زادَ المدّ واشتد البحر اهتياجاً تعصِف رياح كانون الأول لينتثر لها ماء البحر مُتشكلاً على هيئه أمواج ترتطم بالشاطئ تُآنس الرمال الصفراء في وحدتها ليُعطي صوتها طابعاً خاص لكل من احبّ البحر وسُحر بزرقته ، نظَرَ إليها والحُزن يأكل محياه ليس شعوراً بالذنب فقدْ فقدَ جميع مشاعره الانسانيه مُنذ تِلك الليله ، ليله حُفرِت في ذاكرته لا تفارُقه البتّه لكنْ شُعوره بِالحُزن كان لانّه رأى نَفسه القديمه بها ، وكأنه ينْظر الى مرآة منذُ سنوات مضت ، "أنتِ تُذكريني بشخصٍ ما " قالها قاصداً بِها نفسه في جَوفه كان يحتفظ بسُخريته ، سُخريه القَدر الذي جمَعه بها حتى يُحولها الى النُسخه الجديده التي أصبحَ عليها هوَ مُتشوق لتلك اللحظه التي ستُدرك بها أن كل ما آمنت به كان خطأْ مُتشوق للذه الانتصار لَم يكن يعرِف للشفقهِ معنى قد مات قلبه منذُ وقتٍ طويل ...
سألها مع ألم عميق في صوته ظنّته هي انه نتيجه لحُزن دَفين به لم تكن تعلم ماهي مُقدمه عليه حتى أجابته في سَجيه سَخِر هو منها في جوفه.
.كانَ ذلك الحُلم السيئ يُطاردُها كالعادة حتى إستيقظت في فزع لتسعُل بِقوة ليسَ نتيجه للحُمى وإنما لذلك الدُخان الكثيف الذي تصاعَد الى رئتيها ، فتحت غُرفتها وهي تركُض في جنون لترى الجحيم امام عيناها ، كُل شيئ تُمسِك به النار تتشبث بِه وكأنه طعامها الوحيد ..صرخت بِصوتها الطُفولي دو الثماني أعوام على أفراد عائِلتها لكنها لم تتلقى إجابه نظرت الى غُرفه والديها اماماً مِنها لتجِد النار تلتهمها بسُرعه البَرق وغُرفه شقيقتها الأكبر سِناً لم تكُن افضل حالاً مِنهم تعالت شهقاتها بين صوتِها الذي اُرهق من الصُراخ على اسمائهم لكن كانت الاجابه صوتُ نشوب النار الذي ملأ مسامعها بدأت تسعل بقوه أكبر وقد عجزت رئتيها في تنقيه مزيد مِن الهواء لتنفسها لتسقط ارضاً كأوراق الشجر الذي يتساقط في الخارج لحلول خريفه حتى يحل معه خريفُ عمرها ....أفقتُ بَعدها في المَشفى لأعلم ان جميعهم قد رحلوا وتركوني خلفهم ! بكُل بساطه وكأن شيئاً لم يكن إنتقلتُ بعدها للعيش مع عمي لأتمنى الموت كل يوم وانا في منزِله ......وجدت دموعي تنهال من عيناي دون اشعر مددت يدي حتى أمسحها لكنه منعني بإمساكه لها نظرت اليه متفاجأه لكي يخبرني ان اكمل " اه الكثير مِن الدراما اليسَ كذلك ؟ " إبتسمتُ بخفه ليترك يدي حتى تستطيع مسح تُلك الدموع الفارّه مِن عيناي
"كُنتِ على وشكَ البُكاء لما لم تفعلي ؟ " نهرني لأتعجب
"ماذا؟ "
"هل تظُنين أن تِلك الدموع شيئاً يُمكنك كِتمانه فحسب ؟ اياكِ ان تكتمي بكائك ابداً واياكِ ان تكبحِ دموعك انهما اكبر النعم الالهيه فهناك من تحجرت الدموع في عينيه وأبت بالنزول ليتمنى لو كان عنده هذه النعمه هل تتخيلين هذا ! ... ان احدهم يحسدك على دموعك ؟ "
نظرت اليه في شرود ...كان ينظر الى البحر وهو يحمل الرمال بين يديه ليرميهم باتجاهه
ضحكتُ بسُخريه " الا تَظُن انكَ تُبالِغ ؟ "
" اللعنه كيفَ يُمكنكِ الابتسام والضحك هكذا فقط انّى لكِ ان تتخطي الماضي بهذه السهوله ؟ " صَرخ لافزع
