بدايه اللعنه

169 11 0
                                    

"ايتها العاهره كيف لكِ بذلك الم أحذرك ان لا تَخرجي دون عِلمي ! "
فتح عيناه في تثاقل استجابه لذلك الصوت الذي بدا مألوفاً بالنسبه له لكنه برغم ذلك الا انه في كل مره كان ينجح ذلك الصوت في ان يشعره بالخوف حد الجحيم

اسرَعَ في النهوض ليلصِقْ صِدغه بالباب محاولاً الاستماع الى المزيد مما يجري خارجاً ، لم يملك الجرأه للخروج والاستطلاع وكيف لطفل ذي سِت سنوات ان يملك هذه الجرأه !

"لقد اكتفيت منك " علا صوتُ والدته لتكن هذه مرته الاولى التي يَستَمِع فيها الى صوت أمه الغاضِب , كان شيئاً جديداً لا يحدث كل يوم فهو لم يسمع طوال سنواته السِت سوا صوت والده الذي ينبح في الارجاء بعدما يعود مخموراً مِن أحد المَلاهي الليليه وهو لا يرى اماماً منه لينقض على امه كوحش يهجم على فريسته،  لكن هذه المره انقلبت الفريسه وأصبَحَت وحشاً !

تعالى صراخ والده في انين
لتشخص عيناه رعباً لم يعلم ماذا يجِب ان يشعر في تلك اللحظه كونه ابن السِت سنوات لم يكن يكفيه من النضج ليعلم مهيه مشاعره حينها هل يكره والده الذي يوسعه ضرباً كل يوم ام يعول على والدته التي يراها كل يوم في الفراش بين يدي رجل مختلف عن الذي قبله !

، شعر بخيط من السائل الدافئ الذي يبلل قدميه ليعلم انه فعلها ككُل مره يقف فيها خلف الباب ليستمع الى حديثهم الدائر حتى سمِع خطوات اقدام تتجه الى غرفته

تراجع الى الوراء في سرعه تجاوزت سرعه الخيل في العدو ليقفز الى  فراشه في خوف وهو يحاوط جسده الهزيل بغطائه محتمياً به من قسوه العالم الخارجي ذلك العالم الذي فرض عليه اب سكير وأم عاهره كما كان يستمع من زملائه في المدرسه دوماً

تعالى صوت نحيبه اسفل الغطاء وهو يضم ركبتيه الى صدره واضعاً يداه اعلى اذنيه وكانه بذلك يمنع اي احد من سماعه  بما انه لا يتمكن من ذلك

فُتح باب الغرفه على مِصراعيه لتدخل سيده تناهز الثلاثين شعرها الاشقر الباهت مبعثر على كتفيها بعشوائيه وآثار الكدمات الزرقاء والجروح تملأ كل بقعه في جسدها الهزيل في يدها اليُمنى تقْبعُ سكين مُلطخه بدماء طازجه تنتمي الى جثه قُتلت تواً

،بالرغم من وضع ذلك الصغير يداه على اذنيه الا انه شعر بها ليزداد الادرينالين ويملأ جسَده ، وكأنّ وحشاً من وحوش الظلام انقض على غرفته ليلاً

لم يكن يشعر للحظه انها اماً له ، كان يخافها تماماً كوالده ، اما في المدرسه كان يوضع تحت جميع انواع التنمر ، حياته كانت اشبه بالجحيم الأزلي ، لم يكن يملك للامان معنى سوا تحت غطاءه

لكن حتى هو لم يعد كافياً ليُشعره بذلك ، ازداد خوفه وبدأت الدموع تخرج مِن محجريهما كالينابيع المُتفجره وهو يهمس بطلبات للغفران رغم انه لم يكن طفلاً مُرتكب للحماقات كغيره ممن في عمره

شيطان بِقلبٍ بشري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن