العاصِمه لندن _ مقهى تينكز / 5:45 pm
"اليوم الثالِث عَشر : تابِع ""هل أُزعِجُك ؟ "
أردَف ذلك الشَخص الغامِض بعد عِدة دقائِق مِن جُلوسه في الكُرسي المُقابِل لي على نفس الطاوِله
يرتدي مِعطفاً طويل ذو لون أسود يصِل رُكبتاه ويَلُف وشاحاً رمادياً حول رقبته ، كانَ صورة طِبق الأصل لذلك الفتى الذي رأيته في حُلمي والذي كان يهمِس لي بكلمه قُربان ! ا ، شعرُه البني يصِل كتفاه ، أنفه الحاد وبشرته البيضاء مع عيون خضراء داكِنه
لم يَختِلف في شيئ واحد عما رأيته ، هل يُمكِن لشيئ كهذا أن يَحدُث ؟لم أعْلم ما الذي يتَوجّب علي فعله في موقِف كهذا فعلى كلّ انا هي غريبة الأطوار الوحيدة هُنا اليس كذلك ؟
إقتطَع تَفكيري ليُردِف وهو يُشيح بيداه امام وجهي " هيي آنسه أكُل شيئ بخير ؟ "لإعلَم اني شردتُ به مُطولاً كي أُصبِح الان مجنونه دون جهود
رسمتُ ابتسامة باهِته على شفتاي وانا اُجيبه "اه نعم كل شيئ بخير "
ليومأ مَع إبتسامة صغيره شَغلت محياه وهو يحك باطِن يديه في بعضِهما البعض
أَخذَت قدماي تعلو وتهبِط دون ارِادة مِني وانا انظر الى الساعه تارّه والى الطريق تارّه أُخرى وأخطِف النظرات بين الثانية وأخرى الى ذلك الفتى اللذي يجلس امامي والذي كان يُدعى هاري في حُلمي الغريب او رُبما أثرّت ادويه الاكتئاب على عقلي !"قهوه بالبُندُق سيدتي "
إخترَق طاولتنا نادِل المَقهى وهو يضع القهوة خاصّتي اعلى الطاوله لألتقطها بسرعه بين يداي حتّى انقِل دفأ الكوب اليهما ،
شَكرته ليبتسم لي ثُم التفتُ الى الشاب امامي كي يسأله عن طلبه لتَتغير معالم وجهه فورَما رآه الى سعادة عارِمه ليُردِف في غير تصديق"سيد هارلود ! مرحباً بِعودتَك ، لقد افتقدك المَقهى كثيراً هل تُحب ان أوصي بقهوتك المُفضّله ؟ "
" هارلود ؟ " إقتطعتُ حديثه وانا مُقوسة حاجباي لينظُر الي كِلاهُما في تَعجّب لكن المدعو بهارلود تدخّل وهو يُردِف في ضجر"الم أَقُل لكَ ديفيد لا تدعوني بهذا الإسم مُجدداً يارجل "
ليحُك النادِل رأسه في حَرج
"أستسمحُك عُذراً سيد هاري لكن هارلود تليق بِكَ كثيرا."
ليُقهقه في خِفه على عكْس ذلك الرُعب الذي صُبّ في قلبي بعد نُطقه لاسمه ليسقُط ذلك الكوب مِن بين يداي حتى يلفِت انتباه جميع مَن في المقهى"انا .. انا آسفه " قُلتُ في حرج وانا أعتدل واقِفه ليقاطُعني النادِل
"لا عليكِ آنستي يحدُث هذا كثيراً لا تقلقي سوفَ يأتي ستيفن الآن ليُنظفه وسوف أقوم بإعداد واحدٍ آخر "
"لا "
قُلتُ في تهجم ليُقوس حاجباه في تعجّب لأستأنِف
" لا عليك فانا راحله على اَي حال ، أخبرني فقط كم هو حسابي "
" لكن سيدتي الأمطار غزيرة في الخارج لن يُمكنك التحرك قدْر إنش "
كان ذلك النقاش بيني وبينه بينما ذلك المَدعو هارلود ينظُر الى كلينا دونَ معالم واضحه اعلى وجهه وهو يضم يداه ليسند بذِقنه عليهما
أنت تقرأ
شيطان بِقلبٍ بشري
Mistério / Suspense، نظَرَ إليها والحُزن يأكل محياه ليس شعوراً بالذنب فقدْ فقدَ جميع مشاعره الانسانيه مُنذ تِلك الليله ، ليله حُفرِت في ذاكرته لا تفارُقه البتّه لكنْ شُعوره بِالحُزن كان لانّه رأى نَفسه القديمه بها ، وكأنه ينْظر الى مرآة منذُ سنوات مضت ، "أنتِ تُذكريني...