الشاطئ

230 13 0
                                    

"اليوم الثالث "

تتراقص أشعه الشمس في السماء مع السحب المتفرقة بدلال وكانها تؤدي رقصه على انغام بحيره البجع لتشايكوفيسكي تحارب الطقس البارد لكانون الأول ببراعه رقصها ، تحت شعاعها تقدمت فتاه في العقد العشرين من العمر يلوح على وجهها التوتر الذي يبرزه عيناها الغارقتان في اللاشيئ واحمر شفاهها الباهت الذي أُكل نصفه كضحيه في احد محاولاتها التي بائت بالفشل في إخماد  توترها ، مَشت الى ذلك المبنى الضخم في خطوات متردده يرسمها حذائها ذو الكعب العالي الذي وصل صوت نقره الى مسامع  اولائك الرجال ذو ملابس العمل الرسميه المصطفين على أبواب المبنى بنظامٍ مدروس توقفت حتى تشرد به للحظات وعقلها يتمايل بها من خلال التفكير هل تُقدّم استقالتها وتعود أدراجها بادئه من نقطه الصفر ؟ ام تنتظر بصيص من الأمل وتُكمل ما استيقظت من اجله !
تنفست بعمق وهي تشهق وتزفر الهواء كآخر محاولاتها في اخفاء توترها الذي بات مكشوف للاعيان نفثت في كلتا يديها لاكتساب بعضاً من الدفأ نظراً لبروده الطقس الذي لا يشعر به سواها ثم خطت بقدمها لتُفتح لها البوابه الإلكترونية على مِصراعيها دارت برأسها حتى استقرت عيناها على فتى اجعد ذو اعين بنيه يرسمُ الابتسامه على ثغره من ملابسه المنمقة عّلمت انه احد العاملين في المبنى سألته عن موقع مكتب الرئيس ليجيبها دون ان يُزيح ابتسامته بانه يقع في الطابق الثالث شكرته على عجله وهي تتقدم الى المصعد حتى ضغطت على زر الطابق المنشود وهي تنظر في المرآه قبالتها وتقوم بترتيب بعضاً من خصلات شعرها المتطايره فُتح الباب لتخرج وهي تمسح بأعينها المكان حتى وقعت عيناها على مكتب السكيرتيره كانت فتاه جميله ذو حله مهندمه تقدمت اليها كي تعرف عن نفسها لتعتدل فوراً قائله انها تدعى صوفيا صافحتها بحراره وهي تخبرها بمعرفتها المسبقه قطبت حاجبيها بتعجب لتُضف صوفيا معبره عن إعجابها بكتاباتها التي كانت تملأ صفحات الإنترنت ومدى سعادتها بمقابلتها إبتسمت وقد بدأت بعضاً من معالم الارتياح ترسم طريقاً في وجهها بعدما كانت تقاسيم التوتر تملؤه
.
.
.

"يجب ان يكون المدير قد احب كتاباتك بنفسه حتى تكوني هنا الآن " أخبرتني بهذا وانا اخذ الهواء وأخرجه بتوتر وانا اتمنى انه لن يغير رأيه بعد هذه المره
"هو في اجتماع الان سوف ينتهي بعد ١٠ دقايق "
اومات لها بابتسامه بالكاد اطلقها فمي وانا اجلس على الكرسي امام منها ممسكه بأوراقي اقرا ماكتبته من جديد وهناك صوت ما بداخلي يخبرني ان انسحب بهدوء واخرج  سوف اطرد بعد لحظات بهذه الكتابات الحمقاء لما تصرين على اهانه نفسك ؟ كنت غارقه في افكاري تلك الا وصوفيا تخبرني بان المدير ليام ينتظرني في الداخل ، انا سوف اقف بعد لحظات امام مدير المكان الأشهر في أوروبا للكتابه وصناعه قصص الافلام المشهوره ساقف امامه بورقتين لا ثالث لهما ! يالحماقتي بحق !
طرقت صوفيا الباب لتدخل لثوانٍ كانت اطول ثوانٍ قد مرو في حياتي حتى خرجت وهي تخبرني انه ينتظرني اومات لها وانا اشهق وأزفر الهواء بعمق محاوله لتهدئه اعصابي  وانا اخرج كل الافكار السوداويه من رأسي حتى دخلت لأقابل عيناه ...كان شاب لا اظن ان هناك فارق سن كبير بيني وبينه لقد توقعته ان يكون احد اولائك الرجال العجائز السمينون الذين ينتظرون كل شيئ خلف مكاتبهم في ملل ! أنى ان يكون له كل تلك الشهره وهو لم يتعدى سن الثلاثين بعد ! اراهن انه في مقدمه العشرينات حتى ! .. سرت القشعريره جسدي لثوانٍ حتى امرني ان اتفضل وهو يشير الى الكرسي إماماً منه

شيطان بِقلبٍ بشري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن