لقد هَرب

123 11 2
                                    


." اذاً لماذا انتقلتِ الى هُنا ؟ "

اردَفْ ذلك الزاِئِر الغامض وهو يحتسي كوباً مِن الشاي اعدته صاحبه المَنزل مُنذُ بُرهه ، كانَ رجلاً طبيعياً على حد الوصف شعرهُ البني الذي يصل كِتفاه وأنفِه الحاد يمُدانه بالموسامه كما فعلت عيناهُ الزمردية بدورِها لكن على عَكس مايوحي مَظهره شعرت "ياسمين " بانقباض غريب في صَدرِها وكانها في حضرة حاصِدٍ للأرواح، لكنها لم تكُن تعلم السبب وراء هذا حتّى كذّبت ماتشعُر به فقط ووضعته جانِباً
لا يعلَمُ المرأ  ان القَلب يستطيع تدارك الامر قبل العقل غالِباً
.
.

-للعَمل
اجبتُه باقتِضاب وانا أحك مؤخرة عُنقي في تعَب لم يكن وقته مناسباً البتّه ، طافَ بعينيه جَميع اركان المنزِل ليتسائل وهو يُمسِك بكوب الشاي في يُمناه
" هل تمكُثين بمُفردك هُنا ؟ "

-في الواقع لا ، امكث مع صديقة لي لكنها ليست هُنا الآن
=ارى هذا
وضع الكوب مِن جديد على فَمه ليأخذ رشفه أُخرى لكن ما إن أزاله حتّى رأيتُ دِماءاً تتَساقط مِنه !
هرعتُ واقفه وانا اهتِف باسمه " سيد هاري انتَ تنزِف سوف اُحضر علبه الإسعافات "
لكنه وقف في الحال وهو يمسِك بمعصمي ليقترب مني وهو يهمِس في أُذني بهدوء
"قربان "

.
.
فتحتُ عيناي في هلع وصدري يعلو ويهبط في جنون لاكتشِف بعدها بانني كُنت غارِقه في كابوس مُزعِج
إعتدلتُ جالسه وانا امسحُ  قطرات العرَق التي ملأت رقبتي وانا أدُور بعيناي المُتعَبة حولاً مِني لأعلم اني خررتُ ساقطه على اريكه الصاله مِن جديد 

انزلتُ قدماي مِن على الاريكه لِتصطدم  بشيئ ما على الأرض القيتُ نظره لاجده هاتفي ، لابُد انه سقَط عندما غفوت
، انحنيت حتى التقطه لأجد بطاريته قد نفذت 
تنهدتُ في ثِقل  لأقف وانا ادور بعيناي عن الشاحِن الخاص بِه لكنّي لم أجده

وضعته في جَيب بِنطالي كي اسلُك طريقي نحو المطبخ
لسكب كوب مِن الماء
تناولته على جُرعه واحده ، كُنتُ اشعر بالعطش الشديد وكاني مشيتُ لليله كامِله في الصحراء لكن انتشلني صوت ما قادم مِن غُرفه زوي ! , تركتُ الكأس لاتخذ طريقي بسُرعه نحو غُرفتها وحديث المُقدم لوي عن أخته يُرسَم في مخيلتي تدريجياً

كُنتُ اهتف باسمها طوال الطريق لكن كان الصمتُ سيد الموقِف حتى توقفت امام غُرفتها لاجد الصوت قد إختفى فقط !
طرقتُ الباب بقوه بعدها فتحت لاجدها كما كانت غارِقه في النوم !

تقدّمت اليها في حذر وبدأ الخوف يأكُل روحي بين الثانيه والأخرى وكل السيناريوهات المجنونه تُرسم في مُخيلتي , ارخيتُ بنفسي على السرير بجوارها كي اهتف باسمها عن قُرب ، كانت كل ثانيه تمُر دون اجابه مِنها كَساعة في الجحيم

شيطان بِقلبٍ بشري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن