تنهد وهو ينظرْ الى قدَميه كُنت أشعر بأَلمه تِلك الغَصّه التي في حَلقُه أَشْعر بِها ، نَظَر إلي والحزن يَطوف بِعيناه كانت عائِلتنا صغيره مُكونه مني انا وأُختي تولاي وطبعاً امي وابي تنهد بِعنق وهو يُكمل
"لقد تَوفيّت أُمي عِندما كُنت في سِن السادسه عِندها شَقيقَتي تولاي قدْ كانت بعُمر الثالثه ، قَد كَانت بمثابه فاجِعه لكلينا لكن صِغر سن تولاي لَم يَجعلها تتأثر بشده على عكسي لكن بِفضل أبي تَخطينا ما حدثْ كَانَ بِمَثابه أم وأب لي ولتولاي ، لَقد كَرّس حَياته في تَربيتنا حتى جاء ذلك اليَوم
تساقطتْ بعضْ العَبرات من عينيه وهو يغوصُ في ذكرياته
فَرك عيناه بسُرعه وهو ينفث الهَواء الذي حُبِس في صَدره
كانَ مَريضاً جِداً أصرّ علي أن أذْهب إلى عَملي وأن تولاي ستهْتم بِه ، بعد محاولاته العديدة في إِقناعه لي وافقته لِانني كنت أحمق أنا مُجرد احمق لَعين ،بعدها بساعات من العَمل جائتني مكالمه من تولاي كانت تَصرخ بأن أبي لا يَستجيب لِندائها ، ركضتُ كالمجانين عائداً إليهم لكن لمْ أعلم عندها أنّ الأوان قد فات ، لم استطِع أن أقول له وداعاً رحل دونَ أن أودعه ... هل عَملي اللعين يُفيدني بشيئ الآن !؟
مسحَ على وجهه بكلتا يديه وهو ينظر الى الارض وكانه يُشاهد شريط سينيمائي أَسفل قدمه
تَدهورت حاله تولاي لم تَعُد تُحادثْ أحد لَم تَعد تضحك كانت أَشبه بالموتى حتى طعامها لم تَكُن تتناوله كانَ عملي يَفرض علي أن اغيبَ لِساعاتٍ طويله  وفي يومٍ طويل مُرهِق عُدت إلى المَنزل طرقت باب غرفتها حتى أُعلمها بمجيئي لم تَرُد شعرت بالقلق كانَ الباب مُغلق دفَعته مره تلوَ الأُخرى حتى كسرت قِفله لادخل وأجدها ممدده على الارض ويدها تَنزِف هَرعت لأحملها إلى أَقرب مشفى لم أشأ أنْ أفقدها كما فَقدت والدي كانت جَميع المشاعر تَخبطني الخوف الحزن الرغبه في الصُراخ والبكاء وأنا أحملها بين يدي حتى وصلتُ الى المَشفى حملوها مني الممرضين الى الطوارئ ، وفي تِلك َ اللحظه انهرت عمَلي يسلب مني عائلتي واحداً تلو الآخر لم أتوقف عن البكاء حتى خرج الطبيب ليخبرني انها على قيد الحياه تَنفستُ الصعداء وانا أشكر الله على إعطائه لي فرصه ثانيه ، أخبرني أَنها يجب أنْ تُعرض على طبيب نفسي لأنها تُعاني مِن إكتئاب حاد وبالفعل فعَلت ما قاله الطبيب عرضتها على الكَثير من الأطباء النَفسيون لكن ما مِن فائده شَقيقتي الوَحيده أرى روحها تُسلب منها رويداً رويدا والحزن تملكها دون أن أشعُر

شيطان بِقلبٍ بشري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن