إنقشَعَت الغيوم لتُعلن اِنتهاء المراسِم العَصِفه التي كانت تفرض هيمنتها على العاصِمه لأكثر من ساعتين لتزيح مكاناً لتِلك الخيوط الذهبية مِن الضوء بان تتسلل مِن بينها على استحياء كي يَنعَكِس ضوئُهَا على المياه التي خلّفَتها الأمطار على الطُرقات سلفاً ،ومَع هُدوء العاصِفه قلّ الأكتظاظ في ذلك المَقهى الصغير كي يتبقّى البعض ممن يتناول الأحاديث مَع أكواب القهوه التي احتفظت بأَبخِرتها المُتصاعده لترسم الدِفأ مع الرائحه الزكيه التي اختلطت مع رائحه المطر
في آخر المَقهى على تِلك البُقعه التي كُب فيها كوب القهوه سَلفاً تجْلِس في هُدوء على عكس مايُخالجها مِن أفكار كل الضوضاء حولها تلاشَت امام التركيز الذي تَفرضه ل ذلك الرجل الذي يتحدث في تهجم يعكسه تقلص زمردته الى داخِل محجريهما
"لقد كانَ اخي جانِحاً لم يكن يحب السلطه التي كانت تفرضها عائِلتي على كلينا كُنّا توأمين لكن تفكرينا كان كل البعد عن الاخر "
بصق كَلِماته امامها في إمتعاض رُسِم على وجهه
لتعض هيَ شفتيها في تعجب أكل عينيها البِندقيه التي تحترِق شوقاً في انتظار المزيد مِن كلماته لكنه هدأ ليباغِتُها بسؤاله
"هل تعرفين اخي جيداً ؟ "تفاجأت قسمات وجهها رداً على سؤاله لتهز برأسها الى كلا الجانبين بعفويه
إبتسمَ دومينيك وهو يأخذ كوب القهوه ليرتشف بعضاً مِنه
"بالطبع هو لم يكشِف يوماً ما كان يُفكر به لاحد "أخذَت تُمرر عيناها عليه تتفحص كُل إنشٍ مِن وجهه ، في شعره كانت هُناك بِضع شُعيرات بيض تعافِر للسطوع ، لم تكُن لتُرى لولا تركيزها المُنصل عليه
استكانت وهي تلعق شفتاها شهَقت رئتيها كميه مُناسبه من الهواء كافيه لتكسبها الشجاعه التي تمُكنها مِن الخوض في الحديث مع ذلك الغريب الذي فرضَ نفسه مِن اللامكان ويا للمصادفه فقد أعلن انتفاضه بعد حُلمها الغريب
"هل لي أن اقول لك شيئاً جنونيًا ؟ "
القَت سؤالها وهي تُشبك أصابعها على الطاوله التي تُفرق بين كل مِن جسديهما لتُثير فُضول ذلك الغريب الذي توسّعت حدقته كي يستسلم الى فضوله في ايماءه وهو يثبت نظارته بإصبع السبابة خاصته" انا لم اعرف أخاك سابِقاً او حتى رايته ...
كل ما في الامر اني رايته في حُلم ذلك كل شيئ ""ماذا ؟ " سأل في استفهام وهو يُفلت كوب القهوه الخاص به ليُترك العنان لعقله بان ينصل كل تفكيره على ماتفوهت به شفتاها فقط لتقرأ هي في عيناه عدم التصديق كي تتنهد وهي تُكمل حديثها
" اعلم ان الأمر جنوني لكن هذا ماحدث ، لذلك عندما رايتك وكنت بذات الاسم شعرتُ فقط بالخوف "
أنت تقرأ
شيطان بِقلبٍ بشري
Mystery / Thriller، نظَرَ إليها والحُزن يأكل محياه ليس شعوراً بالذنب فقدْ فقدَ جميع مشاعره الانسانيه مُنذ تِلك الليله ، ليله حُفرِت في ذاكرته لا تفارُقه البتّه لكنْ شُعوره بِالحُزن كان لانّه رأى نَفسه القديمه بها ، وكأنه ينْظر الى مرآة منذُ سنوات مضت ، "أنتِ تُذكريني...