لقد أغضبني بحديثه نفثتُ الهواء لاصرُخ بدوري " هل تعتقد انك الوحيد في هذه الحياه الذي يتألم هل تعتقد اني لا أتألم لفقدان عائلتي لكن ماذا ! ماذا يتوجب علي فعله؟ البُكاء والنواح طوال حياتي ؟ لماذا لا انظُر للأمر على انه قدَر انه قدرهم وقدري حسناً انا في بعضَ الأحيان العن حياتي هذه كثيراً ما كُنتُ مقدمه على الأخذ بحياتي لكني اتسائل لما آخذ بحياتي بينَما قد أعطاني الله فُرصه للعيش لما لم اموت معهم في ذلك الوقت ! بالتأكيد هُناك شيئاً في المُستقبل ينتظرني "
كانَ ينظر الي في ذهول شعرتُ وقتها اني فاجأته بحديثي هذا لكنه لم يُجِب ، فقط نظر الى البحر مِن جديد ليسود الصمت بيننا لثوانٍ
" لم تكملي لماذا كُنت تتمنين الموت في منزل عمِك ؟ "
أطلقتُ ضحكه ساخِره
"لا يُمكنك معرفه كل شيئ عني ياسيد انتَ حتى لم تُخبرني ماذا حدَث معك"
" حسنا لا تكذبي انا لم أعرف ما السِر وراء جبيرتِك هذه " قلبتُ عيناي " لا ان قِصتها طويله ، حسناً اخبرني بقصتك وسأُخبرك قصه الجَبيره ولا تقل لي كما قلت في اول مره يجب ان يكن هناك شراره هي من بدأت كل شيئ "
ضحك بخفه مستهزءا بما قُلتًُ ليلتفت الى وقد لاحت ملامح الحزن والسخرية على وجهه
"الشراره كانت عندما ولدت "
نظرت اليه مستفهمه لم اعرف ماذا قصد !
"كيف هذا ؟ " سألت لكن اهتز هاتفي في جيب بالبِنطال أمسكت به لاجد اسم الظابط فرانك يلمع من خلف شاشته كانت الساعه في الهاتف تُشير الى السادسه مساءاً ! تعجبت وانا أنظر الى البحر حتى اجد الشمس توشك على الغروب ، كيف مر هذا الوقت ! وضعت الهاتف على أُذني لكنه كان قد توقف ، إعتدلت لينظر الى ذلك الفتى نظره خاطفه حتى يعود بنظره الى البحر وكانه طيف معلق بين الامواج ليسألني في إقتضاب
"هل انتِ ذاهبه ؟ "
- نعم يتوجب علي الرحيل الآن أجبته
=حسنا اذاً لكنك تدينين لي بسماع قصتي
ابتسمت لقوله هذا
-هل هذا يعني أني سأراك مجددا ؟
=إن اردتِ ذلك فنعم ستجديني
لم أفهم ما قصده لكني كنت على عجله من أمري
-ما إسمك ؟
=هذا ليس مهماً انتِ لن تتذكرينني على اي حال اجاب دون ان يزح عيناه عن البحر وهو يتنهد
-كفاك مُزاحاً سيد ظلام الليل !
التفت الي ليرسم ابتسامه على وجهه يمكنني معرفه مدى تزييفها فقد رسمت الملايين منها قبلاً !
=لايهم .. اسمي زين
رفعتُ احد حاجبي في استفهام "هل انت من اصل عربي ! "
=نعم مثلك تماماً
-وكيف عرفت انني من أصول عربيه ؟
=لكنتك توضح هذا يجب ان تكوني هنا منذ فتره قصيره
-اوه هذا صحيح .. بالمناسبه اسمي ياسمين
قُلت وانا اُعطيه هاتفي لييتعجب
"ماذا اليس هذا أسلوباً كافياً لتعلم اني اريدك ان تكتُب رقمك هُنا ؟ "
ابتسم الي وهو يكتُب بعضاً مِن الارقام ليُعطيني إياه حتى أُسجله ودعته وانا اخبره اني سأتصل به حتماً كي أستطيع سماعَ قصتة لكن ملامح غريبه ظهرت على وجهه لم افهمها ! ولم افهم مالذي قصده عندما قال باني لن أتذكره ! كل كلماته كانت مُبهمه لكني للأسف لم أكن املك كثيراً من الوقت
خطوت مبتعده عن الشاطئ وفي كل خطوه أخطوها التفت له لأجده كما هو شارد في الموج لا يحرك ساكناً ... ترى ماقصتك زين ؟

أنت تقرأ
شيطان بِقلبٍ بشري
Mystery / Thriller، نظَرَ إليها والحُزن يأكل محياه ليس شعوراً بالذنب فقدْ فقدَ جميع مشاعره الانسانيه مُنذ تِلك الليله ، ليله حُفرِت في ذاكرته لا تفارُقه البتّه لكنْ شُعوره بِالحُزن كان لانّه رأى نَفسه القديمه بها ، وكأنه ينْظر الى مرآة منذُ سنوات مضت ، "أنتِ تُذكريني...